نفساني - عرض مشاركة واحدة

06-04-2002, 08:52 PM

بصــــــراحة موضوعك عن المطلّقة, بــــــدّدَ أحلامي الورديّة,وتطلّعــــاتي الزمرّديــــة,فأصبح على شفتي المطبقتين ســـــــؤال,وفي جفنـــي مقـــال,أحــــــرف الحـــــب صمتت على محيـــّاي,وقصــــائد الغـــرام حارت على ريّــــــاي.

رأيتُ عنتـــــرة وقد فُتِن بعبلة,فـــرأى بريق السيوف كثغــــرها فقاتَل,ورأى ســـواد الهول كشعــــرها فنَـــازل...كما رأيتُ الشجـــاع يطرح الكمــاة,ويهــزم الرمــــاة,وإذا قَــصدُه امرأة...
قرأت عن حب مجنون ليلى ,ومحبوب سلمى,ومعشــوق عفــرا.
عنــــدها استشفّيت أنه بالحب ترتسم على الثغرة البسمة,وتنطلق من الفــجر النسمة,وتشــدو الطيور بالنغمة.
والــــزواج هو ذلك الشئ الذي ينسج هذه العلاقة,فتتآلف به المجّــرة,وتدوم به المسّـــرة,لأنني أعلم أن بيت لا يقوم على الحب مهــدوم,وجيش لا يحمل الحب مهــزوم.

لـــــــكن مالذي جــــرى فجعـل الرجــال أهل مكر ودهــاء وطيش وجفــاء,فتجدينَ منهم طبـائع منكرة,من الغلظة والشدة,والضيــق والحــدّة.

ياتــرى هل صحيح ما قالة الأشيــاخ,أن الإنســان يتأثر بالتضاريــس والمنــاخ,فيكون أهل الصحراء ,أهل الجفــاء,وكلّما قربوا من خط الإستــواء,كثرت حدّتهــم والبغضــاء,بينما أهل الأرض الخضــراء, أهل الرقّة والرواء,واللطف والوفاء.
لكن العجيب أن رسولنا من جزيرة العرب,فكان خير الخلق في الأدب,حيث كان أفضل الأزواج,يملأ البيت أنساً ومزاحا ,وبشرا وأفراحــا,طيّب الشذى ,عديم الأذى,لطيف المعشر,جميل المظهر,من حبه للبنات,وعطفه على الضعيفات , يحمل أمــامة,وهو في الإمامــة,فإذا سجد وضعها ,وإذا قام رفعها,كان يقوم لفاطمة الزهراء,ويجلسها مكانه,ويطأ لها أركانــه,فكأن سرور الحياة صب عليها,وكأن الدنيا ملك يديها.
إذاً لربما كان هناك سبب آخر مقنــع ,يبرر تصرّفات رجالنا المدقع.

لكن هيهات تذكرتُ قول المصطفى:من بدا جفــا,فأعتقدتُ إنني حللت العقدة ,وانكشفت عني الشدّة ,فعليّ بأهل المدن والحواضــر فهم بالتأكيد أهل رقّة,وفي النظر أهل دقه, وإلاّ لما أرسل الله من القرى الحاضرة,رسله بالشرائع الطاهرة,......................لكن رأيتُ المشاكل مازالت قائمة,فعدتُ من جديد هائمة.

هـــــــم ياعذراء لم يعرفوا أن المرأةهي الجنس اللطيف,والنوع الظريف،سبابها سراب،وغضبها عتاب,هي الزوج الحنون,صاحبة الشجون,خير من بكى ورثى,وأفجع من تألم وشكى...لم يعلموا أن غياب المرأة من الحياة وأد للسرور,واختفـاؤها في مهرجــان الدنيا قتل للحبــور.
صحيــح أنه لو جُعلت لها الكنوز مهرا,وقُمتَ على رأسها بالخدمة شهرا,ثم رأت منك ذنبا قليلا،قالت مارأيت منك جميلا.
لكن صدّقوني هي صحيفة بيضاء ,يكتب فيها الرجل ما يشاء,من حب وعتاب ,وغضب وسباب,يا اخواني كلامها السحر الحلال,ولفظها العسل السيّال,بسمتها ألذ من العنب و التوت,وهي أسحر من هاروت وماروت.

يا أحبــائي كــان آدم في الجنّة بلا أنيس ولا جليس,فطالت وحشته,وصعبت عليه غربته,فخلق الله له حـــــــواء,فتم بينهم الصفــاء والوفــاء,وجميل العِشرة والإحتفــاء.

فرفقـــاً بالقوارير,فأنـــهن مثل العصــافير.

تحيـــاتي للجميــــــــــــــــــــع.

المصدر: نفساني