إخوتي في الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
لقد دخلت هذا المنتدى ..لكي أساهم ولو بالقليل في مساعدة إخوتي وأخواتي في التخلص من مرض الوسواس القهري ..
لا لأني طبيبا نفسيا .. ولا لكوني عالما شرعيا ولا أكاديميا !!
ولكن لكوني أصبت بهذا الداء لمدة عشر سنوات حافلة بكل مايتخيله المرء من خوف ورعب ومعاناة وبكاء حتى كدت أن أصل إلى مرحلة اليأس عافانا الله وإياكم منها !!
فلذالك أرى أنني أقرب إلى الموسوس من غيره فمن ( ( شاهد) ) لا كمن سمع !! ومن يده في النار ليس كمن يده في الطين !!
ولقد عالجت موسوسين وشفوا بحمد الله .. لأني أنطلق معهم من منطلقات أنا خبرتها ومارستها وعانيتها ..!
ولقد طرقت في العلاج كل السبل ..! من علاج نفسي أو غيره .
واستخدمت مئات الطرق والأفكار للخلاص منه وفي النهاية خرجت بالعلاج بعد خبرة عشر سنوات !!
أخي الفاضل ..أختي الفاضلة :
أريد أن أعطيك نبذة بسيطة جدا ..
عن المعاناة التي وصلت إليها حتى تعلم نعمة الله عليك وأن الوسواس وإن كان عظيما وقديما
لا بد له من شفاء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ( ماجعل الله من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ) ) .
لقد أصبت بالمرض وأنا في نهاية المرحلة الثانوية في الطهارة والصلاة والعبادات كلها من صوم وحج وحتى غير العبادات من شك في كل شيء !!! حتى باسمي !!
المهم وصلت إلى مرحلة أني أجلس في الحمام جميع وقتي ولا أخرج إلا لكي أصلي ثم أعود بعد جهد جهيد إلى دورة المياه أعزكم الله مرة أخرى !! وهكذا حتى النوم ليس لي نصيب منه إلا القليل !!
وكنت من كثرة شكي !! أشك في أن الماء قد مس جسمي أم لا !!
فكنت أضع الصابون على جسمي ثم أنظر إليه ثم أصب الماء لكي أتأكد من وصول الماء بعد أن يزول الصابون !! ثم أشك هل وضعت صابونا أم لا !! وهكذا كنت أسير في حلقة مفرغة !!!
كان وزني ( 65 ) وكنت طويلا .. !
فنزل وزني إلى (51) !! وكان كل من رآني يشك فيّ في البداية لتغير شكلي وغيبتي عنه فترة طويله ( سواء في المنزل أو في دورة المياه ) !!
قرأت على نفسي وقرأ على مشائخ كثر .. زرت عشرين عالما ربانيا وجلست معهم ونصحوني !!
وعندما يملُّ مني الشيخ أذهب إلى غيره وهكذا حتى عرفني وملني أغلب العلماء !!
فبقيت لوحدي!!
بعد أن مل مني أهلي وزملائي ثم العلماء !!
زرت الأطباء النفسانيين ..سواءا كان سعوديا كطارق الحبيب أو عربيا كالدكتور سيد !! والنهاية .. !!
ساءت حالتي أكثر وأكثر !!
المهم وصلت إلى مرحلة أني أشم رائحة الأكل المتعفن !! وأعيد الوضوء ظنا مني أني قد أخرجت ريحا !! مع تأكدي من عدم خروج شيء مني !!
بل كنت لا أتوضا إلا بعد أن أضع جدول مناوبة مع أهلي.. كل وقت مع مرافق لي !!
ومع ذلك يمل مني ويذهب لعدم التفرغ !!
ثم أحاول الوضوء لوحدي.. تنتهي بحمد الله بكسر زجاج المغسلة فقط !! وبإصابات بسيطة في اليد والساعد !!
والله إني صادق فيما أقول و لا أمزح!!
بل إني أتكلم عن واقع أخفيت كثيرا منه حتى لا ترموني بالجنون !!
بل أرموني بالجنون ..لأن الجنون فنون .. !
فوالله الذي لا إله غيره أني كنت أنظر إلى الشمس وأشك هل هي طالعة أم لا .. بل إن ضوء الشمس يؤلمني .. وأحاول واقاوم الألم لأتأكد هل طلعت أم لا !!!!
قد تستغربون وتقولون وما الفائدة من رؤية الشمس !! فأقول :
لكي أنوي لصلاة الفجر هل هي أداء أم قضاء !! ! !
الوسواس يزيد وأنا مستسلم له !! حتى وصل الأمر أن بدأت أدعوا على نفسي بما يلي لكي أوقف الوسواس :
1- أدعوا على نفسي بالأمراض الفتاكة كالسرطان وغيره !
2- أدعوا على نفسي بالموت !!
3- أدعوا على نفسي بأن يميتني الله على الشرك والعياذ بالله !!!!!!!!
4- أدعوا على نفسي بأن يميتني على الكفر والعياذ بالله !!!!!!!
والله الذي لاإله غيره أني فعلت ذلك !!
فمثلا كنت أقول :
إن وسوست بعد اليوم فأسأل الله أن يبتليني بالأمراض الفتاكة !!
وهكذا .. حتى وصلت إلى مرحلة والله أني لم أجد دعوة توقفني عند حدي !!
والله لو ذكرت عشرة بالمائة مما كنت أفعل في عشر سنوات لما انتهيت !!
ولكن يكفي ماذكرت لكي تعرف حجم المأساة ومع ذلك شفيت بحمد الله !
قد يقول قائل .. أن المشكلة في عقلك أنت وقد تكون مجنونا أو نحو ذلك كقلة العقل أو غيره !!
فأقول والله لو تعلم ما أتمتع به من عقل ولله الحمد والمنه لتعجبت من كلامي السابق كله !!
فأنا تخرجت من الإبتدائية بامتياز ومن المتوسطة والثانوية بامتياز مع أني لا أذاكر إلا في يوم الإختبار النهائي فقط !
ثم تخرجت من الجامعة من كلية الشريعة بتقدير جيد جدا ..
وأنا أعمل الآن في عمل قيادي أدير فيه ما لا يقل عن 500 شخص بكل كفائة وتميز !!
فالمشكلة ليست في عقلي ولكن المشكلة أن الوسواس إذا تمادى الإنسان معه يوصله إلى مرحلة أشد من الجنون !!
الخلاصة .. أكتفي الآن بهذا القدر .. وهو شرح معاناتي وتقليعاتي وجنوني .. مع كوني عاقلا مدركا قد أصنف من أعقل الرجال ومع ذلك صدر مني ما صدر !
لكي تعلم أن الوسواس لا يمكن أن يتوقف عند حد .
وفي الحلقة القادمة سأتكلم عن رؤيتي عن مرض الوسواس وأسبابه ومصدره بحكم قراءاتي واستماعي من المشائخ والأطباء النفسانيين ومن ثم من تجربتي الطويلة .
إلى اللقاء ،،