نفساني - عرض مشاركة واحدة

19-03-2002, 08:30 PM

السـلام ، على الجميع ..
البكــاء ســمــة انسـانيــة ..
لا علاقــة لها بالتقسيم البيولوجي .. وإنما هي مرتبــطــة بالموقف .. المثير الذي من طبيعتـه يحدث البكـاء أو الألـم .. البعـد الثقافي هو من شكـلَ أو ُيشـكـّــل مثل تلك المفاهيــم .. منذُ الصــغر .. يدرك الطفل الذكر أن ما يمزه عن الأنثى هو قدرتـه على أن لا يبكـي ..فيحروم شيء من التعبير عن ألمـه في طفولتـه البريئــة .. وكثيرا ما ترسخ من المرأة والدتـه أو جــدتــه ..
أداة أو آليــة تلقائيــة حين يستجيب الذكر للبكـاء ..
الصعــوبــة حين يكون الموقف قويا يستـدعي البكاء ، ويقمع الطفل أياً كان ذكراً أو أنثى .. سقوط دمـعــه ، لمفهوم تشربــه في داخلـه أو عقلــه الباطن ..يلح عليــه أن لا يبكــي ..ذا عجزا .. ضعـفـاً .. إنكسارا .. لذا نجد بعض النساء قد أستدخلنا تلك المعتقد الخاطىء .. دون أن تعـي ..وكأنها تقول : عدم بكائي يعني وجــود شيء من ســمـة الصبر ، والجـلــد التي تكون غالبــة لدى الرجل كما يعتقد ذلك ..

أفــكار من جنون الحرف .. قابلــه للحوار ..
. الرجل في ثقافتنـا بحكم عـدوانيتـه المباشرة أو المبطنــه .. يحقق شيء من ذكوريتـه إذا وجــد المرأة تبكـي أمامــه .. مثل هذا يمـده بشـعـور يدعم ذكوريتـه ، وفوقيتـه فيتفحصُ ذاتـه ليؤكــد للمرأة أنا الرجل ..لذا كثيرا ما يلجأ الرجل إلى العنف ، وإذا أشتد الحوار ، ورأى الفكرة ، والقناعــة من وجـهـة المرأة ليس أمامـه إلا ممارس ما ترسخ في داخلــة حتى يرى دموع المرأة ليرى الأنتصار في موقف الإنكـسار .. تلك ســاديــة تمده بعطاء ، وإحسـاس يعوض ما يفتقده من منح المرأة المفردة الحانيــة أو اللمســت الإنسانيــة .. تأتي الدمـعــة التي اثارها في المرأة ليقلق ستارا يخشــى انكشافــه ..
لذا تجـد الكثير من الرجل يتبنى القول ..
كل النساء جميلــة ، وتكون أجمل حين يبكينــا ..
سـاديــة العاجزين من خلالها يستثارون .. وفي ذواتهم هم أكثر عجزا من المرأة التي هم أمامهـا .. نعم يحققُ نرجسيتـهـم على إنهيار دموع تغريـهـم على التضخم في الذات ليس منه ، وإنما على عجز من تبكي تتوسل منهم .