بسكم دلع ... ما يمشون إلا بالعين الحمرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحكي لكم هذه القصة و التي يكون مضمونها ( بسكم دلع )
في يوم تجمع الاسرة في بيت الجد حفظه الله . واجهت خالتي مشكلة
و هي بأن ابنتها البالغة من العمر 4 سنوات و التي جاءت بعد10سنوات من
الصبر و الدعاء . ترفض الأكل ... حاول كل من في قاعة الطعام للعشاء أن
يشجعوها للأكل . حاولت ان أبين لخالتي بانه لا جدوى من أن تدلليها
إن أرادت الأكل فالأكل أمامها و لن تموت من الجوع .
لكنها ردت على و صوتها يرتجف و كأنها تشارف على البكاء : لا بل سوف
تموت من الجوع ألا يرى لك عظمها الواضح ؟ إنها لا تأكل .
لا حظت على ابنه خالتي الصغيرة بانها تنظر إلى الحضور و تستمر في رفضها .
فقلت لخالتي : إنظري إنها فقط تريد إثبات وجودها .
لم يعطي حديثي نفعه معها . لكني عاهدتها بأن تركتها عندي يوم واحد فقط
بأنها سوف تكون شخص آخر .
و جيئ ببنة خالتي الساعة السابعة صباحا من اليوم التالي لبيتنا .
و ضع الفطور . ناديناها للطعام فلم تستجب ( عطيناها طاااااااااااااااف)
و جاء وقت الغداء و ناديناها للطعام فلم تستجب ( و عطيناها طااااااااف)
في الساعة الرابعة عصرا أصبحت تنادي ببعض الوجبات السريعة
( بطاط ...بعض الحلويات ... بالمختصر قشابير )
فصرنا نقول لها لقد فات وقت الطعام و ليس هناك وجبات خفيفة بين
الوجبات الأساسية . لقد جنيت على نفسك ...
أصبحت تصرخ و تبكي ( أنا يوعانة أبي كاكاو ) .
و كنا جميعا ( ما بذنّا ماي )
و استمرت بالبكاء لحين نطقت أخيرا ( أبي ماما )
أتينا لمربط الفرس .
طبعا ما خليناها تموت من الجوع . بس قلنا لها : ( عندج ثلاث وجبات رئيسة
و حتى في بيت ماما ثلاث وجبات و إن ما كليتي مع الناس ماكو أكل تالي )
و جيء بالرسالة بعد يومين من خالتي و هي تشكرني و تقول لي
لقد أصبحت تنتظر الوجبات و كلما رأيت فيها بأنها تحاول أن تتلاعب علي
صحت عليها بأنه لا يوجد طعام بعد الوجبات و أني سوف أذهب بك لبيت ( لوكا).
انتهت القصة .
الطفل في هذا السن يحب أن يثبت نفسة و أن تكون جميع أوامره مطاعة
لا تعطونهم وجه كثير لأن مرد التدلل هذا ابيرجع عليكم .
أصل العيال ما ابيمشوش إلا بالعين الحمرا .
و لا أنكر بأنه لا بد من وجود بعض الحنان و الحب المتبادل مع الأطفال
لكي لا يشعروا بالنقص و قد يؤدي ذاك النقص إلى انحراف في السلوكيات
مستقبلا و تأثيره السلبي على نفسية الطفل .
لكن يجب أن تعلموه الالتزام بالقوانين حتى يكون مفيد للمجتمع مستقبلا .
و شكرا
|