الى الاخت الفاضلة / رشا التويجرى
الاخت الفاضلة / رشا ...أشكرك على أحساسك بى ..وفعلا الحمد لله أنا كذلك كما ذكرت
ولكن قليل من الناس هم الذين يستشعرون رقة مشاعرى ..والتى من سهل جرحها ولو بدون قصد ..وهذه مشكلة لوحدها ..المهم أنى أعانى أكثر من مشكلة فى حياتى ولكنها أهمها الان هو رعايتى لوالدتى المريضة ..وأحساسى بأكتئاب شديد لانها ملازمة الرعاية المركزة بالمستشفى منذ فترة طويلة ..واحساسى أنها تقترب من النهاية ..فليس لى بعض الله سبحانه وتعالى الا هى ..وأشعر بالتمزق مابين التقصير فى حق بيتى وأولادى وحرمانهم من مجرد السفر لمدة يوم واحد فقط لتغير جو قبل بدء الدراسة ..لان وقتى لا يسمح بذلك ..ما بين عمل صباحا ..وزيارة أمى بالمستشفى قبل ذهابى للعمل وبعده ..غير أن أزورها أيضا فى المساء أذا سمح الوقت ..وأيضا مابين رعاية أبى أيضا والسؤال عليه ..غير درووس أولادى الذين لم أذاكر لهم ..واضطرارى لاعطائى لهم درووس خصوصية داخل المنزل وخارجه ...ففى الاسبوع الماضى كل من يرانى فى
عملى يسألنى ماذا بك ؟ وأقول لا شىء ؟؟ وأحاول جاهدة أن أضيف جو من المرح كعادتى معهم ..ولكن مرة واحدة أنهارت فى بكاء مستمر . وغير قادرة على وقف فيضان الدموع المستمرة ..وتكلمت لاول مرة لاقول أنا تعبت أنا غير قادرة على أن أقوم بواجباتى نحو أبى ونحو أمى ونحو بيتى ونحو نفسى ..أنا تعبت ...ولا يوجد أحد متحمل معى جزء من المسئولية سوى أخى أعطاه الله الصحة والستر ..أما أختى وهى التى تسكن مع أمى فى نفس المنزل ..أنانية ..أعتمدت علىّ فى كل شىء ..وتنصلت حتى من السؤال عن أبى بحجة أنشغالها بعملها الذى تذهب اليه خارج المدينة ثلاثة أيام فى الاسبوع فقط ..أنها حتى عندما تفكر أن تزور أمى تزورها بعد أنجاز كل شىء فى بيتها
..والان هى تركت كل شىء وراءها وذهبت مع زوجها للسفر والتنزه ..
أننى كلمت أمى وقلت لها لقد أعطيت أختى الكثير والكثير وأكثر مما أعطيتنى وجاء وقت
رد العطاء ..أو المشاركة فيه معنا ..ولكن أختى لا تحب سوى نفسها ومصلحتها فقط ..لقد سعت أمى الى أن تسكن أختى معها بالمنزل فى حين أنها رفضت أن أسكن معها بالرغم من توافر شقة مستقلة ..الان أحمد الله أننى جاهدت نفسى ورعيت أمى وأبى نعم الرعاية ويدعون لى دائما بالستر فى الدنيا وفى الاخرة ...الان أمى تحاول جاهدة بالرغم من مرضها أن ترضينى بجميع الطرق لانها تعلم جيدا أنها ظلمتنى كثيرا وفضلت أختى على ّ وهى الان التى فضلتها لا ترعى الله فيها ..أحمد الله سبحانه وتعالى عندما تجلس أمى وحيدة ..تظل تردد متى سأحضر اليها مرة ثانية بالرغم من مرور ساعات قصيرة لتركى لها وحدها ولكن أستشعر أنها تريدنى بجوارها طوال الوقت ..وأحمد الله سبحانه وتعالى لم أدخر فى وسعى أو فى وقتى شىء الا قضيته عندها ..أشعر الان انها تحاول أن تعوضنى عن ظلمها لى ...فأجيبها لقد سامحتك يا أمى من زمان لوجه الله تعالى ..تحاول أن تعطينى مال ..أقول لها ..الحمد لله ربنا ساترنى ..معى ما يكفينى ..ولكن ينقصنى راضاك عنى ودعواتك لى ...
أخيرا أحب أن أقول للذين يميزوا بعض الاخوة عن البعض الاخر ..أنك ستترك لهم الكراهية ..وأيضا لا تعلمون من هو أكثر نفعا لكم فى المستقبل ..
وأستغفر الله وأتوب اليه ...سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك ..
|