17-04-2025, 01:32 PM
|
#3
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 55232
|
تاريخ التسجيل : 12 2016
|
أخر زيارة : يوم أمس (11:35 PM)
|
المشاركات :
4,151 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Azure
|
|
صحة الرضا عن الله بثلاثة شروط:
الأول: استواء النعمة والبلية عند العبد؛ لأنه يشاهد حسن اختيار الله له. ومن هذا الباب ما حدث مع بعض السلف حين ابتلوا بالشدائد فصبروا لها، وظهر منهم الرضا.
فهذا عمر بن عبد العزيز يموت ولده عبد الملك فيدخل عليه سليمان بن الغاز معزيا، فيقول له عمر: "وأنا أعوذ بالله أن يكون لي محبة في شيء من الأمور يخالف محبة الله، فإن ذلك لا يصلح لي في بلائه عندي وإحسانه إلي"
وعن إبراهيم النخعي: أن أم الأسود قعدت من رجليها، فجزعت ابنة لها، فقالت: لا تجزعي، اللهم إن كان خيرا فزد.
الثاني: سقوط الخصومة عن الخلق إلا فيما كان حقا لله ورسوله، فالمخاصمة لحظ النفس تطفئ نور الرضا وتذهب بهجته، وتبدل بالمرارة حلاوته، وتكدر صفوه.
الثالث: الخلاص من الإلحاح في مسألة الخلق، قال الله تعالى: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا) [البقرة:273].
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة قال: قلت: أنا قال: لا تسأل الناس شيئا". فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد: ناولنيه حتى ينزل فيتناوله.[رواه أحمد].
الرضا ذروة سنام الإيمان:
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ذروة سنام الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز وجل.
وقال ابن القيم رحمه الله: الرضا من أعمال القلوب، نظير الجهاد من أعمال الجوارح، فإن كل واحد منهما ذروة سنام الإيمان.
منعه عطاء:
قال سفيان الثوري رحمه الله: منعه عطاء. وذلك أنه لم يمنع عن بخل ولا عدم، وإنما نظر في خير عبده المؤمن، فمنعه اختيارا وحسن نظر.
فإن الله عز وجل لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له، ساءه القضاء أو سره. فقضاؤه لعبده المؤمن المنع عطاء، وإن كان صورة المنع، وبلاؤه عافية وإن كان في صورة بلية. ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذ به في العاجل، ولو رزق من المعرفة حظا وافرا لعد جميع ما قضاه الله عز وجل وقدر نعمة وعطاء وعافية،
وهذه كانت حال السلف. ولن يجد العبد حلاوة الإيمان إلا بهذا: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا و بالإسلام دينا وبمحمد رسولا".
فاللهم رضنا بقضائك وبارك لنا في قدرك، حتى لا نحب تعجيل شيء أخرته، ولا تأخير شيء عجلته.
اللهم امين يارب العالمين
مما راق لي *
|
|
|