عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2005, 05:27 PM   #1
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أبطال سقطوا من الذاكرة 2 \السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين - فاتح الهند ومحطم الأصنام



أبطال سقطوا من الذاكرة 2 \ السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين - فاتح الهند ومحطم الأصنام



لقد ظلت شخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه مضربا للأمثال في كل باب في العدل والحق والقوة والورع والجهاد والزهد والخوف واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان له من المواقف المشهورة والأثار المحمودة ما جعلت العالم بأسره يعترف بفضله وأثره في البشرية وقتها، حتى أن 'مايكل هارت' صاحب كتاب 'العظماء مائه' قد وضعه ضمن هؤلاء العظماء.



وظن المسلمون أن هذه الشخصية لن تتكرر مرة أخرى عبر التاريخ، والحق أننا لن نجد في التاريخ شخصية تتطابق مع الفاروق عمر رضى الله عنه، ولكننا سوف نجد في أحداث التاريخ بعض أبطال المسلمين الذين تشبهوا بالفاروق عمر في كثير من مواقفه، وبطلنا هنا هو أكثر القادة المسلمين على مر العصور تشبها واقتداءا بالفاروق عمر حتى كأنه هو، ومع الأسف لا يعرفه معظم المسلمين رغم أنه قد أضاف لبلاد المسلمين واحدة من أغلى أراضيهم ألا وهى 'أفغانستان'، وقهر أعدى أعداء المسلمين وهم الهندوس.



الدولة السبكتكينية والخلافة العباسية

مرت الخلافة العباسية بعدة أطوار فبدأت قوية ثم ازدادت قوة واتساعا ثم بدأ الضعف يدب في أوصالها عندما اقتتل الأخوان 'المأمون' و'الأمين' على الخلافة ثم دخلت مرحلة الضعف وتحكم الغير فيها، وفي هذه المرحلة بدأ ولاة الأقاليم البعيدة يستقلون بحكم تلك الأقاليم وينشؤون ممالك مستقلة تأخذ شكل الحكم الذاتي حيث تكون مستقلة في كل شيء ولكن ولاءها المعنوي والروحي للخلافة العباسية، وقامت العديد من الدول في الشرق والغرب تحت هذا الإطار.

ففي الشرق مثلا ظهرت الدولة الطاهرية والدولة السامانية والدولة البويهية، وفي الغرب ظهرت الدولة الطولونية والإخشدية ودولة الأغالبة وهكذا.

بعض هذه الدول كان له أثر حسن في خدمة الإسلام ونشر الدين مثل الطولونية والأغالبة وبعضها كان له أسوأ الأثر على الإسلام والمسلمين مثل الدولة البويهية الشيعية.

من هذه الدول التي استقلت ذاتيا عن حكم العباسيين مع الولاء لخليفتهم الدولة السبكتكينية ومؤسسها هو 'سبكتكين' وهو أمير تركي كان يعمل في خدمة والي مدينة 'هراة' وكانت هذه المدينة تتبع حكم 'الدولة السامانية' فلما توفي الوالي لم يجدوا بعد تعيين عدة ولاة أكفأ من الأمير 'سبكتكين' فأصبح واليا عليها وأخذ في توسيع دائرة نفوذه حتى صار واليا على 'إقليم خراسان' كله سنة 366 هجرية وقام 'سبكتكين' بمحاربة الخارجين على الدولة السامانية وتصدى عدة مرات لمحاولات الدولة البويهية للقضاء على السامانين، وظل سبكتكين طوال حياته فى جهاد مستمر ضد الخارجين وكفار الهند الذين شعروا بخطورة مثل هذا الرجل على نفوذهم بأفغانستان وشمال الهند، وفي هذا الجو الجهادي ولد بطلنا 'محمود بن سبكتكين'.



من هو محمود؟

هو الملك الكبير والمجاهد الغازي والمرابط وأول من تلقب بالسلطان أبو القاسم 'محمود بن سبكتكين' المكنى بيمين الدولة، ولد في المحرم سنة 360 هجرية في مدينة 'غزنة' وتقع الآن في أفغانستان وكان أكبر أبناء أبيه 'سبكتكين' فنشأ وتربى تربية القادة الأبطال واشترك منذ حداثته في محاربة أعداء الإسلام من الهنود والبويهيين، وكان له أثر كبير في معركة 'نيسابور' التي انتصر فيها 'سبكتكين' وولده محمود على البويهيين، فكافأه 'نوح بن منصور السامانى' بأن جعله واليا على 'نيسابور' وذلك كله وهو في مقتبل الشباب.

توفي الأمير 'سبكتكين' سنة 388 هجرية بعدما أنشأ دولة كبيرة وقوية وراسخة تشمل إقليم 'خراسان' كله وإقليم 'سجتان' حتى 'كابل'، وتولى الأمر من بعده البطل المجاهد 'محمود' بعد منازعة قصيرة مع أخيه 'محمد' الذي كان لا يصلح للرئاسة ولا للمهام الجسيمة التي وكلت لبطلنا 'محمود'.


أوضاع العالم الإسلامي
لم يكد الأمر يستقر لمحمود بن سبكتكين فى حكم الدولة السبكتكينية حتى رأى أن أوضاع العالم الاسلامى شديدة الاضطراب على المستوى الداخلي حيث تفرقت دولة الخلاقة وتمزقت أوصالها لأشلاء مبعثرة في شكل دولة هنا وهناك، ومعظم هذه الدول قد أصبح نكبة ووبالا على الاسلام، وتقاتلوا فيما بينهم على الملك والأرض والدنيا الفانية، وأصبح الخليفة لا حول له ولا قوة ألعوبة فى يد قادة الجيش والمتغلبين من ولاة الأقاليم، وانفصل الجزء الشرقي بأكمله 'مصر والمغرب العربى' إضافة للشام والحجاز واليمن وأصبح تابعا للدولة السرطانية الرافضية الملقبة زورا بالفاطمية، وأصبحت عقيدة الرفض هي الغالبة على المستوى

الرسمي لكثير من ولاة الأقاليم وانتشر التشيع بسبب 'البويهيين' الشيعة المتحكمين في الخلافة العباسية، وواكب ذلك ضعف الدولة السامانية وانتشار الفساد فيها ولم تصبح قادرة على القيام بدورها المنوط بها .

أما على المستوى الخارجي فلقد كان أمراء الهند خاصة شمالها يتربصون بالمسلمين الدوائر خاصة بعد أن حقق المسلمون عدة إنتصارات باهرة عليهم واستولوا على بلاد 'الأفغان' و'الخلج' منهم وبدأ أمراء الشمال في التجمع مرة أخرى لمنع تقدم المسلمين نحو كشمير، وكان هناك خطر من نوع آخر وهم كفار الترك أو الأتراك الغزية الذين كانوا يعيثون في الأرض فسادا ويعتمدون على السلب والنهب لخيرات المسلمين.

لذلك كان على 'محمود' التحرك على الصعيدين الداخلي والخارجي في سبيل خدمة

الإسلام ونصرة الدين في هذه الفترة العصيبة من حياة الأمة، وبالفعل أثبت 'محمود' أنه رجل الساعة.



أعمال محمود على المستوى الداخلي



أولا: القضاء على الدولة البويهية

كانت الدولة البويهية ذات هوى وميول رافضية، كما أنها كانت دولة ذات جذور فارسية ظهرت في أوائل القرن الرابع الهجري في شرق الهضبة الإيرانية التي كانت تعد المرتع الخصب للعقائد الضالة والأفكار الفاسدة، وتطورت هذه الدولة مستغلة ضعف الخلافة العباسية وتحكم القادة الأتراك فيها حتى قويت شوكتها وصارت القوة المتحكمة في أمور الخلافة ببغداد، وكانت هذه الدولة من عوامل التفرق والخذلان في الكيان الإسلامى كله، وزاد خطرها بشدة بعدما قامت الدولة الرافضية العبيدية باحتلال مصر وإنشاء الخلافة الفاطمية فيها سنة362هجرية، وأصبح الإسلام والخلافة بين فكي الأفعى الشيعية في الشرق والغرب بل عزم كبيرهم وهو 'أحمد بن بويه' الملقب بمعز الدولة على إزالة اسم الخلافة من بني العباس ويوليها علويا من الشيعة، لذلك أسرع 'محمود بن سبكتكين' بالقضاء على هذه الدولة البويهية المنحرفة وكانت مدينة 'أصفهان' عاصمتهم فقضى عليهم نهائيا، ويكفي لبيان فسادهم أن السلطان 'محمود' لما فتح بلادهم وأسقط ملكهم واسمه 'مجد الدولة' وجد في حوزته من الزوجات الحرائر ما يزيد عن خمسين امرأة ولدن له نيفا وثلاثين ولدا، ولما سئله عن ذلك قال 'مجد الدولة': هذه عادة سلفي ويقصد به 'كسرى الفرس'، ذلك لأن البويهيين كانوا يخططون للارتداد للعصر الساسانى مرة أخرى، فخدم 'محمود سبكتكين' الإسلام بذلك خدمة جليلة.



ثانيا: القضاء على الدولة السامانية
هذه الدولة كانت فيما مضى دولة قوية سنية ظاهرة حفظت البوابة الشرقية للعالم الإسلامى لفترة طويلة ولكنها لم تقم بدور الدعوة ونشر الإسلام في امتداد الشرق الإسلامي، وكان عصرهم كله حروب وصراعات مع الجيران، ولم تكن لولاة هذه الدولة سياسة رشيدة ولا اتجاه واضح مما جعل المشاكل والمتاعب تأتي كثيرا من جانبهم خاصة بعدما اقتتلوا فيما بينهم ودب الفساد والانحراف فيهم وأصبحوا عائقا أمام حركة الفتوحات الإسلامية والتى كان ينوي 'محمود' القيام بها، وبالفعل قضى 'محمود بن سبكتكين' على الدولة السامانية بعدما انتصر على 'عبد الملك بن نوح الساماني' عند مدينة 'مرو' سنة 389 هجرية وأنهى الوجود الساماني بخراسان، ثم أنهاه بسجستان سنة 393 هجرية.

ثالثا: تحالفه مع الخلافة العباسية ضد الدولة الفاطمية

كانت معظم الدول التي ظهرت بأطراف الخلافة العباسية تتعامل مع الخلافة بصورة مهينة، فيزدرون الخليفة العباسي، ولا يحترمون هيبة الخلافة، بل امتدت أيديهم بسفك دماء بعض الخلفاء مثلما حدث مع 'المعتز' و'المتوكل' و'المهتدي' العباسيين، فلما جاء السلطان 'محمود بن سبكتكين' وقامت الدولة السبكتكينية أعلن 'محمود' ولاءه الكامل وتبعيته التامة للخليفة العباسي وقتها 'القادر بالله'، وامتثل لكل الأوامر التي كانت تأتيه من الخليفة القادر بالله، وأقام معه حلفا قويا أمام أطماع الدولة الخبيثة الرافضية بمصر ووقف سدا منيعا أمام محاولات الروافض الكثيرة ونشر الرفض ببلاد خراسان وما حولها مستغلين الأثر السيء الذي خلفه وجود الدولة البويهية الهالكة، وعندما حاول العبيدون في مصر إغراءه بالهدايا كي يقيم الدعاية لهم في بلاده أحرق كتبهم وهداياهم وقتل 'التاهرتي' مندوبهم للدعوة وأهدى بغلته إلى القاضى أبي منصور محمد بن محمد الأزدي وقال له: [كان يركبها رأس الملحدين فليركبها رأس الموحدين]، ولما سمع أن أحد أمرائه وقد أرسله أميرا على قافلة الحجيج قد قبل هدايا من الفاطميين في موسم الحج أمره بالعودة بها مرة أخرى إلى بغداد عاصمة الخلافة وأن يحرقها بنفسه على باب قصر الخلافة أمام أعين الناس.



.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس