أ.القحطاني

بيانات اضافيه [ + ]

رقم العضوية : 2160  تاريخ التسجيل :  08 2002  أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)  المشاركات : 1,193 [ + ]  التقييم :  38

لوني المفضل : Cadetblue

***
( 5 )
غدير جبر مخيمر ..
10سنوات ...
الصف الخامس ..
مخيم خان يونس الغربي .
الثلاثاء 12/10/2004م.

***
بين الرصاص ، وسكرات الموت سؤال ..؟!.

كم سننتظر ..؟!.

كم بريء سيخطفه غدر الجبان ..؟!.

غدير من سيجبر وجع أمها ..

من سينسيها فاجعة موتها ..

في مدرستها كان هذا ..

بين دفاترها ، ورفيقات حرفها ..

وابل الرصاص اخترق نافذة فصلها ..

كل الصغار افترشوا الأرض ..

حتى معلمتها حنان سقطت من خوفها ..

رصاصة الغدر توغلت في صدرها ..

جسد نحيل ..

عيون بريئة ..

وقلم بقي متشبثا بين أصابعها ..

تسربل الدم ، وسال متدفقا ..

عطرا ... ياسمينا أحمراً ..

خضب مريولها ..

لامس دفء الدم أفواه زميلاتها ..

قطرات دم كحبات مرجان ، ومسك أحمر ..

صياح ... بكاء ... رعب ..

زلزل أركان فصلهـا ..

كتبت ... خطّت .....رغم طفولتها ..

بماء روحها ..

بلون الحرية ..

أعظم درس في تاريخ قدسنا ..

تاريخ صراع توحيد لربنـا ..

تلك غدير يا جاهل بــحقد عـدونا ..

يا طالبا للسلام من عدو أشرك بربنا ..

زارهـا الردى في حصة لغة قرآننا ..

تمالكت ، واستفاقت حنان .... معلمتها ..

زحفت ، وبتحنان الأم ، والرصاص متواصلاً ..

أزيزه يفطّر أكباد الصغار ويعلو صريخهم ألم ..

من تحت مقعدها ، ضمتها ... حملتها ..

والدماء تحكي صمودها ..

إلى مشـفى ناصر القريب هرع الطبيب ..

أشرع الصدر ، وهاله ما رأى ..

كبد تفتت ، وأوعية تمزقت ..

ومعدة تهتكت ، ومعظم الأحشاء تناثرت ..

على سرير أبيض كطهرها ..

كانت يد أمها على جبينها ..

لا تدري أفي كابوس أم حقيقة ..؟!!.

تلعثم الكلام ... توقف الحرف ..

قدر الله ، وما شاء فعل ..

إيمان اهتزت له قلوب دامية ..

تساءلت أمها ، ومن حقها ..

أكانت غدير في ساحة قتال أم ساحة فصلها ..؟!.

أكانت حاملة للسلاح ، وتدير الصواريخ من فصلها ..؟!.

بريئة كانت ... بين كتبها ، ودرسها ..

ما ماتت غدير بل رسخت المبدأ ..

نالت شهادة الجنة ، وبعد لم تصحح اختباراتها ..

تعلمت ، وعلمت دروس الكفاح في مريولها ..

أحبكِ يا غدير ، واستعذب في عيني لأجلك البكاء ..

16/3/1426هـ