نفساني - عرض مشاركة واحدة

15-04-2002, 08:38 AM

يبدو يا سيدتي دره: ان هناك مشكلة في أفكارك و رغباتك و التي تلقي بظلالها على علاقاتك. دعيني اسوق لك بعض الأمثلة مما كتبت في رسالتك:
"لا أتعاطف معهن في المشاكل فأنا جافه نوعا ما معهن
بعضهن تحب سماع الأفراح الإسلامية و أنا أرفض ذلك و البعض تحب الأناشيد و أنا أرفض ذلك لا أحب التكييف و هن يحببنه المشكلة أني الوحيدة التي لا ترغب في هذه الأشياء "
و هناك العديد من المثلة التي سقتيها. أنت تخاصمين هذه و توبخين تلك و تعارضين الأخرى و بمختصر العابرة تريدين أن تسيريهن جميعاً على مزاجك.
إسمحي لي على صراحتي فأنت لا تحبين المجاملة. لقد نصًبت نفسك عسكرياً ، بل حاكماً يسير شئون الجميع. أنسيت أنهن زميلات و لسن طالبات (مع دعواتي لطالباتك بالأجر). أنت يا سيدتي لا تقبلين التصرفات المختلفة من الناس ، تريدينهم نسخة مستنسخة منك و هذا غير وارد. الناس لا بد أن يناضلوا من أجل حرياتهم و التعبير عن ما يريدون (مثلك تماماً) إلا أنك تعطين نفسك حقاً في منع الأغاني الإسلامية و إطفاء المكيف و الجفاء في المعاملة ، بينما تحرمينهن من حق اللهو البريء و إشعال المكيف عندما يشعرن بالحر و التعاطف مع بعضهن البعض. لم هذه الأنانية؟ و لم هذا التعالي؟

أنا أعلم أنك لا تقصدين الأنانية و التعالي عليهن فلا تغضبي مني و لكن هكذا تبدين أنت لهن.

و التيجة:
"أصبحت إحداهن تتحين الفرصة حتى ترميني بالكلام اللاذع و أنا أتقبلها بكل سعة صدر حتى أقهرها الأخرى تقول أنت تستقصديني " و الثالثة ... و الرابعة....

لقد خسرت الجميع لأنك بسساطة و كما قلت بنفسك: "المهم أشعر أني على حق في جميع تصرفاتي و لكنهن ........ "

هناك إختلاف في الرؤى و لعل هذا من خير الله علينا ان تنوعت افكارنا و سلوكياتنا و مشاربنا و ... لم لا تدعين فرصة لهذا التنوع و تقبليه. كثير من الأمور قد لا نحبها و لكننا لا نفرض على الآخرين التخلي عنها لأننها ببساطة شديدة ليست من شأننا.
ما يمس بك مباشرة لا تتخلي عنه و قفي بقوة لحماية حقوقك (مثل أن يطلب منك عمل غير عملك). و لكن الأمور العامة مثل المكيف و التأخر في الخروج و ... فهي تمس الجميع فلا تكوني دائما محامية الشر و الشيطان. ما دام يضر بالباقين فدعيهم يأخذوا دورهم في الحديث مع هذه المتأخرة.

لا يفوتني أن أقول أن اسلوبك الجاف إضافة إلى تدخلك و فرض وصايتك على زميلاتك و محاولتك تطويعهن جميعاً لما تريدين، هذا الأسلوب يحتاج لتعديل. كثير من الأمور يمكن أن تتغير بالكلمة الطيبة و التوجيه اللطيف أو حتى السكوت و الإكتفاء بنظرة ذات معنى.

وفقك الله و أكرر إعتذاري عن صراحتي في الرد و الوصف و التعبير. و السلام.