عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2005, 05:37 PM   #1
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أبطال سقطوا من الذاكرة 3 \الأمير شهاب الدين الغورى- صاروخ باكستان النووى



أبطال سقطوا من الذاكرة 3 \الأمير شهاب الدين الغورى- صاروخ باكستان النووى



رجال الهند الكبار


يعتبر تاريخ الإسلام في بلاد ما وراء النهر غامضا لكثير من المسلمين رغم أنه قد بدأ مبكراً في صدر الدعوة عندما دحرت جيوش الصحابة في عهد العمرين إمبراطورية الفرس وأزالوا دولتهم تماماً في عهد عثمان رضي الله عنه، وانساح المسلمون بعدها في بلاد ما وراء النهر ورفعوا الحواجز التاريخية بين الهضبة الإيرانية وبلاد الأتراك إلى بلاد الهند والصين، وظهر خلال تلك الفترة رجال أفذاذ كبار كلهم يضع هدفا ساميا نصب عينيه ألا وهو خدمة الدين ونشر الإسلام، من هؤلاء الكبار: عبد الرحمن بن ربيعة الملقب بذى النور، وعبيد الله بن أبى بكر، وشريح بن هانىء، وعبد الرحمن بن الأشعث، وقتيبة بن مسلم، ومحمد بن القاسم، وغيرهم كثير .

ولما قامت الدولة العباسية قل من يغزو تلك البلاد وانشغل المسلمون بأنفسهم فترة طويلة، حتى ظهرت الدولة الغزنوية وسلطانها العظيم 'محمود بن سبكتكين' الذي أعاد للمسلمين ذكريات الجهاد الأولى ودخل بلاد الهند ففتحها وحطم أصنامها ودمر معابدها ونشر الإسلام في مناطق لم تتل فيها قط سورة ولا آية.



وكان صاحب الفضل بعون الله عز وجل في تحطيم قوى أمراء الهند، ولكنه ومن جاء بعده من خلفائه لم يستقروا في الهند إنما كانوا يعودون إلى عاصمة بلادهم 'غزنة' ويتركون والياً من طرفهم على تلك البلاد الجديدة، مما لم يرسخ وضع الإسلام بالهند ولم يثبت أقدام المسلمين بها، ومما سمح أيضا لكفار الهند بالتمرد والثورة مرة بعد مرة، وظل الأمر هكذا حتى ظهر بطلنا الكبير الذى قام بإنشاء أول دولة مسلمة ثابتة مستقرة بالهند وعاش حياته كلها في الجهاد والدعوة وكان له أعظم الأثر في وضع الإسلام بالهند حتى أن دولة باكستان المسلمة لما أنجزت مشروعها الجريء والكبير وأنتجت أول صاروخ حربي نووي لم تجد أفضل من بطلنا هذا لتطلق اسمه على صاروخها النووى الشهير 'غوري' اعترافاً منها بعظمة وفضل بطلنا الشهير، الذى لايكاد يعرفه أحد من المسلمين.



من هو شهاب الدين؟



هو البطل الشجاع والأمير المحنك أبو المظفر شهاب الدين محمد بن سام الغوري، قائد القبائل الغورية، ويرجع أصل هذه القبائل إلى الجنس التركي وكانت تستوطن جبال الغور وهي بلاد واسعة وباردة وموحشة، تقع بين غزنة وهراة [وسط أفغانستان الآن] مما جعلت طبيعتهم قوية وصلبة، وقد دخلوا الإسلام على يد السلطان 'محمود بن سبكتكين' وذلك سنة 401 هجرية.

وبعدما حاربهم وعرف قوتهم وشجاعتهم حرص كل الحرص على أن يكونوا من جند الإسلام، فدعاهم للدين فدخلوه أفواجاً، فأقرهم 'محمود' على أملاكهم واستعملهم لنصرة الدين وأرسل إليهم الدعاة والمعلمين، فحسن إسلامهم وكانوا من أخلص أعوان 'محمود بن سبكتكين' وساعدوه في كثير من الحروب ببلاد الهند.

سنة الاستبدال

هذه السنة الربانية التي تعمل في الأمم والدول والجماعات وحتى الأفراد بلا محاباة ولاجور، فمن ركب طريق التمكين وأخذ بأسباب البقاء والقوة، ظل باقيا صامداً ظاهراً بإذن الله عز وجل وحده ومن ركب طريق الفرقة والاختلاف وأخذ بأسباب الزوال والذهاب والفشل، حتما لابد من أن يكون مصيره السقوط والنهاية، وهذا ما حدث بالفعل مع الدولة الغزنوية أو السبكتكينية التي أصابها الوهن ودب الضعف وحب الدنيا إلى قلوب ملوكها، واختلفوا فيما بينهم واقتتلوا على الدنيا، بعدما قاموا بنصب سوق الجهاد ونشروا الإسلام بالهند لعهود طويلة، مما سمح لكفار الهند أن يرفعوا رؤوسهم مرة أخرى، ويخلعوا الطاعة، ويطردوا المسلمين من بلادهم.

ولأن الله عز وجل ناصر دينه ومظهر شريعته فإن من مقتضيات هذه السنة أن يتولى أمر الدين قوم آخرون يحوطون حياضه ويذبون عنه وينشرونه ويكونون على مستوى هذا الدين، لذلك لما دب الضعف في الدولة الغزنوية استبدلها المولى عز وجل بالدولة الغورية وقائدها الأمير المظفر شهاب الدين الغوري، حيث ورث الغوريون الدولة التي سقطت بالكلية سنة 582 هجرية.



إعادة الأمجاد

كانت الدولة الغزنوية قد بلغت أوج قوتها واتساعها فى عهد سلطانها العظيم محمود وولده مسعود وشملت المنطقة الشاسعة من إيران وشمال الهند كله والسند والبنجاب وحوض الجانج حتى البنغال ولما أصابها الضعف والوهن أخذت أجزاء كثيرة من هذه الدولة في السقوط في يد الكفار مرة أخرى ومن عاونهم من الفرق الضالة التي لا تقل كفراً بل تزيد بنفاقها عن الكفار الأصليين أمثال فرقة القرامطة والشيعة الإسماعيلية، وانتزعت الكثير من أملاك الغزنويين.

حتى بإيران مركز دولتهم وعندما نهض بطلنا المقدام زعيم الغور شهاب الدين الغوري وأخذ في استعادة الأمجاد السابقة.

بدأ شهاب الدين رحلته الجهادية مبكراً وبدأها كما بدأها من قبل 'محمود بن سبكتكين' ومن نفس النقطة من 'الملتان' وكان هذا الإقليم يقع تحت قبضة 'القرامطة' الكفار، وبالفعل استخلص شهاب الدين 'الملتان' من يد القرامطة سنة 570 هجرية، ثم أعقب ذلك استعادة 'بيشاور' وأخضع حوض السند جميعه رغم الخسائر الفادحة التي تحملها جيشه على يد كفار الهند وشمال الهند إلى خليج البنغال.



التحالف الهندوسي

شعر أمراء الهند بخطورة الأمر وعودة التهديد الإسلامي من جديد بعدما ظهر أسد جديد على الساحة وهو شهاب الدين الغوري وقرروا التحالف فيما بينهم فيما عرف بتحالف أمراء منطقة الأنهار الكبرى في شمال شبه الجزيرة الهندية وهذه المنطقة التي تعرف باسم 'الهندستان' وفيها أخصب بلاد الهند وأكثفها سكانا، وهؤلاء الأمراء دفعهم الحقد على الإسلام وتحريض الكهنة البراهمة وخوفهم على أملاكهم وعروشهم أن يبادئوا المسلمين بالعداوة والقتال مستغلين بعض الأحداث الداخلية في الدولة الغورية وانشغال شهاب الدين بالقضاء على بعض الاضطرابات والفتن الداخلية.



جهاد على كل الجبهات

كان شهاب الدين الغوري يحلم بأن تكون بلاد الهند كلها مسلمة وأن يستكمل الدور الرائع الذي قام به من قبل السلطان 'محمود بن سبكتكين' بل كان شهاب الدين يحب أن يتشبه كثيرا بمحمود بن سبكتكين وظهر هذا جليا في العديد من المواقف، ولكن الأمور لم تكن مواتية مثلما حدث أيام محمود بن سبكتكين، ذلك لأن شهاب الدين قد اضطر للجهاد على العديد من الجبهات الداخلية والخارجية وينتقل من الهجوم إلى الدفاع والكر والفر، من الهند إلى خرسان إلى الصين إلى إيران وهكذا، يقاتل كفار الهند وكفار الترك والباطنية الكفار أيضا طلاب الدنيا من المسلمين الطامعين المفسدين، لذلك فلقد قضى شهاب الدين حياته كلها لم يعرف بيتا ولا راحة ولا يلاعب ولدا ولا يهنأ بأسرة واستقرار بل من على ظهر الخيل إلى ظهر الخيل ومن ضرب السيف إلى رمى السهم وهكذا.



أولاً : جهاده ضد كفار الهند
كان أمراء الهندوس هم العدو الأكبر والأصلي في معارك شهاب الدين الغوري، وكان لقاؤه الأول معهم في غير صالح المسلمين وترك أثراً شديداً على شهاب الدين الغوري، وذلك سنة 583 هجرية عندما دخل المسلمون مدينة 'شرستي' واحتلوها وكانت من أغنى وأكبر مدن الهند، فهجم التحالف الهندوسي بقيادة كبيرهم 'بريتي' والذي تسميه المراجع العربية 'كولة' على المسلمين ودارت رحى معركة من أشد ما لاقى المسلمون من قتال في الهند وانهزم بعض الأمراء الغوريين وفروا من أرض القتال، وظل شهاب الدين يقاتل بنفسه حتى أنه من شدة القتال قتل عدة أفيال بسيفه ورمحه ثم أصيب إصابة بالغة وتكاثر عليه الكفار ليأخذوه فدافع عنه جنوده وحملوه مصاباً ينزف الدم مسافة أربعين كيلومتراً حتى خافوا موته، ولما عاد إلى 'لاهور' أخذ الأمراء الغورية المنهزمين من أرض المعركة وعلق على كل واحد منهم عليق شعير وقال لهم 'ما أنتم بأمراء إنما أنتم دواب' وألزمهم المشي حتى 'غزنة'.

ظل شهاب الدين يجهز لقتال الهندوس ورد الهزيمة وأخذ العدة اللازمة وجهز جيشاً كبيراً وكان ما زال ناقماً على أمراء الغورية منذ فرارهم في المعركة السابقة وعزم على ألا يصحبهم معه في القتال ضد الهندوس، فحاول بعض شيوخ القوم استرضاءه عنهم فقال شهاب الدين كلمات تعبر عن النفسية المؤمنة الصادقة التي تستشعر بما عليها من واجبات تجاه نصرة الدين والعمل للإسلام وتظهر مدى قوة قلب هذا البطل الشجاع وحساسيته الدافقة، قال {أعلم أنني منذ هزمني هذا الكافر ما نمت مع زوجتى على فراش ولا غيرت ثياب البياض عنى 'أى ثياب الكفن' وأنا سائر إلى عدوي معتمد على ربي عز وجل لا على الغورية ولا على غيرهم، فإن نصرني الله سبحانه ونصر دينه فمن فضله وكرمه وإن انهزمنا فلا تطلبوني، فلن انهزم ولو هلكت تحت حوافر الخيل}.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس