قال صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغةً في الجنة،
فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدةٌ قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط"
طيب هذا في الجنة، ماذا عن الدنيا؟
الأمر مشابه، ربما أصعب، لأن هذا هو الغرض من الدنيا الإبتلاء،
لكن يظل الإنسان ابن اللحظة! ويمكننا أن نخفضه لأقل درجة ممكنة من الألم.
أنا أعاني من مثل ما تعاني، ومن كام يوم تراكمت عندي هذه الفلسفة التي أسعى أن أجعلها عقيدة في القلب.
أعلم يا غالي أن المشكلة ليست في الجرح، المشكلة في النزيف المستمر.
طيب كيف نوقف النزيف؟
أولا: لا تعيش التجربة مرة أخرى، لا تتصور في عقلك المواقف مرة أخرى وتعيش فيها مرة أخرى،
وكأنها تحدث من جديد!، أنت ابن اللحظة الحالية، هل تعتقد أن الناس مازالوا يفكرون في هذه المواقف المحرجة لك!
لا يا غالي أنت واهم، هم معهم مشاكل ومصالح ومعايش وووو، والأحمق منهم فقط هو الذي سيفكر في مواقفك المحرجة،
يمكن تمر بجانبه فتراه يبتسم متذكرا اللحظة المحرجة لك، نعم لن أكذب عليك وأنا أعاني من هذا،
لكن النقطة التالية ستساعدك على أن توقف النزيف وعيشك للتجربة مرة أخرى.
ثانيا: ببساطة يا غالي لا تنتظر من الناس أن يفهموا تجربتك، لأن ببساطة عقولهم محدودة ونفوسهم مجبولة!
هناك من يمر بتجربة ما، وعندما يري من مر بنفس التجربة أو مشابها لا يلقي لها أعذار!!!
هل تتخيل هذا؟!
هل تعلم لماذا؟ لأن هذه سنن الله في هذه الحياة وإلا لتحولت العبادة من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد!
الناس مساكين أخي وعقلوهم محدودة ونفوسهم مجبولة من الله على أن لا يفهموا كل الفهم ولا يلقوا كل الأعذار
إلا لأنفسهم... ببساطة لأنهم يوم الحساب... لن يقولوا إلا نفسي نفسي!
العباد الزهاد هم فقط الذين يصلون لدرجة كبيرة من عذر الناس خصوصا في هذا الزمن، ولكنها بالطبع تظل محدودة.
ثالثا: يجب أن تتغير، وأنت أعلم الناس بكيفية تغير نفسك، أفعل شيء يا غالي،
اشغل نفسك بما هو مفيد، كون عادات مفيدة، هناك كتاب عن العادات يقول مؤلفه أن الإنسان الخارق
هو الذي لديه عادات مفيدة كثيرة لدرجة أن وقته لا يكفي لها، وهذا صحيح. إذا تغيرت وتبدلت ستدخل الجنة الصغرى.
لا تعيش التجربة مرة أخرى، لا تترك نفسك ملقى على السرير وتعيش التجربة مرة أخرى.
الناس لن تفهم تجربتك، ليس لك إلا الله.
تغير... كن أفضل نسخة من نفسك لأجل نفسك وليس لأجل الناس!
الأدوية ستساعدك على هذا كله والله يعينك ويعني.