مفاهيم متطايرة في العلاج النفسي ؟!!
مفاهيم متطايرة في العلاج النفسي
( مازالت تحت التعديل )
الـمـقـدمــة
مفاهيم تتطاير وتتزاحم ، ولا أدري كيف أسقطها ؟ لأني أتوهم أنها أساسية، فأحار في أي الزوايا أضعها … فأبقى متوتراً كعادتي المزعجة ، وسمتي المتجذرة … حتى أترك لأفكاري بعد ضغطها عليّ تتقافز في داخلي إلى أن تستقر في صياغات متباينة على ورقي … فأشعر بهدوء مؤقت بعد أن أقنع ذاتي أن الكتابة لي ، وليس للآخر الذي أخاف نقده ، والذي له الحق أن يقرأني مضطرباً دون حجر على رأيه .
اكتب محاولاً ملاحقة أفكاري في ذوات المتوترين من العملاء ، وأسعى إلى أن اختزل تساؤلاتهم وجراحهم دون عمر زمني أو انتماء عقدي وقبلي في سياق أريد أن أتعلم منه حين أطرح أفكاري ، وإن كانت خاطئة أو مشوشة ، لأني سأعي لعجزي وخطأي إذا قذفت بها داخل من يقرأها لترتد علي في ابتسامة ، أو دهشة ، أو استفهام … ولقد انتهيت إلى قناعة أتعبتني وأفقدتني الكتابة التي لن أرضى عنها … وإن كانت تجعلني في وضع استمد منه شعوري كإنسان يسعى دوماً لكسر اضطراب التعامل مع داخله وواقعه .
عزائي أني إنسان في حاجة إلى من يتقبل عجزي ويدركه ، هذه واحدة ، أما الثانية، فإن هدفي منها التبسيط والتشويق بحيث أضع كل فكرة ضمن فقرة قصيرة ومستقلة عن التي قبلها … إضافة إلى أن تكون الأفكار مختلفة في الانتماء لمعظم التيارات النفسية ليسهل تحقيق هدفها المطلوب إذا تم تجريبها مع الحالات المضطربة ، أو التي تطلب الاستشارة النفسية ، والأفكار المطروحة تختلف في طبيعتها بحيث تشمل على أساسيات العلاج النفسي وأهدافه وأساليبه وفنياته …
وفي الجزء الثاني ضمنته بعض الأفكار الممتزجة بمشاعر الألم لبعض عملاء منحوني الثقة التي تخيفني مع كل حالة جديدة ..
وبعـد … على امتداد هذه الصفحات ذوات تكابد وتبحث عن معنى لحياتها ووجودها ، بلغتها وأدواتها البسيطة ، حائرة لتكون حرة ومسؤولة في آن واحد ، وأنا وأنت كما أعتقد ممن نرفض أن نكون من القطيع ، ذلك أن وجودنا سابق لماهيتنا ، والموجود هو من يقوم بتحديد ماهيته ، وتشكيلها ، ويصنع مصيره … وبقدر ما نتمسك بذاتيتنا ، وتفردها نكون حقيقة موضوعية تميزنا عن عالم الآخرين … الذين يمثلون الكثير من أناس يعيشون في ذواتهم ، أناس يهربون من مواجهة الذات ، ويخافون الاضطراب والموت ، رضوا لأنفسهم الهزيمة واليأس دون هدف إلا من اجترار ماض يحمل صوراً سلبية و كئيبة .. مثل هؤلاء المضطربين يأتون لتهيأ لهم ظروف تساعدهم في غرس معنى لحياتهم ، ووجودهم ، وليكونوا أشخاصاً يعيشون من أجل ذواتهم .
كلي أمل أن أعطى أبسط حقوقي فتفهم أفكاري في حدودها الضيقة وإطارها النفسي الذي أتعايش معه في ذوات عملاء مجهدين نفسياً ، تحكمهم قوانينهم الخاصة فيبدون خارج قانون الأغلبية الموصوفة بالأسوياء وهم غير ذلك قد يكونوا ... !!!
*.........................*
(1)- العمل المشترك مع المعالج النفسي :
على المعالج أن يوصل هذه الرسالة لفظاً أو كتابة إلى عميله وفقاً لقدرته وطبيعة اضطرابه أو مشكلته .
( العمل المشترك بين المعالج والشخص هو من أهم عناصر العلاج النفسي فليس من الممكن أن تذهب إلى المعالج ، وأنت واقع في مشكلة وأحياناً تعاني منها منذ عدة سنوات ، ثم تنتظر من معالجك في الجلسة الأولى أو الثانية أن يقدم لك العلاج وإنهاء المشكلة دون جهد ودافعية من جانبك .
إن العلاج يتطلب الاعتماد على ذاتك بوجود ومساعدة معالجك ، والكلمات والأفكار والمفاهيم التي تسمعها وتناقشها في الجلسة ذات نفع في عملية العلاج ولكن ينبغي عليك أن تتخذ بعض الخطوات لتضمن التعديل والتغيير الإيجابي في مشكلتك التي تعايشها ولتضمن بقاءك بصحة نفسية وجسدية جيدة اذهب إلى معالج تثق به إما لسمعته الطيبة ، وإما لأنك قد تعاملت معه في السابق ، أو لثقتك وارتياحك له بعد أول جلسة لك معه ، كن واثقاً وجريئاً بأن تطرح على معالجك الأسئلة التي تشغل والأفكار التي تزعجك مهما كانت حساسيتها أو سوءها ، واستمع بانتباه لما يقوله لك ، وأكد له أنكما ستعملان معاً يداً بيد وحافظ على هذا الوعد ، وتذكر أنك قبل توترك أو حدوث مشكلتك التي أتيت من أجلها كنت طبيعياً تماماً ، وقادراً على اتخاذ القرارات ، والتفكير بشكل سليم دون الحاجة إلى أحد .. وأنت كذلك لم يتغير شيء فيك إلا أنك في حالة استثنائية أشبه بغمامة تخفي قدراتك وثقتك وذكاءك ، والمعالج سيساعدك على كشف هذه العمامة ويمارس دور المساندة وإعارة تفكيره لك حتى تستبصر وتكون أقدر على الوقوف دون الحاجة إلا لذاتك ) .
(2)- في دراسة عن العملاء الذين تلقوا علاجاً نفسياً ونجحوا وأصبحوا عاديين بعد انتهاء العلاج على يد معالجين ينتمون للعلاج التحليلي والعلاج السلوكي . اتضح أن أهم الخصائص التي يعتبرونها مهمة في شخصية المعالج النفسي هي صفات اتفق 75% عليها من الناجحين في العلاج على أنها شديدة الأهمية لنجاح العلاج .
أ- شخصية المعالج .
ب- قدرته على أن يتحدث مع شخص متفهم .
ج- مساعدة المعالج على أن يفهم العميل نفسه .
د- تشجيعية للعميل على المواجهة التدريجية للمشكلات التي تثير العميل .
هذه الصفات أو أغلبها صفات تتعلق بشخصية المعالج وليس انتمائه النظرية أو المعرفي ولا بالأساليب الفنية التي يستخدمها في الجلسات العلاجية وقد أجمعت بحوث كثيرة على أن شخصية المعالج أكثر تأثيراً في العلاج من انتمائه لأي نظرية أو اتجاه .
(3)- إن نجاح العلاج النفسي يحتاج إلى معالج يخلق ويؤكد رابطة علاجية تتميز بروح الاهتمام والاحترام ، والفهم والتقدير والذكاء ، مع إيمان عميق بإمكانية الشفاء ومن خلال ذلك يستطيع المعالج . أن يستخدم الإيحاء أو التشجيع أو التبصير … إضافة إلى عميل لديه القدرة والرغبة للاستفادة من العلاج النفسي .
(4)- يحدث الضمان لنجاح الإرشاد والعلاج النفسي لمن يمارسه إذا تتخلى المعالج عن هاجس امتلاك المعرفة بأي ثمن أو وسيلة ، وأيضاً فإن النجاح للمعالج وإبقاء التوازن الانفعالي للعميل سيتم إذا تغلب المعالج على قلق القصور المهني ؟ !
(5)- أن يكون المعالج صبوراً وألا يتعرض لليأس بسهولة مع بعض الحالات أو معظمها وبالذات في البداية وأن يقتنع بالشيء اليسير من النتائج التي يتوصل إليها مع الحالة ، وعليه أن لا يلوم ذاته أو يحكم عليها بالفشل لعدم قدرته على تحقيق المعجزات . وعليه أن يرضى بأنه حاول واستطاع أن يكون ذا فائدة للحالة .
(6)- علينا كعاملين في مجال العمل النفسي أن نبذل قصارى جهدنا لأننا نتعامل مع حياة الأشخاص الآخرين وعليه فإننا مسئولين عن إعداد أنفسنا مهنياً للعمل مع الحالات المضطربة والتعرف على نواحي القصور والعجز لدينا من أجل التعديل والتغيير الإيجابي مهنياً وفنياً بالاستعانة بالقراءة واستشارة ممن لديه معرفة وخبرة أكثر منا .
(7)- المقابلة هي معاجلة ومحادثة بين معالج وعميل ، لها هدف محدد الذي جاء من أجله العميل غير أن المقابلة نفسها تحقق تغيير أو إشباعاً إذا شعر فيها العميل بالارتياح، والمقابلة أنواع منها وأهمها المقابلة التشخيصية وتقييم الشخصية والأخرى هي التي تتم في مجال الخدمات العلاجية والإرشادية والفرق بينهما في الهدف وليس الإجراء في التنفيذ وهناك المقابلة من أجل الالتحاق بالعمل أو مقابلة أقرباء العميل أو دراسة الحالة والتاريخ الاجتماعي للعميل أو إجراء اختبار نفسي أو فحص قدراته .
(8)- الخصائص المشتركة التي تميز العلاج النفسي الناجح مهما اختلفت الاتجاهات العلاجية :
أ- الاهتمام بالعالم الشخصي – الداخلي - للعميل ، وتحسين أساليب العمل ومشاعره ودوافعه وتوقعاته حتى يتمن من إقامة علاقة ممكنة مع ذاته بيئته .
ب- الكفاءة المهنية ، والمهارة وحسن التدريب تلعب دوراً في نجاح العلاج إضافة إلى شخصية المعالج كالدفء والتعاطف والتقبل .
ج- التخفيف من مشاعر القلق والتوتر للعميل لذا فإن طبيعة العلاقة وشخصية المعالج والمحافظة على أسرار العميل تخلق إحساس بالأمن والطمأنينة للعميل من أجل إعطاءه قدرة على مواجهة مشكلته والسعي إلى معالجتها بأقل قدر ممكن من التوتر والصراع.
د- إقامة علاقة وثيقة بالعميل وتوضيح أسباب المشكلة ومصادرها ، ومنحه الأمل في التغيير الإيجابي .
(9)- توجد أربع فئات من السلوك تظهر على الحالات الناجحة التي تنتهي بعد العلاج النفسي ويمكن أن تلاحظ هذه السلوكيات الإيجابية على الأسوياء أو العاديين بشكل عام وهي :
أ- التوافق مع الذات .
ب- التوافق في العمل أو المهنة أو الأسرة .
ج- النضوج والمهارة في تكوين شخصية – اجتماعية فعالة.
د- تبني الفرد فلسفة عامة في الحياة تسمح له بأن يتصرف بكفاءة ونجاح وفقاً لقدراته والعجز عن التوافق في أي جانب من الفئات الأربعة قد يعتبر علامة الشذوذ والاضطراب لدى الإنسان .
(10)- الاضطرابات النفسية تمتد من الحالات التي تتراوح من مشاعر الكدر والضيق والتعاسة وتنتهي لتمثل الاضطرابات العقلية التي تتطلب البقاء في المصحات العقلية.
(11)-بعض الاعتبارات للحكم على السلوك المضطرب أو الشخص غير العادي:
1- طبيعة أو نوعية السلوك .
2- تكرار السلوك ( كمية ) ؟
3- فترة أو مدة حدوث السلوك المعدل ؟
4- شدة السلوك ؟
(12)- إن أهمية الإرشاد في الدرجة الأولى تقوم على تغيير سلوك العميل ، وهذا التغيير يجب أن يصدر عن العميل بإرادته وعن طيب خاطر .
(13)- الكثير من مشكلات الأطفال تكتسب بسبب أخطاء تحصل في عملية التعلم أو التربية فالطفل يقلد والديه أو أحد أخوته أو ابن جيرانهم أو ما يشاهده في فلم … إنه يتعلم ويكتسب السلوك الخاطئ من عدوان أو لفظ سيء ، أو حركة غريبة والبحوث توضح أن اضطرابات ومشكلات الأطفال هي تعبيراً مباشر عن أخطاء أو اضطرابات في الوالدين أنفسهم، وكلما كانت الاضطرابات في الأسرة فإن مشكلات الأطفال تتزايد ، لذا فإن تعديل وتغيير الظروف الأسرية وإعادة اتزان العلاقات بين أفرادها هو جوهر العلاج وبشكل عام لا يوجد طفل مشكل وإنما أسرة أو مدرسة مشكلة .
(14)- الإرشاد أو العلاج النفسي عبارة عن علاقة تطوعية يمكن للفرد أو الحالة أن تنسحب منها في أي وقت.
(15)- من أهداف الإرشاد أو العلاج مساعدة الحالة على تحقيق الاستقلال الذاتي وتنمية قدرته على تحمل المسئولية واتخاذ القرار وتقبل الذات والتفكير العلمي والواقعي .
(16)- الهدف من الإرشاد هو فتح المجال أمام العميل بتوضيح المشكلة وتحليلها والحرص على أن يفهمها بكاملها وهذا في النهاية يساعده على أن يختار ما يناسبه حسب قدراته وحسب إمكانياته .
(17)- أن توضيح المشكلة وتحليلها " الحرص " على استيعاب العميل لها من جميع جوانبها لايحدث إلا بطريقة المقابلة غير أن المقابلة لا تعتبر بحد ذاتها الإرشاد نفسه وإنما تكون جزءاً منه وضمنه .
(18)- الاستماع لما يقوله العميل شيء ضروري في عملية الإرشاد أو العلاج وإدراك ما في داخله شيء مهم جداً ولا يحدث ذلك إلا بالانتباه والفهم الجيد لما يقول ويبدي من ملاحظات .
(19)- لإنجاح عملية العلاج يجب على المعالج أن يلم بأكثر قدر من المعلومات التي تحقق وتسهل عملية فهم عميله أكثر ، فيتسنى له وضع خطة دقيقة للتعامل مع العميل ومشكلته .
|