عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2005, 12:10 AM   #3
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


................
........
....
قدر يا آية تزورنا الأقدار ..
لكل شئ كتاب ..
وأرض فلسطين كتاب جـهاد ..
صفحاته بيضاء ملأ بالفراشات ..
أنــتِ آيـــــة من آياته ..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
***
( 3 )
آية محمود فياض ..
31/8/2003م حي النمساوي ..

***
اسم على مسمى ..

يتيمة أبٍ .. دامعة ..

أرّثت باستشهادها ذِكراً ..

سطّرت عطاء ، وأنوار ..

ضحية لمجرم سفّاح ..

في الفقد آيــة ..

في الصمود آيـة ..

وفي الفداء آيـات ..

دبابة ملأ بالسلاح ..

فم قذائفها مسددُ ..

لحديقة للهو الأطفال ..

لعصافير الأرض ..

فراشات السماء ..

الحقد أعمى قلوبهم ..

صــم ، بكــم ..

لا يرون الصغار ..

لا يفقهون البراءة ..

تعـــودوا ...

بل أدمنوا الأجرام ..

لا غــرابة ..!!

سلالة الخنزير ..

قتلت نبياً أثر نبي ..

سهل عليها قتل كائن من كان ..


الخنزير هابكِ يا آية ..

فرأى من خوفه أصابعكِ نيران ..

تيقن أن في كفكِ حجر ..

انتقاكِ أنتِ ..

لأنكِ آية الحي ..

آية الأطفال ..

فجّـر – القذر – المكان ..

أطلق القذائف ..

شظايا حارقة تناثرت ..


أمطرت ناراً ..

على الأغصان ..

على الألعاب ..

على الأزهار ..

أحشاء آية تحمّلتها ..

تجمعت بها الشظايا ..

فمزقت أمعاء طفلة ..

كان في يدها كيس – شبس - ..

طار من كفها بقرب دراجتها ..

كما هو مغلقاًً .. محكم ..

فارقت الحياة ولم تتذوقه ..

ليبقى شاهدا على جرم من يحرم الأطفال ..

كبد آية صدت القذائف ..

عن رفيقاتها ، والرفاق ..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في فناء بيتهم يا ما صرخـت ..

وجلست ، ومشت .. وغنــة ..

وعلى البلاط خطّت حلما ..

ورسمت أشجار زيتون ..

تخيلت تحت ظلها عصفورا تغني لـه ..

أو فراشة تمدُّ يدها الطاهرة سلاما ..

وحبا لأرض فيها ولدت وتربت ..

في حديقة العمارة لعبت مع الأطفال ..

تارة تركض ، وتنحني ..

وتارة تركب دراجتها ..

وخلفها يلحق حسام ..

أقل من أربع وعشرين ساعة ..

كانت ترقب مجيء الصباح ..

ننتظر فجراً بلون جديد ..

بطعم برتقال يافا ، وزهرة الرمان ..

بنكهة وأثير حيّ على الفلاح ..

من مآذن المساجد ،

وحناجر كهولٍ قبل السحر تخطو في الطرقات ..

في نفس اليوم الذي ملئها حلم ..

ابتاعت مريولا ..

ومقلمة ..

وعلبة ألوان ..

ومسطرة رسم عليها القدس ..

وأطرافها طرزت بكعبة مكة ..

وزيتونة ما أبرضت ..

أغتالها السفّاح .. غسلها بدمها ..

بصرخاتِ طفلة في عامها التاسع ..

نُـحُرت فرحتها ، ومزّق قلبا لأمها ..

قبل ساعات كانت تتقافز في كف أمها ..

من محل إلى مكتبة .. إلى بائع شكولا ..

عادت إلى الدار ..

وكأن الدنيا ملكها ..

ومريولها فستان أميرة البحار ..

جربته ... تمايلت فيه ..

رقصت أمام مرآتها ..

سرحت بمشطها العاجي شعرها ..

وإلى بهو الدار أتت مسرعة ..

دارت ، ومالت في حضن أمها ..

كفراشات تقطر عطرا ، وبراءة ..

ملئت الدار ، وآه ..!! وألف آه ..!!

خلَّـفت الحسرة حين قالوا استشهدة ..

فجأة توقفت … وضعت كفها على فم أمها ..

يا أماه مشتاقة للعب في الحديقة ..

أتأذنين لي … سأشتاقك يا أمّـاه ..

فلا تقلقي … لأني أحبكِ ..

وهاك قبلة على جبينك يا أماه ... ما أطهرك ..

الأقدار ساقتها لحتفها ..

ما كانت تعي أن الغادر سيصرعها ..

وأن مريولا ابتاعته سيبقى ذكرى مدمية ..

ووجعا مشروطا يا آية كلما بدأت الدراسة ..

وكلما رأينا طفل في يده قلم ، ودفتر كدفتركِ ..

فاضت روحها ، وعلى أكتاف الثوار حُملت ..

بياض كفنا ، يضمُ بياض الطهارة ... ما أروعك ..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يا توأمي حين أنزف لطفل الحجارة ..

لا تمارسين البكاء ..

تُجهدنِي غصتكِ .. حسرتكِ ..

دعيني للبكاء حرفاً ..

فقد أدمنته كجرح الرحيل ..

كجرح بعـادكِ ... ما أبعدك ..

1/5/2004م.


 

رد مع اقتباس