نفساني - عرض مشاركة واحدة

25-03-2025, 05:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهجام

لو راجعتَ ردودي في جميع المواضيع التي شاركتُ فيها لوجدتَ أني غالباً ما أنصح الناس بالأدوية النفسية حتى مع الأخت الفاضلة كنت أقصد نصحها إما أن ترفع جرعة الدواء وإما أن تترك الدواء ، لذا فأنا لست ضد الأدوية النفسية ولكني أيضاً لست معها فمن احتاجها فليأخذها ومن لم يحتاجها فليجتنبها .

وأما بالنسبة لتشخيص حالتي فهي مشخصة منذ زمن بعيد وأنا حالياً أبحث عن دواء يناسبني ولكني للأسف لم أجده ولم يجده أي أحد من الأطباء لظروف خاصة عندي وليس لأنني لا أريد استخدام الأدوية النفسية .

وأما بخصوص النصائح التي تريدني أن آخذها من الأطباء فللأسف الذي يحدث هو العكس ولا أريد الدخول في تفاصيل ولكن بصراحة حال كثير من الأطباء النفسيين محزن لأنهم لا يعرفون إلا الأدوية المرخصة من fda لعلاج المرض وأما ما وراء ذلك سواء طريقة عمل الأدوية بالتفصيل أو لو لم يتناسب الدواء مع المريض لظروف خاصة فهم لا يعرفون شيئاً باستثناء القلة منهم ، وهؤلاء القلة لم يستطيعوا إيجاد دواء لحالتي ولذا فأنا مجبر على عدم أخذ أدوية نفسية ولو وجدتُ دواء يناسبني لأخذته من الأمس وليس من اليوم .

وأما التخويف من الأدوية النفسية فأنا لا أقصده ولكني أكره الخداع ، هل تعرف مثلاً الشخص الذي يُجرَى له عملية جراحية وتكون نسبة النجاح 40% أو نحو ذلك ؟ لو لم يقل الطبيب له ذلك قبل إجراء العملية فهذا غير مقبول بالتأكيد ، وكذا في الطب النفسي الكثير من الأطباء يخدعون المرضى وكأنهم يفرضون وصاية عليهم ويزعمون أن الأدوية النفسية سليمة وآمنة وهذا كلام ليس خاطئ بالكامل ولكن ليس صحيحاً بالكامل أيضاً ويخفي بعض الحقائق لا أريد أن أتطرق لها كما أنهم يفرضون الوصاية على المرضى ويخفون عنهم بعض الأعراض الجانبية حتى لو سألهم المريض عنها وحصل هذا معي شخصياً مع طبيب من كبار الأطباء ممن يظهرون في برامج الفضائيات وغيرها وعندما حاصرته بالسؤال كانت حجته "المريض الجاهل يتحسن بشكل أسرع" !!

ولذلك فأنا عندما أتحدث عن أعراض جانبية أنا لا أقصد التنفير من الأدوية ولكني أعتبر أن للمريض حقاً في اتخاذ القرار بنفسه مادام إنساناً بالغاً فلا أفرض وصاية على أحد ولا أخدع أحداً ، الدواء النفسي له إيجابيات وله سلبيات ، والمريض له الحق في المعرفة والاختيار بنفسه إن كان سيتحمل مثل هذه الأعراض أم لا ، ولو دخلتَ بعض المواقع الأجنبية ورأيتَ بعض تعامل الأطباء الراقي - وليس كل الأطباء - مع المرضى ستجد الطبيب مثلاً بحسب الحالة قد يُخيِّر المريض بين دوائين أو ثلاثة مما يصلحون لحالته ويترك له فترة أسبوعين مثلاً أو شهر ليقرأ عن الدواء وأعراضه الجانبية أو يخبره الطبيب بنفسه عن الأعراض الجانبية ليتخير المريض أيها يناسبه ، وأما عندنا فكثير من الأطباء يترك المريض يعاني من أعراض جانبية شديدة وربما يخبره أن هذا من المرض نفسه وليس حتى من الدواء ، ولو تذكر أخونا المغربي هنا عماد واسم معرفه القديم "عماد المغربي" ومعرفه الحديث "الحمد لله على ك" كثيراً ما يفتح مواضيع ويبث فيها شكواه وتعبه -أسأل الله أن يشفيه ويعافيه - وهو يتناول زيبركسا ونصحته مراراً بتغيير الدواء لأن له سمعة سيئة في التسبب في الأعراض التي يعاني منها ولكن عندما سأل الطبيب ماذا أخبره ؟ بحسب ما أذكر أخبره (عندما أصيب رونالدو في السابق لم يعد إلى حالته الأصلية بعد الإصابة قط ونفس الأمر هذا حال عماد بعد مرضه) أو نحو هذا الكلام وتركه على الزيبركسا إلى اليوم لعدة سنوات والأخ يشكو مر الشكوى من حالته التي أتوقع أن قدر لا بأس به منها بسبب الدواء لا بسبب المرض نفسه ، ولذلك فأنا في موضوع الأدوية النفسية لا أقصد التخويف ولكن فقط بيان الحقائق ، والله أعلم .

بالنسبة لما يقوم به بعض الأطباء أو أكثرهم بشكل عام وخصوصا في الوطن العربي من عدم ذكر بعض الأعراض الجانبية الخطيرة للأدوية أو حتى عدم الافصاح عن المرض الحقيقي الذي يعاني منه المريض فهذا قد يكون جزء من عمل الطبيب وهذا ما يسمى ب(الكذبة البيضاء) لأنك لو أفصحت عن كل ما يتعلق بمرض المراجع في عيادتك قد تنهار حالته النفسية ويزداد مرضا على مرض وأنا لا أعلم إذا كان هذا الاجراء يتم اتخاذه في الطب في باقي دول العالم أم لا
وأنا أذكر الطبيب عندما طلب مني فحص مستوى الدهون الثلاثية وسكري الدم بشكل دوري اثناء استخدامي لدواء اولانزابين ولكنه لم يخبرني في نفس الوقت بأن الدواء يرفع سكر الدم ويسبب الدهون إلا من بعد أن سألته وهذه قاعدة يسير عليها أغلب الأطباء في الدول العربية وأنا من ناحيتي لا أرى بأس في مثل هذا الإجراء في بعض الأحيان وليس في جميعها
فمن المهم أن يعرف المريض الأعراض الجانبية وخاصة الخطيرة للأدوية قبل وأثناء استخدامها حتى يعرف كيف يتصرف في حال ظهرت عليه هذه الأعراض وخاصة ان كانت هذه الأعراض شائعة الحدوث
وأما الأعراض غير الشائعة أو الأعراض التي لم يثبت أنها بسبب استخدام الدواء فأنا لا أرى في بعض الأحيان من الضرورة ذكرها وخاصة إذا كان المريض أصلا يعاني معاناة شديدة بسبب مرضه ثم بعد ذلك نثقل عليه أيضا بذكر هذه الأعراض غير الشائعة والتي قد تكون سبب في معاناته معاناة أبدية فأيهما أحق أن يعرفه المريض الأعراض غير الشائعة أو يبقى يعاني معاناة طويلة وشديدة من المرض؟
وهل من المنطقي لو طلب مثلا مني أو منك عضو استفسار أن نقول لهم انتبه ترى فلان عانى من اعراض انسحابية للدواء لمدة خمس سنوات وفلان الآخر اصيب بالوسواس بسبب استخدام ذاك الدواء رغم أن هذه الأعراض ليست شائعة ويبقى المريض يعاني من مرضه الذي قد يكون أشد وطأة بكثير من أعراض الدواء الجانبية
ولكن دعنا نتحدث عن الحالات الموجودة هنا في المنتدى بشكل خاص فكما تعلم أنت وأنا أننا نجد حالات كثيرة من الأعضاء يطلبون منا استشارات أو قل نصائح لأننا لسنا أطباء ولكن نعطيهم نصائح بناء على تجاربنا ..
فهل من المنطقي أن يأتي شخص يعاني معاناة شديدة من الوسواس او القلق والاكتئاب ويريد منا أن ننصحه باستخدام دواء محدد أن نذكر له أعراض جانبية للدواء غير شائعة ؟!
فأعتقد لو فكرت قليلا في الموضوع فستعلم أن الطبيب قد يكون على حق في بعض الأحيان عندما لا يذكر للمريض بعض الأعراض الجانبية أو لا يفصح له عن مرضه الحقيقي لأنه قد يرى الطبيب في فعله هذا أنه على صواب
وطبعا أنا لا أقصد من وراء كلامي هذا تبرئة جميع الأطباء فهم مثلهم مثل باقي فئات المجتمع منهم الصالحون ومنهم دون ذلك
وكذلك أيضا مثلما يوجد هناك أطباء محترفين فيوجد أيضا أطباء جهلة ومحتالين وهذا موجود في كل دول العالم وليس فقط العالم العربي
وفكرة المنتدى هي من الأساس لتبادل الخبرات بين أعضاء المنتدى وأيضا طلب بعض الاستشارات فكما تعلم هناك الكثير من العوائل في الوطن العربي يرفض فكرة زيارة أحد أفراد عائلته للطبيب النفسي فيضطر هذا المريض للبحث عن استشارات في المنتدى وكما أنه من واجبنا مساعدة بعضنا البعض فمن واجبنا أيضا محاربة الطب الزائف والأطباء المحتالين ومحاربة الخرافات الشائعة عن الطب النفسي