الموضوع: ماذا أفعل؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2001, 09:47 PM   #4
أ.وفاء
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية أ.وفاء
أ.وفاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 55
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 20-03-2004 (10:16 PM)
 المشاركات : 353 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اختي العزيزة:بثينة
حقيقة كنت سأ ضع تعقيب على رد البروفسور.د.السبيعي،لكن جيد أنك ارسلتي مرة أخرى حتى يتسنى لي الرد مباشرة ان سمحتي لي.
أخيتي:الأنسان بفطرته يثور لما يتعرض له لكن كيف نوظف هذه الثورة ونهذ بها،حتى نحقق نوع من التوازن الداخلي لذواتنا.والعلاقات الأنسانية تقوم علىمبادى مهمة جدا اذاتدارسناها قدرت يا بثينة على العفو والتسامح بعون الله.
ومن هذه المبادى مثلا مبدأ الأخذ والعطاء ويعني اختصارا ماذا يريد الأخر مني وماذا أتوقع منه؟،فالأنسان غالبا يتوقع أن ياخذ بقد ر ماأعطى وهذا التوقع يجعل الفرد فى صراع دائم وحيرة مستمرة اضافة الى المجهود الفكري الذي يبذله لمواساة نفسه وتأ نيب الأخرين،لذلك فالبعد عن القطعيات والتعميمات مطلب ضروري،بمعني ادراك أن هناك فروقا فردية تجعل كل شخص يعطي ويفكر ويشعر بطريقة تكشف عن شخصيته بما فيها مستوى نضجه وطريقة تفكيره اضافة الى ضرورة أخذ المعايير البئية والا جتماعية فى الاعتبار، هذا يعني أن الأنسان يجدر به أن يتوقع الخير والشر وأن يكون تقبله لمن أمامه تقبل غير مشروط،كما يجدر بالشخص أن يعرف أن مستوى العطاء السلوكي الظاهر لايكشف بالضرورة عن مستوى المشاعر...فالبعض يكتفي بعطائه بكمية المشاعر التي يحتفظ بها من حب واحترام وتقدير ويعتقد أن هذا فقط ماعليه .
ومن المبادى كذلك ذكري نفسكي من حين لأخر أن لكل انسان عيوبه التي قديتعدى بها على الأخرين دون أن يتعمد أو يلاحظ الظلم و الأيذاء .
من منطلق هذا المبدأ على الأنسان ان يكون متوازن بين الأقتصاص لنفسه دون أن تظلم أحد وبين العفو والتسامح دون أن تظلم نفسك .
ومن المسلمات كذلك عدم تعميم خبراتك الفاشلة أو تجاربك غير الناجحة على علا قاتك القا ئمة أو علاقاتك المستقبلية بل وظفي ما تعلمتيه لتطوير مهاراتك الاجتماعية فى التعامل وتنمية مفهوم جيد عن الشخص الذي تتعاملين معه وتيقني أن لكل علاقة ظروف خاصة بها،وبالرغم من أن تكوين العلاقة الأنسانية مهم جدا الا أن الحفاظ على العلاقة هو الهدف ألاهم ولعل من المقترحات التي تسا عدك على الاحتفاظ بعلاقاتك هي الادراك الجيد للطبعية البشرية،ان الاختلاف أصل البشر حتى انك لو تمعنتي ذاتك لوجدتي أن ما يرضيك قد يزعجك فى وقت أخر وأن ماكنت توافقين عليه قد تمانعيه تحت ظروف معينة ومع أناس مختلفين،هذا الأدراك الجيد يساعدك فى استيعاب أكبر عدد ممكن من زلات الشخص الذي تتعاملين معه،استيعاب يريحك وطمئنه ،يستند على اعتبار مهم ،أن كل منا مسؤل عن الأخر فى كثير من الأحيان يحتويه ويوجهه ويأخذ بيديه ويختلف معه للوصول الى آ راء متكاملة وشاملة أصلها المشاركة فى الحوار والأختلاف فى وجهات النظر .
النقطة المهمة التي اود التنويه اليها أن ليس كل الناس بدرجة واحدة من ألأهمية فى حياتك الا أن الأسلام من شموليته ومنطقه الروحاني المتميز بنى العلاقات على حقوق اساسية حق للفرد على الفرد وحق لله فىهذا الفرد فأوجب مثلا رد التحية بأحسن منها وتشميت العاطس وعيادة المريض واجابة الدعوة الى الافساح فى المجالس مرورا بالكلمة الطيبة بل ان تبسم المسلم فى وجه المسلم صدقة كل ذلك لتوطيد العلاقات وبنائها على اسس شرعية وانسانية قادرة على هدم عدد كبير من المشاعر السئية من كره وحسد وغيرة وتصييد اخطاء وتخطيط للانتقام وذلك فى حالة الأخذ بها واحتساب الأجر الذى يجعلكي قادرة على تخطي وتجاوز كل تلك المداخلات السيئة والمزجة.
واضح من رسالتك أن خيبة أملك كانت فى شخص عزيزوقريب وهي لاشك التجربة الأقوى والأصعب لكن القوة الحقيقة تتمثل فى قدرتك على العفو والتسامح.
وفقك الله ويسر أمرك ،وشكرا لك مشاركتك الفاعلة الهامة