نفساني - عرض مشاركة واحدة

24-09-2005, 08:03 PM

صديقي العزيز ثااامر .. السلام عليكم ورحمة الله ..
أكتب أليك هذه الأسطر وانا في نشوة الأحتفال باليوم الوطني لمملكتي ..
جتني قبل شوي رسالة من صديق .. تقول الرسالة ..
" مجموعة من الشباب ذهبوا لمحافظ منطقتهم وقالوا له ياطويل العمر صلاة العيد اليوم ستقام وين ؟ !!
أسمع يا ابا سعد ..
لاأخفيك سرا انني أعيش هذه الحالة من 3 اعوام .. يرن هاتف الجوال وقبل أن أشاهد الرقم أتوقع أنها شقيقتي الكبيرة مثلا ويا سبحان الله يطلع رقمها بالفعل ..
خذ مثال ثاني ، أذهب للعمل وأتوقع أن يقابلني الحارس ويبلغني خبر حزين .. وبالفعل بعدما ادخل للعمل واقوم بتوقيع الحضور أشوف وجهه متكدر اقول له يا بوعلي وش فيك اليوم خير عسى أم علي مامكدرة خاطر اليوم بعد .. يقول عظم الله أجرك في المسن ....
أخي ثااامر :
سألت رجلا كبيرا في السن وهو مصري الجنسية ويعيش في كفر الطويلة في المنصورة في مصر عن هذه الحالة اثناء وجودي في هذا الصيف هناك وقال لي : بسم الله ماشاء الله ياعمنا الشيخ دنت وصلت ..
وسألت أمرأة كبيرة في السن أثناء دردشتي معها عن هذا الأمر وقالت لي : تعوذ بالله من الشيطان ولاتنام ياوليدي ألا وانت طاهر ..
وكنت في الطائرة أتكلم مع أخ يركب بجانبي وكنت نتجاذب الحديث وجائت سيرة هذا الأمر وقال لي أنه نتاج الأبداع في أمر ما ..!!
عندها علمت انه كذاب لأنه لايعلم ان الأبداع في الشرق وانا في الغرب ..
قلت له : أيه ؟
قال لي هذه صفة يتصف بها من يحملون جينات أبداعية في مهنة أو حرفة او تصرف سلوكي ..
تعال يا ثامر لأحدثك ماذا أعني :
الأمر الأبداعي ليس إلا رؤية الفرد لظاهرة ما بطريقة جديدة لذلك يمكن القول إن توقع الشيء ثم حصوله بعد فترة وجيزة يتطلب القدرة على الإحساس بوجود مشكلة تتطلب المعالجة من تصرف سابق مثلا ..ومن ثم القدرة على التفكير بشكل مختلف ومبدع ومن ثم إيجاد الحل المناسب.
يعني :
الظروف المتغيرة التي يعيشها الناس اليوم تحتم عليهم أن يبنوا آمالا من الأماني كأن يكونوا اغنياء مثلا أو حكاما أو أصحاب مهنة مشهورة كاللاعبين او المطربين أو غيرهم .. فقد تتحقق بعض هذه الأماني بسبب دعوة صادقة من شخص لم يخطر على بالك من هو ، أو يكون فرصة ذهبية كنت قد قمت بزرع بذرتها ووافقت أن تقع الآن ..

تعال معي نحو مثال آخر يحبه قلبك ..
ويليام شكسبير أظنك تعرفه او سمعت بأسمه ، ولكنني متيقن أنه لايعرفك وهو بذلك قد خسر صحبتك الطيبة ..!!
ويليام شكسبير كاتب المسرحيه الشهيرة (تاجر البندقية) نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تتوقع ياخوي ياثامر أنه لم يكتبها من فراغ وانما كتبها لوجود ظروف معينة ساهمت في اخراج مثل هذا العمل المتميز في دماغه وذلك كتب فصول المسرحية بايحاءات شوارع مدينة البندقية الشهيرة وبدا يتخيل أمورا مخمرة في مخيخه ويندهش عندما يراها حقيقة في صباح اليوم الثاني , وأخذ يتصور المدينة بانها مدينة الناس الطيبيين وبدأ يتصور انها ملئا بأنغام دومينكو ولفيفالدي وفرقة البلاتزر والغناء الاوبرالي والتراث الذي يحبه اهله ..
وفعلا عاش على هذا التصور حتى أصبح المحيطون به هم من اختاره عقله وهذا الذي يطلق عليه عالم الأفكار ..
بعد نهاية المسرحية بسنوات طويلة بدأ الطليان عندما يسمعوا فرقة البلاتزر مثلا يتوقعون أنهم يعيشون مع تاجر البندقية وشكسبير وبدأ الناس حلمون انهم في العصور الجميلة ..

كثير من الأحلام لاتتحقق اخي العزيز في الواقع ، وأنما تتحقق في العقل الباطن وفق الورق احيانا ..

نخلص أن نتيجة هذا الأمر عزيزي الكريم هو :
فتشّ عن أبداع داخلي تمارسه في الحقيقة لافي الخيال وتيقن أن هذا هو نتاج ماتراه بعد لحظات في الواقع ..
أسال الله أن يوفقنا واياكم لكل ابداع يوافق كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..

دمت لمحبيك ..