06-10-2024, 04:10 AM
|
#50775
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 55232
|
تاريخ التسجيل : 12 2016
|
أخر زيارة : اليوم (03:25 AM)
|
المشاركات :
4,168 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Azure
|
|
الدنيا لأنها حقيرة ما صفت للانبياء و الرسل و الصحابة و التابعين .. هل تبي تصفو لنا ..؟
بل كانوا أشد الناس ابتلاء ..
بالعكس ما تصفو الا لكل بعيد عن ربه .. المفروض نقلق اذا صفت و منحت .. لأن من طبع ابن آدم إذا مسه الخير منوعا .. الا المصلين الطايعين المستسلمين و هؤلاء النخبة هم قلة القلة ربي يجعلنا وياكم منهم ..
لان لفظة الا المصلين ما هو اللي يقيم فروضه فقط ، المصلي هذا من ( الصلة و التواصل )
متصل مع ربه ٢٤ ساعة ، البث ما ينقطع ، شغال يراقب ربه في أقواله و أفعاله، محافظ على سمعه و بصره و مطعمه و مشربه و تعاملاته مع غيره ، يتقلب ما بين الخشية و الرجاء ، لان يدري ان نجاته في الدنيا و الآخرة مربوطة بهما ..
اما قصة عمي الله يرحمه و يجعله من أصحاب الفردوس الاعلى و موتانا وموتى المسلمين أجمعين سبحان الله غريبة ..
هو أكبر واحد في أخوانه ، تقريبا رباهم لان جدي الله يرحمه توفي في عز شبابه و ترك مجموعة من الأبناء الذكور و أنثى واحدة مع أمهم ، و هذا عمي سبحان الله تزوج كذا وحدة ما كتب ربي أنه ينجب لين استقرت معاه آخر وحدة و توفت قبله بكثير ، يمكن وقتها كان بالاربعينات يوم توفت الله يرحمها و بعدها ما عاد تزوج ، و كان وضعه المادي أصعب وضع في العايلة ، كنت دايم أذكره و أبكي اقول عمي الحين مو بنفس مدينتنا عايش بمكة الله يعمرها ، اقول كيف عايش لحاله و هو شايب ، ما عنده اللي يرعاه و ساكن على قمة جبل في بيت بسيط قديم ما يظهر منه الا اذا راح يصلي ، و يوم هو رايح يصلي يسقط من هذا الجبل و تتكسر ضلوعه و حنا ما درينا ، و يجيبه أحد من أهل الخير لنا و هو قد تجاوز الثمانين
انا يوم شفته ما نمت ذيك الليلة من الحزن على حاله و صرت ما افارقه ، قلت هذا خير و ربي ساقه و انا لازم اخدمه بما استطعت و شكرت ربي ان اخيرا تطمنت عليه ، على الاقل يعيش باقي أيامه بوسط عايلة ، بدال السنين الطويلة اللي تغربل فيها عايش لوحده ..
جلس معانا سبحان الله مدة سنتين بالضبط ، جانا في شهر صفر و انتقل لرحمة ربه في نفس الشهر بعد سنتين
كنت ما اشوفه الا كل ما دخل بيت الماء على قولته يقصد ( دورة المياه ) كرمكم الله يخرج متوضي و يصلي ، صلوات كثيرة ، طول اليوم و هو في حالة صلاة تبارك الله ، و ما ينطق الا بكلمة وحدة ( أذن ؟ ) .. يسأل ينتظر الفروض ما شاء الله مع إنه اصلا في حالة صلاة طوال الوقت ..
و لا عمره طلب نوع معين من الاكل او مشرب معين حتى لو فنجال قهوة .. اللي نضعه أمامه يشرب و ياكل منه معنا ، كنا أكثر شي حريصين اننا ناكل و نشرب معاه انا و والدي رحمه الله
لان والدي جاب سرير و حطه بنفس غرفة اخوه و صارت أسرتهم متقابلة ، ابوي يقرأ في كتب الأحاديث و التفاسير و عمي يصلي ، طوال الوقت يصلي ، ما ادخل عليه الا القاه يا اما يكبر او يركع و هو جالس على طرف سريره ..
و بيوم كنت جاية من الخارج الا و يطلب مني قهوة ، و عمي ما عمره طلب شي ، و بلفظة ( قهوة عربية ) و حنا ما نقول هذا اللفظ بالذات الا يوم يجونا ضيوف ، لان القهوة العربية السعودية هي ضيافتهم الأساسية
و كان وقت غداء.. و كنت اساعد في تجهيز الغداء في المطبخ و قلت لازم أسويها لان عمي نفسه فيها و اول مرة يطلبها ، الا و يوم جبتها معي قال الوالد خليها بعد الغداء ما خلاني اصب لعمي منها قال تبي تسد نفسه عن الطعام ، مع انه كان متلهف يوم شافها .. مع اننا كل عصر نسويها ..
و أثناء احضر السفرة قدامهم الا عمي قاعد يردد اذكار ما بعد صلاة الظهر ، يحب يطول في ترديد الأذكار طالما مو قاعد يصلي ، ماشاء الله تبارك الله ما اشوفه غير يذكر ربه او يصلي ، و فجاة ارتفع بصري عليه الا القاه شخص بصره و نفخ نفخة وحدة بسيطة و مال على جنبه اليمين و هو جالس على طرف سريره ، كلها ما كمل دقيقة و سكن ما عاد تحرك .. انا من الفجعة و اللخبطة قلت : خلاص مات عمي مات ، مدري كيف اقتنعت و قلت مات مع اني ماني مستوعبة ، و طلبنا الإسعاف قالوا خلاص انتهت ..
كل هذا و الأكل و القهوة زي ما هي ..
أسأل الله الكريم أن يجمعنا بأحبابنا في رحاب الفردوس الأعلى من الجنة اللي خير من الدنيا و ما فيها
و فيه تعليق على اصراره على القهوة خبروني فيه بعض أصحاب التجارب مع الموتى و سبب طلبه لها
إن شاء الله ارجع اكتبه لانه مهم و فيه عبر كثيرة
|
|
|