امرأة وحيده
كم امرأة تعيش وحيده في مجتمعنا ألف. الفان . ثلاثة. ربما أربعه
أعتقده رقما تتخطى اصفاره الخمسة, بل و الستة. فالوحيدات في عالمنا كثيرات. هن لسن العازبات. ولا المطلقات. ولا العوانس و لا الأرامل
هؤلاء وحيدات بحكم الظروف. ينتظرن رجلا قد يأتي وقد لا يأتي.
المتزوجات في عالمنا كثير..
نصفهن وحيدات.. بل أكثر من النصف.
الوحيدة هي امرأة تعيش مع زوجها.. ولا تعيش.
تصنف كزوجه.. والزوج عنها بعيد.
هو محسوب عليها, ومحسوب على أبنائه. ويبقى غير موجود.
هو رجل يسبح في عالم بلا شطآن. قد يكون مع الأصدقاء. أو في العمل. أو مع نساء أخريات. لكن ليس مع الزوجة. عالمه متاح للجميع إلا للزوجة.
لاتهمه معاناتها. ويطلب مساعدتها إن عاندته الحياة.
لايهمه ما تطلب. لا يهمه ما تحب. يراها جميله عند الحاجة. ولا حاجه لها عند انتهاء الحاجة.
كثيرات هن كذلك. يعشن الوحدة في بيوتهن. تعرف معاناتهن من ابتسامه تئن في صمت.
حولهن الأبناء بلا أب.. والأب موجود!!
حولهن الخدم بلا رب للبيت.. ورب البيت موجود !!
لم تخلق العواطف على قارعة الطريق. ولم تنشأ في دار للأيتام. هي هبة سماوية.
تعلمنا كيف نعطف.كيف نحنو . وكيف نحب.
هذه العواطف هي جزء من الرجال. لكنها كل النساء.
إن استغنى عنها الرجل سار بدونها. وان تخلت عنها المرأة توقفت الحياة دونها.
يقول الشاعر الإنجليزي اليوت: (( لا تطلب المرأة رجلا تداعبه. ولا رجلا تعاشره. هي تطلب قلبا. ثم تطلب رجلا لهذا القلب )).
كثيرون هم الرجال وقليلة هي القلوب.
قد ترى المرأة ألفا, تعجب بمائه منهم. ثم تختبر عشرة منهم, ثم تختار واحدا..
تمنحه ما تشاء.
لن تختار الأجمل. ولا الاوسم. ولا الأطول ولا الأقصر. هي لا تقيس الرجل بحجمه. لكنها تقيس حجم قلبه. وصغيره هي قلوب الرجال.
إن اخطأت الاختيار, أخطأت الطريق الطويل. عندها ستسيره وحيدة في قافلة النساء الوحيدات.. وما اكثرهن.