19-10-2023, 10:31 PM
|
#10
|
عضو مميز جدا وفـعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 61286
|
تاريخ التسجيل : 10 2020
|
أخر زيارة : 30-05-2025 (08:09 AM)
|
المشاركات :
1,798 [
+
] |
التقييم : 94
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
أخي الكريم هناك ما يسمى في الطب بمعالجة الأعراض ولا يتم فيها علاج مسببات المرض ولكن يهدف العلاج إلى تحقيق الراحة والرفاهية للمريض ليعيش بشكل طبيعي أو شبه طبيعي ويمارس حياته أو على الأقل يخفف ألمه ، لو كان العلاج لا يتم إلا بمعالجة أسباب المرض فقط لبقي كثير من المرضى بدون علاج ولماتوا من الألم والتعب ، هناك مثلاً الزهايمر والتهاب المفاصل والروماتويد والفايبرومايالجيا والعصب الخامس والسكري والشلل الرعاش والربو وغيرها الكثير جداً من الأمرض ليس لها علاج معروف حتى لو عرفوا سبب المرض ولكن العلاجات تخفف من الحالة المرضية فهل نقول لمريض السكري أن يترك علاجه مثلاً أو نقول لمريض العصب الخامس - والذي من شدة ألم المرض قد ينتحر - وهو بالمناسبة يعالج بالتجريتول وهو دواء يستخدم في علاج بعض الأمراض النفسية أن يترك علاجه ؟
وسواء كان سبب الاكتئاب أو المرض النفسي الأكياس العنكبوتية أو غيرها لا يهم مادام لا يوجد لها علاج معروف ، وحتى إن كان لها علاج معروف ولكن مسببات المرض المحتملة كثيرة جداً وأحتاج لاكتشاف المسببات الخاصة بمرضي إلى ميزانية مالية ضخمة وعدة سنوات للتنقل من طبيب إلى آخر ومن تحليل إلى آخر فهل هناك شخص يتصف بالعقل والحكمة يقول أن يصبر المريض الذي على وشك الانتحار أو الذي تعطلت حياته وأهمل دراسته أو أهمل من يعولهم من زوجة وأولاد على مرضه ولا يتناول له أي دواء ولو على سبيل تخفيف الأعراض حتى يكتشف مسببات مرضه على الأقل هذا إن استطاع الطب أن يكتشف هذه المسببات أو حتى كان لهذه المسببات علاجاً في النهاية ؟ هل عندما يصاب المريض بألم شديد في أسنانه ولا يستطيع الذهاب للطبيب يتحمل الألم ويظل يصرخ أم يأخذ مسكنات تريحه من الألم ريثما يذهب إلى الطبيب ؟ هذا من البديهيات أخي الكريم ولا تحتاج للتوضيح .
وإن كنت تتعلل بالأعراض الجانبية للأدوية النفسية فنعم الأدوية سواء نفسية أو غيرها لها أعراض جانبية والعبرة ليست بشدة الأعراض الجانبية وحدها ولكن العبرة هل الأعراض الجانبية أسوأ من المرض أم لا ، فإن كانت أسوأ من المرض أو تساويه فلا داعي لأخذ الدواء أما إن كانت أقل سوءاً من المرض وهناك فائدة لتناول الدواء فتناوله واصبر على الأعراض الجانبية ، وهذا ما يقوله المنطق وحتى علماء الدين ، ففي أحد فتاوى موقع إسلام ويب التي تتحدث عن حكم تناول الأدوية ذات الأعراض الجانبية الضارة ذكروا فيها :
فإذا ثبت أن تناول شيء ما يترتب عليه ضرر معتبر، وذلك من خلال إخبار أهل الخبرة والاختصاص الموثوقين، فإنه لا يجوز تناوله.
ثم قالوا :
اللهم إلا إذا كانت النتيجة المرجوة منه أعظم من الضرر، كما هو الحال في الكثير من الأدوية. للقاعدة الفقهية: (إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما) فمفسدة الآثار السلبية، والضرر الناشئ من تناول الدواء، معارضة بمفسدة عدم تناوله، فترتكب هذه المفسدة الأخف مراعاة للمفسدة الأعظم .
أما إذا كانت المفسدتان متساويتان، فهنا تأتي قاعدة أخرى وهي: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، أو قاعدة: (الضرر لا يزال بمثله أو بأعظم منه)، فيحرم حينئذ تناول هذا الدواء، ويرجع تقدير الضرر إلى الطبيب المختص .
وهذا هو عنوان الفتوى :
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/18...B9%D9%8A%D8%A9
كما أن بعض المرضى قد يكون خطراً ليس على نفسه فقط بل على الناس الآخرين أيضاً ، هل تعلم أن هناك قاتلين متسلسلين أجانب مشاهير جداً يعانون من الفصام ، فهل يا ترى تنصح مرضى الفصام الخطرين أيضاً بترك أدويتهم بسبب أعراضها الجانبية ليصبحوا مثل هؤلاء ؟!
فلا داعي أخي الكريم إلى تنفير الناس من الأدوية فنحن نأخذها مضطرين ، ولا أظن أن حالتك الآن من القعود والتعطل الاجتماعي والنفسي والعملي بلا رفقة ولا صداقة ولا زوجة بأشد من أعراض الأدوية الجانبية والله أعلم .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة الهجام ; 19-10-2023 الساعة 10:45 PM
|