بهداية من الله من قسيس سيلي إلى الداعية إبراهيم
السلام عليكم ورحمته وبركاته
القسيس سيلي أصبح الداعية إبراهيم بفضل الله
نسمع القصة على لسان صاحبها القسيس سيلي ، من جنوب افريقيا ،
الذي اعتنق الإسلام واصبح من دعاته البارزين :
كنت نشطا للغاية اخدم الكنيسة بكل حب واجتهاد ، ولا اكتفي بذلك ، بل كنت من كبار المبشرين في جنوب أفريقيا ، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالتبشير بدعم منه ، فأخذت الأموال تصلني دون حساب ، وكنت استخدمها لكي اصل إلى هدفي ، أقوم بزيارات متعددة ومتوالية للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات ، وكنت ادفع منها للناس في صورة مساعدات وهبات وصدقات وهدايا لكي أصل إلى مبتغاي وادخلهم في الدين المسيحي ، وكانت الكنيسة تغدق علي ،
فأصبحت غنيا أتمتع بمكانة مرموقة بين القساوسة .
وذات يوم ، سألني أحد المسلمين : ما إذا كان في الإنجيل عبارة واحدة تقول على لسان المسيح عليه السلام شخصيا انه قال : أنا الله ، أو أنا ابن الله فاعبدوني . ووقع السؤال علي وقوع الصاعقة ، وحاولت أن انشط ذاكرتي الجيدة ، وأغوص بها في الأناجيل وكتب الفقه المسيحي ، فلم أجد جوابا شافيا للرجل ، وأسقط في يدي ، وذهبت للمجلس الكنسي وطلبت اجتماع بأعضائه ، فوافقوا ، وفي الاجتماع رويت لهم ما حدث مع الرجل ، وطرحت عليهم السؤال ، فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون : خدعك ذلك الرجل ، انه يريد أن يضللك ، فقلت لهم : إذا أجيبوني وردوا على سؤاله ، فلم يجب أحد .
وعدت الى منزلي وأنا في حالة ذهول ، ثم اعتكفت في ركن صغير وأخذت انتحب ، ورفعت بصري الى السماء ودعوت الى من اعتقدت انه الله وقلت : يارب يا خالقي ، لقد أقفلت كل البواب في وجهي إلا بابك فلا تتركني في حيرتي ، وألهمني الصواب ، ثم غفوت ونمت ، ورأيت في المنام أني في قاعة كبيرة جدا ليس فيها أحد غيري ، وفي صدر القاعة رجل لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله ، فظننت انه الله الذي دعوت إليه أن يلهمني الصواب ، أشار الرجل إلى وناداني : يا إبراهيم ، فنظرت حولي لأرى من هو إبراهيم ، فلم أجد أحدا في القاعة وقلت : إن اسمي هو سيلي ، فقال : بل اسمك إبراهيم ، ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة : قلت نعم قال : انظر إلى يمينك ، فنظرت إلى يميني فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها وتلبس ثيابا بيضاء وعمائم بيضاء ، فقال لي الرجل : اتبع هؤلاء تعرف الحقيقة ، واستيقظت من النوم وأنا أحس بالراحة ، ولكنني منت أتساءل : أين أجد هؤلاء الجماعة لأتبعهم ؟
وقررت مواصلة المشوار ، مشوار البحث عن الحقيقة كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي ، وشعرت بأن ذلك كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى ، فأخذت إجازة من عملي ، ورحت ابحث عن رجال يلبسون ملابس بيضاء ويضعون على رؤوسهم عمائم بيضاء ، ولكن أين أجد هؤلاء وكل من أراهم يلبسون البنطلون ويضعون على رؤوسهم قبعة ؟
وذات يوم قادني قدري إلي مسجد فرأيت رجلا يرتدي ملابس بيضاء ويضع على رأسه عمامة ، فشعرت بسعادة عارمة ، وتوجهت إليه وفوجئت به يقول لي : مرحبا بك يا إبراهيم ، لقد رأيتك في منامي وكأنك تريد أن تعرف الحقيقة ، والحقيقة في الدين الذي ارتضاه الله لعباده ، الإسلام ، وسألته : من ذاك الرجل الذي رأيته في منامي وناداني باسم إبراهيم ، فقال : انه رسولنا الكريم
نبي الدين الحق ، ثم استأذن الرجل وذهب ليؤدي فرض الصلاة مع باقي المسلمين ، وعندما رايتهم يركعون ويسجدون قلت في نفسي ، ذلك والله هو الدين الحق ،
فقد قرأت أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سجدا لله سبحانه وتعالى ، وبعد انتهاء الصلاة ، نطقت بالشهادتين ، وبكيت فرحا بما منّ الله عليّ من الهداية ،
ثم يقيت معهم أتعلم الإسلام ،
وتحولت بعد ذلك إلى داعية من اكبر دعاته .
وأنكر عليّ أهلي وأصدقائي ما فعلت ، ووبخني المجلس الكنسي ، ثم حاول أعضاؤه إغرائي بالمال فرفضت وعندما رأوا إصراري ، سحبوا مني كل رتبي ومنصبي وطالبوني بإعادة ما لدي من أموال وعهدة ، ففعلت ، ولكن اثنين منهم أشهرا إسلامهما بعد ذلك على يدي .
تلك هي قصة إسلام الداعية إبراهيم سيلي الذي ينحدر من قبائل الكوزا في جنوب افريقيا
مقتبس
|