عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2005, 08:32 PM   #1
ليلى عناني
كاتبة في جريدة البلاد


الصورة الرمزية ليلى عناني
ليلى عناني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 672
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 02-01-2006 (03:45 PM)
 المشاركات : 128 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أخلاقيات خارج النوايا الحسنة



:36_1_30:

أخلاقيات خارج النوايا الحسنة !؟

بدأ يقذف بلسانه ما جادت به قريحته فقد شارك خياله في نسج قصة ابتدعها عقله.. ‏رغم الزحام الشديد الذي يراه كانت عيناه تلتقط أي حدث ليبدأ بإطلاق قذائفه الجارحة ‏وشارك خياله في تجسيم أحداث من واقع أوهامه.‏
‏ تكدس الرجال على شباك الصيدلية مما جعل المريضة تقرع باب الصيدلية لتتسلم ‏دوائها الذي أعطت وصفته للصيدلاني يوماً قبل حضورها فالدواء يستدعي تحضيره ‏وقتاً طويلاً.‏
‏ خرج الصيدلي من مكانه ليسألها عن رقم الوصفة لتسليمها الدواء بعيداً عن ازدحام ‏الرجال حفاظاً عليها، كي يحضره وليشرح لها كيفية استعماله. وكأنه ضغط على زر ‏القذائف النابية التي بها أطلق أحد الذين كانوا ينتظرون تسلم أدويته سهامه المسمومة ‏لسب الفتاة المريضة والصيدلي الذي وقف مذهولاً من التهم الموجهة إليه على مرأى من ‏الجميع وقام أحدهم بالتبرع كذلك لمده بالعون والقذف العلني بدون وجه حق وحول معنى ‏سؤال الصيدلي عن رقم وصفتها التي أعطاها بالأمس إلى أنه يطلب رقم تليفونها!! ‏ونسي أن كل شخص يتقدم لأخذ الدواء يتسلم رقماً تسلسلياً مكرراً أحدهم يرفق مع ‏الوصفة والآخر يأخذها المريض أو مرافقه لحين تجهيز دواءه كي ينادي على صاحب ‏الرقم لاستلامه تسهيلاً على الجميع من التفوه بأسماء تكاد تكون متشابهة أحياناً. . وبعد ‏وقت طويل من محاولة البعض لتهدئة ذاك المرافق وتوضيح خطئه الذي تمادى فيه قام ‏الصيدلي بتبليغ السلطات في محضر رسمي عن القذف العلني وبدأ التحقيق يأخذ مجراه ‏الذي يحق سجن وجلد الرجل على قذفه العلني للأبرياء كي ينال جزاء تعديه على ‏أعراض الناس.‏
‏ ألا تدفع أخلاقيات الرجولة الحقة إلى احترام الآخرين ووضع قيوداً على الألسن ‏السليطة التي بها يأذون الأبرياء؟ فبدلاً من أن يشكر في نفسه على الأقل فعل الصيدلي ‏بحماية المريضة من الزحام واحترامه لتصرفه الشهم ويعتبر أن ابنته أو أخته أو أحد ‏محارمه في نفس مكان المريضة.. ولكن تلك أخلاقيات خارج النوايا الحسنة لا يمكن ‏تعديلها خارجياً من قبل الآخرين بل يأتي التعديل من أعماق صاحبها ومن منطلق ‏أخلاقياته التي تميز الرجال من أشباههم الذين هم غير مبالين بما تترتب عليه أفعالهم تلك ‏ومدى وقع تأثيرها السلبي على المجتمع؟ لن نفلح حتى نصلح من أنفسنا التي إذا ‏احترمناه سنحترم الآخرين، وصدق الشاعر حين قال:‏
عود لسانك قول الخير تحظ به إن اللسان لما تعودت معتاد
موكل يتقاضى ما سننت له في الخير والشر فانظر كيف ترتاد ‏
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة ليلى عناني ; 09-05-2005 الساعة 08:36 PM

رد مع اقتباس