عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2005, 12:03 AM   #2
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
***
( 2 )
.. الطفل محسن حيدر الداعور ..
مخيم جباليا ..
1/3/2003م

***
عصفور كان يلهو مع العصافير ..

في ربيعه الحادي عشر ..

بين أحدى عشر أخٍ ..

لأبيهم ، وأمهم كانوا طائعين ..

في أحضان الانتفاضة رضع الصمود ..

تعلم أن الموت مسار الصابرين ..


تمنى الشهادة ..

ردد الأناشيد ..

كـفه كريمة ..

رمى بها اليهود ..

ما هاب الموت ..

ولا فكر في غدٍ كيف يكون ..؟!

كان يرى العمر طويلاً ..

حلمه شهادة تكتب بدمه ..

فنالها قبل أن يكمل التعليم ..

ترك خلفه دفاتر ، وأقلام وكالة الغوث ..

وجاءت شهادته موثقة من رب العالمين ..

حلق ببراءته ، وحنين لقدسه ..

فتجاوزت روحه الأرض ..

لتلحق بأسراب فراشات سبقته للنعيم ..

آه ..!! أهو مثلي يحتاج الحنان ، والحنين ..؟!!.


ليس شبلاً …!!

بل ضرغاما مكتمل النضج ..

في شجاعته ،

ومغوارا ما تولى يوم الزحف ..

لم يخف من مدرعة ..

ولا تهديد غازياً ..

بتكبيرة الله أكبر ..

بحجارته ..

بجسده النحيل ..

مسافة قصيرة ..

بزمن يفصل بين شهيقه ، والزفير ..

وقف شامخاً .. صامداً ..

وإن انحنى فليلتقط حجر ..

وليمارس التكبير ..

مع جيش محتل مدجج بآلية تذيب الصخور ..

ذاك يوم كان في بيت حانون ..

حين توغل خنزير خلفه خنزير ..

نسي بيتهم ..

فبيته كل أرض فلسطين ..

رماهم .. رشقهم بحجارته الغاضبة ..

ليعلن أن امتداده لعمر وأبن الوليد ..


صغير وربي صغير ..

لكنه بمبادئ الثورة لحقِّهِ ..

عظيم ، وكفه بألف زعيم ..

صغير .. صغير ..

وأنشودته المفضلة ..

" إيه أمي " و " وداعا يا أمي " ..


يوم استشهاده استيقظ مبكراً ..

ومع أخيه محمد تناول الإفطار ..

ودّع بيتهم .. غرفته ..

حقيبة مدرسته ..

بعض أحلام خطّها على سور دارهم ..

نقش يا توأمي لا تبكين إذا جاءك النبأ ..

من لا يعرف حب الوطن لا يفهم الحروف ..


بقرب " المقبرة الشرقية " ..

استبسل ، ورمى العدو رمى ..

ما تراجع ، ولا استسلم ..

ما هاب حين قبض عليه صهيون ..

انفكَّ أسره ، وزادة مقاومته ..

ما بين أسره ، واستشهاده أسبوع ..


جانب السلك الحدودي كانت المعركة ..

جيش كفر بعتاده ، وجرمه ..

ومحسن مع رفاقه ..

خلف صدورهم آيات قرآننا ..

وتباشير جنة تحيط بهم ..

كالفراشات .. كالعصافير ..

تفرقوا ، تباعدوا ..

صوت أطلاق نار غادرٍ ..

رصاصة في رأسه استقرت ..

وبقربه سمع نحيب رفيقه مودعاً ..

يرتل بعذوبة الطفولة القدس لنا ..

الجنة لنا .. ألسنـا بالله موحدين ..

قبل الغروب على الأكتاف حملوه ..

زفَّ شهيدا ، وعريسا للجنة ..

وفي ثراء مقبرة بيت لاهيا سكنت روحه ..

الله أكبر .. الله أكبر على من اعتدى ..


عسى تعرف توأمي بفطرتها ..

أني من أجلها نزفتُ ، وأنزف ..

ومتصفحي إن خلا من عينيها ..

فحالي كئيب .. كئيب ..!!

27/4/2004م.


 

رد مع اقتباس