يامعاشر الأطباء
احترنا معكم يامعاشر الأطباء ويامعاشر اختصاصي الغذاء والتعذية !!
نصائحكم الغذائية لاتفودنا إلى جادة ، إنها متضاربة وقاسية وخيالية غير ممكنة التنفيذ ..
قلتم لاتكثروا من اللحم فأطعناكم وقلنا لعل لكم عذراً ، فالإقلال من اللحم نصيحة قديمة ذكرتها كتب السلوك وكتب الطب العربي ، ولكنكم وضعتم للنصيحة القديمة عذراً جديداً ، فاللحم يرفع الزلال في الدم ويؤثر بصورة غير مباشرة على مستوى الدهون ، وقد يؤدي إلى ارتفاع حامض اليوريك أو ماكان يسمى قديماً بداء الملوك ، ورغم أننا نعلم أن هناك كثيرين يخالفونكم في نصيحتكم بالإقلال من اللحم ..
وبعد أن أطعناكم في موضوع اللحم استمر موال التضييق والفذلكة ، فقلتم إياكم والدهون ، وبالذات الدهون المشبعة فهي طريقك السريع إلى السمنة ، ثم إن الدهون تزيد الكلسترول وما أدراك مالكلسترول ؟ ! حيث أمراض القلب والشرايين .
وأطعناكم في الثانية كما أطعناكم في الأولى !! فألغينا الزبدة والقشطة من الفطورنا ، وحذفنا السمن والشحم ومشتقاته من غدائنا ..
وبعد أن كان أجدادنا يفاخرون بضخامة شحم الذبيحة التي تقدمونها للضيف ، وبعد أن كان السمن البلدي "البري " وجبة مادونها وجبة ، أصبحنا نقف عند الجزار بعين كسيرة ننظر إليه وهو يشفي اللحم شفاً من الظهور والبطون والحوايا ومااختلط بعظم ..
لقد استبدلنا بالزبدة الطبيعي ماقدمته إلينا مصانع الفرنجه من مارجرين وغيرها ..ولكن الامر لم يقف عند هذا الحد ، فلقد انتقل الهجوم الطبي الغاشم إلى السكريات بأنواعها ، فقلتم إن السكريات تزيد نسبة السكر في الدم ، وإن كثرة النشويات عموماً والسكريات خصوصاً قد تتسبب في الاصابة بداء السكري ..
وبدلاً من المثل القديم "إن في البطن لخلوة لايملؤها إلاالحلوى " أصبح شعارنا "إن في القلب لحسرات على فراقك أيتها السكريات " حتى أدرجت البقلاوة والكنافة وغيرها في قائمة الإرهاب الغذائي الدولي والتي يحذر منها الإنتربول الطبي باستمرار ..
ولذلك هربنا من السكريات إلى الموالح ، ولكننا لم ننج من طائله التجويف فالملح سواء مرشوشاً على الطعام أو داخل البسكويتات أو المقليات ، سموم ضارة ترفع الضغط وتؤذي الكلية ويجب التخفيف منها .
قولوا لي بربكم يامعاشر المتخصصين .. ويامعاشر الأطباء ماذا بقي لنا لنأكلة إذا اللحوم ضارة والدهون خطيرة والسكريات والملح سموم ؟!
أحسب أنه لم يبق لنا إلا الماء ...فأرجوكم اتركوه لنا !!!!