عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-2023, 02:21 AM   #4
سمير ساهران
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهران
سمير ساهران غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 60990
 تاريخ التسجيل :  05 2020
 أخر زيارة : 13-01-2024 (10:37 PM)
 المشاركات : 518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لقد تابعت هذا الموضوع من بدايته تقريبا، وأول من رد على الفايد هو المعطاوي، حيث رأى في كلام الفايد والأفراد الذين معه، أو هو معهم، خطر على وحدة المغرب، وأنَّه يؤدي إلى فتنة في الوطن، فيرى أنَّ كلامهم يؤدي إلى نزاعات القوميات في المغرب، فالفايد أمازيغي، وقد سمعته في حلقة من حلقاته يطلب من المغاربة بأنْ يتكلموا باللغة الأمازيغية، بدلا من الغربية، والكلام ليس عن الأمازيغ الذي يتكلمون الأمازيغية، بل عن غيرهم من الذين يراهم مستعربين، ويرى بأنَّ أهل فاس هو الذي لا يحبون أنْ يتكلموا بالأمازيغية لأنهم جاءوا من الأندلس، فليس لهم هذا التوجه.
هذا الموضوع كان تحت الحوارات والمنازعات قبل الفايد بمدة طويلة، فهناك بعض الأمازيغ يعادون العرب والإسلام، حتى أنَّ هؤلاء من شدة كرههم العرب لا يكتبون باللغة العربية، بل يكتبون باللغة الفرنسية، مع أنَّهم يستطيعون الكتابة باللغة العربية، فهم يرون أنَّ العرب سلوا هويتهم، ولذلك هناك منهم من يمجد الكاهنة التي كانت تحارب المسلمين إبان الفتح الإسلامي لشمال إفريقية، وهؤلاء من شدة تعصبهم ينفون وجود عرب إلا بنسبة قليلة في شمال إفريقية، حتى أنهم يرون أنَّ الذين فتحوا الأندلس كانوا أمازيغ وقلة قليلة من العرب، لينفوا أي شيء إيجابي عن العرب، وقد رأيت بعض اكتاب يردون عليهم من كلام ابن خلدون مثلا، بأن أعداد العرب والأمازيغ الذين فتحوا الأندلس كانت متساوية.
على ذكر ابن خلدون، فقد اعتبره بعض المتعصبين منهم بأنه أمازيغي، بل جعل كل العلماء هناك من الأمازيغ، بلا أي سند علمي، فالتعصب هو الذي يجعلهم يقولون بهذا، علما أنَّ ابن خلدون اثبت أنَّ نسبه من حضرموت من اليمن، ونجد مثل هذا التعصب لدى بعض الأكراد، ولذلك نجد المتعصبين من الأمازيع والمتعصبون من الأكراد، يجتمعون على ذم العرب، وجزء منهم على ذم الإسلام أيضا، باعتباره مقترن بالعرب، فنجد بعض الأكراد الذين كانوا مسلمين قد صاروا على الديانة الزرادشتية، فهم يعتبرون الديانة الزرادشتية ديانة كردية، ويرجعون كل الأديان التي نشأن في الشرق بأنها من أصول كردية، ويعتبرون أنفسهم أحفاد السومريون، وقد قرأت مقالا لأحدهم لنفي صلة العرب بالسومريين، بعدم وجود حرف الجيم القاهرية، وهو ينطق كما ينطق الحرف الأول في كلمة go، وهو يتغاضى عن أنَّ هذا الحرف أصيل في اللهجات العربية القديمة والحديثة، فنرى بعض اليمنيين ينطقون هذا الحرف إلى الآن لا بتأثر من أحد في العصر الحديث فهو حرف قديم في اليمن، وبقية العرب كانت تنطق هذا الحرف ولكن لغة الفصحى هي التي سيطرت، فغاب هذا العرف من الكلام، بفعل سيطرة اللغة الفصيحة، أو اللهجة الفصيحة.
المهم نجد مثلا المتعصبون من الأكراد وبعض غير المتعصبين، ينسبون ابن تيمية للأكراد، لمجرد أنَّه من حران، ولكن نجد حتى بعض الأكراد يردون على هؤلاء بأنَّ حران فيها الكثير من العرب، وقد قرأت لباحث غير عربي ينسبه لتيم، ولا أذكر الآن أين قرأت هذا بالضبط.
نجد الكثير من هؤلاء المتعصبين يذمون العرب ذما كثيرا، حتى أنَّ بعضهم يستشهد بكلام ابن خلدون بذم العرب لنفي أنَّه عربي، علما أنَّه لا يوجد تلازم بين ذم قومية وعدم الانتماء إليها، وعلما أنَّ بعض الباحثين يرون أنَّ ابن خلدون يقصد البدو، فقد كانت هناك هجرات كثيفة من بني هلال وبني سليم إلى شمال افريقية، وكانت البداوة راسخة فيهم، ولم يكونوا متحضرين مثل العرب الذين سبقوهم بقرون كثيرة، فمعاركهم مع الناس هناك حيث يريدون السيطرة، قد خربت شيئا من العمارة هناك، فالمعارك عماما يحصل منها خراب لما هو قائم.

قرأت في بعض الصفحات على الفيسبوك التي تهتم بسلالات شمال إفريقية، أنَّ الجين العربي هو j1، وهناك باحث ينسب النبي للسلالة j2، وآخرون ينفون، فمثلا يرى البعض أنَّه على السلالة e العربية، وليست e التي خارج الجزيرة العربية، فقبيلة حرف على سلالة e العربية، إما الأمازيغ فسلالتهم حسب تلك الصفحات وحسب الأمازيغ أنفسهم هي e m81، ولذلك نجد جزءا من أهل تلك البلدان بدأ يهتم بفحص المورثات لديه، أي DNA وتحديدا كروموزوم y، وهو السلالة الذكورية.

عودة إلى الفايد، الفايد الآن ينطلق من أساس انكار السنة، فلا يعتمد إلى على القرءان، وهو واحد من منكري السنة، فلا يؤمنون أنَّ السنة هي أقوال وأحوال الرسول، وهم ينكرون النسخ في القرآن، ويوجد شخص من المعتزلة ينفي النسخ في القرآن وهو أبو مسلم الأصفهاني، وتفسيره للقران مفقود، ولكن أبو مسلم الأصفهاني لا ينكر السنة، والمعتزلة عماما لا تنكر السنة، ولكن شروطهم في قبول الأحاديث أكثر من شروط غيرهم.
إنكار السنة ليس حدثا حديدا على الأمة، فقد قرأت بعض الصفحات من كتاب الموافقات، وكانت عن منكري السنة، وقد أورد المؤلف وهو الشاطبي ذكرهم لذمهم، فيقول بأنهم يفسرون القرآن بلا ضابط، وكلام الشاطبي ينطبق على منكري السنة في هذا العصر، فقد رأيت لبعضهم تفاسير مضحكة، ولا يتقبلها إلا ذوي الثقافة القليلة جدا، فالشخص القارئ لا ينخدع بكلامهم، فمما قرأت لبعضهم، هو أنَّ هذا البعض لا يعود لجذور الكلمات بل يقسم الكلمات كما هي، فهم لا ينطلقون من الأوزان اللغوية لفهم الكلمات، ولذلك فلا اعتبار للأوزان لديهم، وقد نجد من بينهم من لا يصدق هذا، ولكن من باب التشويش على الناس يسلون هذا السلوك، بعضهم ممكن أنْ لا يكون يؤمن بالإسلام أصلا، ومع ذلك يتظاهر بالإسلام، وتحديدا يتظاهر بأنه قرآني حسب ما يسمون أنفسهم الذين ينكرون السنة، للشويش على ضعاف الثقافة.

الموضوع طويل ومن يريد متابعته فالإنترنت طويل وعريض.

أنت بما أنَّه لديك وسواس قهري فربما الأفضل أنْ لا تتابعي هذه النزاعات الفكرية، وابحثي عمن متخصصين أخرين في التغذية.


 

رد مع اقتباس