عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2005, 03:16 PM   #1
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 12-12-2024 (10:00 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
عندما يكون الجوع سيد المعركه



هذه قصة حقيقيه وواقعيه ، حصلت في قرية من القرى في بلدي قبل سنوات قريبه .

السؤال المهم قبل أن نبدأ بقراءة الموضوع ، هو :

ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه .؟؟؟

والد لأربعة اطفال ، يسكن في بيت متواضع جدا ، هو عبارة عن حجرة واحدة بجانبها المطبخ والحمام ، حمام صغير لا يتسع أن يدور به الانسان دورة كاملة .

في يوم من أيام الشتاء الباردة ، جلس صديقنا بين اولاده الاربعه وزوجته ، البطون فارغه ، لا يوجد ما يسد به رمق اطفاله ، حتى الخبز مفقود في بيتهم تلك الليله .
اسد الليل ستارته ، وقال لأبنائه أن ينامو ، أغطيتهم لا تكفيهم ، فراشهم على الأرض لا يكاد يحميهم من برودتها ، مدفأة لا يميزها عن الحجر غير اسمها ، لم يتم اشعالها منذ اكثر من اسبوع ، كانو يجلسون بالقرب من بعضهم وبجانبهم والدتهم ، يضعون على اكتافهم اغطية لا تكاد تحميهم صقيع الشتاء .
اطفال لا يعلمون سبب هذا القحط الجائر في بيتهم ،يتسائلون امام والدهم ووالدتهم ، لماذا لا نشعل المدفأه ؟ لماذا ليس لدينا طعام ؟ لماذا ليس لدينا تلفاز حالنا حال كل الاطفال ؟؟؟ لماذا ،،، لماذا ،،،، لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما في تلك الليله فكان الأمر مختلفا ، لم يكن هناك أي اسئلة مسموعه من الاطفال ، وكان هناك الف سؤال في اعينهم ، سينامون بدون عشاء ، جميعنا سننام بدون عشاء ، الحجرة اشبه بثلاجة للموتى ، وضعت الأم اطفالها حولها ، ملتصقون ببعضهم ، ورمت عليهم اغطيتهم ، وضلو يتململون يسارا ويمينا حتى جاءهم النوم ، ونامت الأسئله .
جلس الوالد بعيدا عنهم ، وقد وضع على كتفيه غطاءا يقيه قليلا من البرد ، بقي ينظر الى اطفاله وزوجته ، نامت اسئلتهم ، نامت عيونهم ، وتفتحت اسئلة الدنيا كلها على رأس الوالد ، لا تكاد دمعته تلامس مقلته حتى تتجلد ، يبكي ضعف الحال وجوع اطفاله ، يبكي بصوت مرتفع ، ما عاد يستطيع البكاء بصمت ، فخرج خارج غرفته ، فكان البرد اشد ايلاما ، جلس على الأرض ، وأخذ يبكي دون أن يسمعه احد ، جاءت منه نظرة الى بيوت القريه ، كل النوافذ مضائه، كل النوافذ تدل انها دافئة من الداخل ، كل البيوت تدل على أن اطفالها قد تناولو العشاء ، ويجلسون امام التلفاز لمشاهدة برامجهم المفضله ، كل الأطفال الآن ينامون وعلى وجوههم ابتسامه ، كل الاطفال ، وكل الأطفال ، وكل الاطفال ،
غير أن اطفالي مختلفون ، فأنا نصيبهم من الدنيا ، فنامو غير كل اطفال القريه .
اشتد عليه البرد ، واشتدت عليه الدنيا اكثر ، فوسوس له الشيطان ، نعم يجب أن تنتهي هذه المأساه .
ذهب الوالد الى المطبخ ، واستل سكينا قد تذبح بعيرا ، ووقف امام اطفاله وزوجته ، وقال لنفسه سأبدأ بذبح زوجتي اولا ، وثم اطفالي الأكبر فالأصغر ، وبعدها اذبح نفسي ،،، انتحار جماعي ، فالجوع اليوم قد انتصر .
اقترب من زوجته ، واقتربت معه السكين الى رقبتها ، ازاح عن رقبتها الغطاء ، وهم بذبحها ، فحين لامست السكين رقبتها ، شاهد اصغر اطفاله ولم ينم بعد ، كان عمر الطفل عاما واحدا تقريبا ، جاءت عين الطفل بعين أبيه ، فابتسم الطفل واغمض عينيه ونام ، يا لهذه الابتسامه كم قتلته ، عاد الوالد الى المطبخ والسكين معه ، لقد توقف عن استخدامها .
كيف سأقتل ابتسامة طفلي هذا ؟؟؟؟ وضع نفسه بين ابنائه ونام .

ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه ؟؟؟؟؟
ا
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس