هي قصة سيحكيها لكم ذاك الجنون الذي يتملكني أغلب الأحيان...
ذلك الجنون الذي يأخذ مني مساحة خاصه له وحده....
ذلك الجنون الذي لطالما أشعل لي قناديل الأمل الذي تطفئه الحياة.....
ذلك الجنون الذي توجني ملكة في عوالم خاصة بي وحدي لا يصل إليها البشر.....
ذلك الجنون الذي اعتبره نعمه عظيمة من الخالق عز وجل....
هي قصة سيحكيها لكم...إليس بجنون أن يتحدث الجنون ويروي القصص....
لربما....
ولكن هنا لاشيء مستحيل..... ولاشيءلا يقبله منطق..... ذلك هو عرف الجنون...
إليكم قصته....
منذ سنين عده... كان هنالك كهف مهجور...مظلم... موحش..
لايتردد به صدى أي صوت...
كهف.. محطم.. فارغ.. مبهم..
يسير بين الناس لايعيره أي أحد أدني اهتمام... كهف حزين..
تمر به رياح الحياة أحيانا ... فلا يزيده ذلك إلا حزناً..
كهف مابين ثناياه...مشوه...
ذات مساء... كان هناك شخص مايسير وقد اضنته دورب حياته...
صدفه...
رأي ذلك الكهف يسير في الطريق وحده.. أثار ذلك فضوله..
فستوقفه.. يسأله..مابالك؟
تلفت الكهف حوله وسأله: اتقصدني؟
أجابه الشخص..نعم أقصدك أنت..
سأله الكهف:أتراني؟
أجابة الشخص:نعم أراك..
سأله الكهف مره آخرى: أمتاكد بأنك تراني...
اجابه الشخص مره آخرى: نعم أراك..
دمعت عينا الكهف .. وبدأت دموعه تتساقط بغزاره...
سأله الشخص وقد تملكه الهلع.. مابالك تبكي؟
لم يجيب الكهف وازدادت حده بكائه وحرارته...
حمله ذلك ذلك الشخص بيديه...وأخذ إلى مجلس هادئ وأجلسه إلى جواره...
وانتظر حتى خفت حده بكاء الكهف الصغير..
سأله بحكمه: هل أكتفيت من البكاء ؟
أجابه الكهف الصغير: نعم..أشكرك...
سأله الشخص: وعلى ماذا الشكر...
اجابه الكهف لاني كنت بحاجه لتلك الدموع التي غسلت غبار وقسوة أيامي..
سأله الشخص: لماذا أنت معتم هكذا؟
ولم يسمع جواباً من الكهف..
قال الشخص: بوسعي أن أساعدك اذا أحببت؟
أجابه الكهف: يكفيني إنك رأيتني فتلك أكبر مساعده لي.
سأله الشخص:ولماذا تعتبرها كذلك؟
أجابه الكهف: لاني بت أصدق إنني غير موجود أو شي كائن شبحي لا يراني أحد؟
وقد بت أعيش ذلك فعلا...
سأله الشخص مره أخرى: بوسعي مساعدتك؟
أجابه الكهف: بماذا؟
قال الشخص: بأن أعيدك على ما كنت عليه؟
سأله الكهف: أو تعرف ماكنت أنا عليه؟
أجابه الشخص: نعم..
سأله الكهف وقد اكتسى صوته بمراره السخرية والشك:
وماذا كنت عليه؟.... أجبني؟
أجابه الشخص بهدؤ:
بوسعي أن أعيدك قلباً؟
*****************
من هنا سأمسك بالجام قلم الجنون... وسأكمل أنا..
كان ذلك الكهف الصغير..قلباً فعلاً..
قلباً بشرياً بكل تأكيد... ولكن قسوة الحياة... هي من حولته...
إلى خواء...إلى فراغ.. حرم حتى من ترديد الصدى...
حولته بقسوتها إلى حطام... مجرد حطام في الفراغ....
حتى الحطام...حرم من فوضته...
حطام الفراغ.... او فراغ الحطام...
حرم حتى... من تحديد وصف ماكان عليه....
وكان ذلك الشخص...
كتله الانور...مشاعل الأمل....
نفحات الصدق...روح الحب...
ضياء ونور الوجه الآخر من الحياة الجميلة...
التي نسمع عنها في قصص الخيال فقط...
بيديه التي تحمل بصمات فنان مبدع...
اعاد نحت وتشكيل ذلك القلب...
وبألوان الفرح أعاد تلوين ذلك القلب... أعاده جميلاً كما كان...
وذهب به إلى حياة أخرى... وعالم مبهر...
صعدا سوياً للقمر... وناما بين أحضان الغيوم...
واستيقظا بفعل قطر الندى... الساقط بشفافيه من أزهار الياسمين...
وخطا كل أحداً منهما...إلى مساحات الآخر السرية...
التي لم يخطو بها بشر من قبل...
سافرا بعيداً إلى كل النجوم... ورقصا كثيراً تحت زخات المطر...
واشعلا نار الجنون...واحرقا بداخلها كل أوراق الماضي التعس...
وعاشا بجنه الخيال...كل ألوان الحب...
وهما يدعوان الله دائماً..أن تكون تلك الجنة حقيقة.. قريباً..
***
حبيبة الـــــــورد