عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2001, 05:32 AM   #3
أ.د.السبيعي
الزوار


الصورة الرمزية أ.د.السبيعي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


لا يا أبا مروان. إسمح لي و انت خبير الأمور الزوجية أن اختلف معك و لأول مرة و إن شاء الله آخر مره.

يا سيدي مجتمعنا الخليجي مجتمع ذكوري ، يتجبر فيه الرجل و لا أحد يقدر يقول له ثلث الثلاثه كم (على طريقة أم مشعل في الطرح العامي). المرأة هي الجانب الأضعف في المعادلة. هي غير العاملة و القاعدة في منزلها معتمدة على الرجل في أبسط حوائجها. و حتى إن كانت موظفة فهو إما ان ياخذ مرتبها و يتزوج به عليها ، او يطالبها بترك الوظيفة بحجة حاجة العيال (و هو آخر واحد يسأل عنهم). ثم إذا ما تركت وظيفتها فإنها بذلك تسلب كل حريتها و تفقد كل وسائل الإعتماد على النفس ، لتلقي آخر سلاح بيدها و تستسلم للذل و المهانه.

هي يا سيدي من يجب أن يضحي و يصبر لأجل اولادها (أوليسوا أولاده هو أيضاً؟). لو لجأت لأهلها فلن تجد منهم الدعم لأنهم لا يريدون مشاكل و لا يزالون يعيشون بالعقلية القديمة التي تقدس النسيب و أسرته. لذلك تبقى ضحية للعدوان السلبي (passive aggression) الذي لو إشتكت حتى للجهات الرسمية فلن تجد لها عليه دليلاً. كل الجريمة تجري في الخفاء و بصمت و بعيداً عن كل العيون غير عين الواحد القهار.

بعد ان رسمت هذه الصورة القاتمة ، ما هو الحل يا د. السبعيي؟

و الله ما أدري. فعلاً ما أدري. هذه أزمة مجتمع و ليست أزمة إمرأة. المرأة الغربية تعيش أحياناً نفس الأزمة و تضطر للرضوخ لصالح الأولاد ، و لكن القانون يحميها في كثير من الأحيان إن شاءت اللجوء إليه. و لكن ما هو القانون الذي يحمي المرأة و هي التي تقع فريسة لظلم لا يرى النور؟

الحب و ما ادراك مالحب؟ أهو الحب حقيقة ما يجعل المرأة منهن تستسلم؟ أم أنها لا تجد خياراً ، و لا تفكر حتى في الطلاق و الزواج الثاني لأن وضعها سيكون أضعف و أسوء ، و هي التي تجر خلفها عدد من الأطفال الأبرياء أو المحرومة من أطفالها الذين تترقب رؤيتهم كل أسبوع مرة إن جاد عليها السيد الزوج السابق بذلك متفضلاً متكرماً بتركها تراهم دقائق معدودة تحرق قلبها فقط و هو ينتظرهم في السيارة عند الباب.

يا سبحان الله. ماذا بقي أمام هذه المرأة غير البقاء في عش الزوجية (بل خرابة الزوجية) و الإعتقاد بأنها تحبه. ألم نسمع بان الضحايا أحياناً يتوحدون مع مضطهديهم؟ و المخطوفين مع خاطفيهم؟ إنها ظاهرة نفسية معروفة تحصل في الحالات التي تكون فيها المعادلة لصالح طرف ضد طرف و ينعزل الطرفان عن العالم. يتعلق الطرف الأضعف بالطرف الأقوى لأنه يرى أنه الأقوى و يتوهم لا شعورياً بالأمان في ظل هذه القوة ، و الخوف من المجهول لو زالت أو هو تحداها.

أتمى أن لا أكون قد أثرت المواجع و أن لا أكون قد جانبت الصواب و السلام.


 

رد مع اقتباس