عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2005, 09:28 PM   #1
ليلى عناني
كاتبة في جريدة البلاد


الصورة الرمزية ليلى عناني
ليلى عناني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 672
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 02-01-2006 (03:45 PM)
 المشاركات : 128 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أرجوك لا تحرف كلامي



‏ توجد فئة من الناس يتمتعون بموهبة خاصة ويستمتعون بها قمة الاستمتاع! ألا وهي ‏موهبة تحريف الكلمات عند سماعها وتحويلها لمفهوم خاطيء يظهر للجميع بأنه قد ‏يؤذي مشاعرهم وبناءً عليه يتصرفون ويبطشون بمن يريدون.‏

وهم على ما يبدو يعانون من انحراف في مداخل السمع لديهم، يسمعون؟ نعم.. ‏يسمعون ولكن لا يفهمون إلا ما يحلو لهم،.. فتبدأ معاني الكلمات بالسير في اتجاه معاكس ‏تماماً وتتغير المعاني والحقائق وتكون ردة فعلهم سريعة وحمقاء وتضعهم أحيان كثيرة ‏في مواقف حرجة يصعب الخروج منها في أغلب الحالات وإن لم تكن كلها.‏

هل نطلق على هذه النوعية من التفكير سعة أفق أم سعة خيال أم تهيؤات سينمائية من ‏مؤلفين خلف الأضواء، ليحكم كل بما يراه مناسباً اعتماداً على الموقف نفسه.‏

كانت سهرة الزوجين تسير على ما يرام حتى أن الزوجة ظنت أن زوجها قد تخلى ‏عن موهبته في تحريف الكلام وربما قد حصل خلل ما في أفكاره مما جعله يقلع تلك ‏الليلة عن التنكيد على حضرتها، أخذت تنظر إليه باستغراب وكلما أرادت الكلام ‏تراجعت خوفاً من العواقب، وسرحت بخيالها "ترى ماذا حدث له هل ينوي تطليقي وهل ‏يفكر في كيفية نقل الخبر لي فدائماً ما يهددني بالطلاق بمعدل مرة أو أكثر في اليوم حتى ‏اعتادت أذني سماع تهديداته مع وقف التنفيذ، ولكن سكوته اليوم على غير عادته ماذا ‏يعني؟ أيعني ذلك بأنه ينوي التنفيذ هذه المرة. ولماذا أنا خائفة من الطلاق أليس الطلاق ‏لي أهون من عيشتي معه وهو قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت يريده وبدون إنذار مسبق ‏وإذا ما تبعثرت أشلائي حاول تجميع ما تبقى منها وتلصيقها بكلام يخدر آلامي حتى ‏إشعار آخر، لقد مللت الحياة معه وليته يفعلها بهدوء وبتحضر فليس شرطاً أن تقوم ‏معركة بين الزوجين قبل الانفصال الأبدي والذي يستدعي تدخل كل من هب ودب ‏لتصليح أمور لن تجدي أي أداة في تصليحها مهما كانت كفاءتها.‏
‏ فجبروت بعض رجال هذه الأيام مملوء بالتقنية العالية جدأ خاصة بوجود الجوالات ‏التي تنقلهم إلى عالم خارج أسوار الحياة الزوجية وإن كانوا لا يزالون في أماكنهم!.‏
‏ التقطت جواله الذي تركه عندما غادر الغرفة وبفضول الزوجة قرأت رسالة لم تكتمل ‏قال فيها.. "انتظريني غدا سأصل في موعدي يا...!" صرخت بدون شعورها.. يا من؟ ‏من الذي سيصل إليها غداً ولماذا هل سيتزوج علي؟ وقذفت الهاتف من النافذة وجاءها ‏صوته وهو يلفظ أنفاسه وتناثرت قطعه مما أثلج صدرها، وإذا بزوجها يدخل الغرفة ‏وهو ممسك بجواله يتحدث فيه مع عمله. اتسعت حدقتها وهي تفيق على حقيقة مرة ‏فالذي ألقت به كان هاتفها، وجلس زوجها ينظر إليها بطرف عينيه وبابتسامة مشاغب ‏قائلاً لها:
"أرجوك لا تحرفي كلامك". ‏
‏ ‏ ليلى
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس