المال والمادة وأثرهما الكبير في الإنسان ..!
هذا الموضوع ليس منقولا كما عهدتموني ناقلا في غالب مشاركاتي التي أنوه فيه إلى نقلي ، وإنما هو من بـُــنـيـات أفكاري ، والتي ظهرت على سطح تفكيري ، من خلال ما أرى وأشاهد وأسمع ...
في الحقيقة موضوعي طويل كنت أتمنى طرحه منذ فترة ، ولكن لم يشأ الله ذلك ..
والآن أجد نفسي أشد اشتياقا لعرضه ، وأكثر لهفة لقراءة تعليقاتكم حوله .. وقبل البدء أود أن أقول أن حديثي { ليس تعميما } هو على الغالب مـمـن أقـصـده هـنـا ...
أود التطرق هنا إلى نقاط رئيسية ثلاث :
الأولى / كيف يمكن للغنى أن يـغيــر في الإنسان ؟
نعم المادة تغير ابن آدم ، ينقلب بسببها ، يصبح الحلال حرام ، والحرام حلال ، المقبول مرفوض ، والمرفوض مقبول ، السرقة فن وذكاء والأمانة سذاجة وغباء ، وعلى ذلك قـس ...
ويقال في الأمثال : الفلوس تغير النفوس ، ولذلك سماه الله فـتـنـة ، ولذلك يجب الحذر منه أشد الحذر : ( يحسب أن ماله أخلده ) ، وكما أنه يغير النفوس ، فـهـو يفسد الأخلاق ، ويخرب البيوت ، ولذلك فقد رأينا كيف تغير فلان وفلان ، فبالأمس كان فقيرا ، واليوم أصبح غنيا ، بالأمس كان دواء واليوم هو الداء ، والسبب هو المال .
قال - صلى الله عليه وسلم - : { من كانت الآخرة همه ؛ جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، أتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه ؛ جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له }
وقال الشاعر :
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
الثانية / أبــرز مـا يتصف بـه الغني ؟
الطمع والحسد والغرور
هذه أبرز ما يتصف بها الغني ، ولكم أن تبحثوا عنها في واقعنا ، فستجدوها ليست على كل الأغنياء ، إنما غالبيتهم .. ولست بمستدل على ذلك ، لأن بأفواههم يقولون ويؤمنون بذلك ، ولكن في الخفاء ، وتحت الجدار .
الثالثة / من تحب الأغنياء أم الفقراء ؟
قدوتنا هو النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، الذي يسأل الله أن يحشره في زمرة المساكين ، ويسأله أن يحبهم في الدنيا ، ويحث المسلمين على التقرب منهم ، والسعي في مصالحهم ، وليس ذلك فحسب بل هو أقوى وأكبر - والله اكبر من كل شيء – من ذلك حين قال { إنما تنصرون بضعفائكم }
فلنحب الفقراء ، ولنتقرب إلى المساكين ، ولنساعدهم للوقــوف في هــذه الحياة على أقدامهم ، ومواجهة مشاكلهم معهم ، وتبصيرهم بما يجب عليهم فعله ، ومد يد المساعدة في قضاء حوائجهم .
ولنفعل ذلك ليس رياء وسمعة ، بل تقربا وقربة
أكتفي بهذا القدر ، فخير الكلام ما قل ودل ... وكم من إطالة يضيع منها الأساس ، ويمل منها الإنسان ...
|