عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2005, 08:18 PM   #1
ليلى عناني
كاتبة في جريدة البلاد


الصورة الرمزية ليلى عناني
ليلى عناني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 672
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 02-01-2006 (03:45 PM)
 المشاركات : 128 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أنا وحذائي وحظي



shosho

]أنا وحذائي وحظي[/font]




‏ كلما خرجت أو دخلت لسكني المتواضع في العمارة الصغيرة ، أنظر للفيلا الأنيقة التي يسكنها جاري.. تلك الفيلا ‏التي تملكها وغيرها إحدى المستشفيات المعروفة والتي توفرها للعاملين بها من أطباء واستشاريون‎.‎
‏ ‏‎ ‎ولكن لم تشفع لي وظيفتي كطبيب استشاري ولا شهاداتي العالية في أن أحظى بمثلها وهي السكن المناسب لي ‏ولأفراد عائلتي، ‏‎ ‎رضيت بواقع لا مفر منه وبالشقة الصغيرة التي حرمتنا من استضافة أهم عنصر من أفراد العائلة ‏وهي مدبرة المنزل ومديرته والتي تجعلنا نذوق طعم الراحة " الخادمة المصونة". ‏
‏ وساعدنا أصدقاءنا وضيوفنا للقيام بزياراتنا لهم عند طفشنا من شقتنا الصغيرة‎.‎‏ ثم نعود بعدها كما تعود ريما لعادتها ‏القديمة.. وفي فجر ذات يوم وبعد أن أديت صلاة الفجر في المسجد القريب قفلت راجعاً لمنزلي ودخلت المصعد الذي ‏بالكاد يتسع لي مع شخص نحيف آخر .. وما كدت أضغط على زر المصعد حتى انطلق وتوقف فجأة وبدون إنذار ‏مسبق!! انتابني الرعب فلم يكن هناك أي منفذ لتجديد الهواء فلا مروحة فيه ولا ساكن في‎ ‎العمارة أسمع خطوات حذائه ‏لأطلب النجدة بعد ما أعيتني الحيل في الاتصال بموظف الأمن المسئول، الذي لم يرد على الهاتف المعد لإنقاذ ضحايا ‏المصاعد، سلمت أمري إلى الله وأخذت أحاول فتح باب المصعد لإدخال بعض الهواء قبل أن أختنق من شدة الحر ولم ‏يكن أمامي غير حذائي الذي رشحته لوضعه بين فتحتي الباب لكي يمنع انغلاقه. ونجحت ولكن بعد بعض الإصابات ‏في أصابع يداي، ولم أكد أنتهي من ذلك حتى رأيت قطة سوداء ظهرت فجأة وأخذت تنهش في حذائي معتقدة بأنه ‏شريحة لحم. أخذت أبعدها ودخلت معركة جذب مني ومن القطة من خلال الفتحة الصغيرة، أخافني منظرها جداً ‏وتخيلتها شيطان يريد قتلي، حيث أنه لا يخفى على الكثيرين منا ماذا تعني القطة السوداء؟‎!‎‏ تملكني شعور غريب ‏ولأول مرة يدخل التشاؤم في نفسي، وقصص من الذاكرة شاركت في عرض ما يمكن به أن يجمد الدم في عروقي، ‏وعرقي كاد أن يصبح مطراً.‏
‏ وشعرتُ بالراحة فجأة عند سماعي لخطوات أحد الجيران وهو يصطحب أبنائه للمدارس وأخذت أصيح لطلب ‏النجدة وأدق الباب بقوة حتى جاء الفرج على يديه، ونزعت فردة حذائي من أحضان المصعد بعد أن كادت تلتهما ‏القطة. واكتشفت أن موظف الأمن المسئول كان يغط في نوم عميق ليتمكن من أداء عمله الآخر من أجل أمكان ‏الصرف على زوجتين وعدد من الأطفال . بعد تلك الحادثة طلبت تغيير مسكني لفيلا مثل فيلة الدكتور فلان، وإذا بي ‏أفاجأ بأن فلان ليس بدكتور بل سائق في المستشفى نال الفيلا عن طريق الواسطة، والتي أفتقدها أنا فشهاداتي لديهم ‏مجرد حبر على ورق وليست بطاقة مرور لنيل فيلا واسعة. لم أجد أمامي غير الرحيل وقدمت استقالتي غير نادماً.‏








المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس