عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2001, 10:50 AM   #19
نوادر
عضو


الصورة الرمزية نوادر
نوادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  08 2001
 أخر زيارة : 17-05-2002 (12:02 PM)
 المشاركات : 10 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


هلا

.. فالحب الذي يربط بين الزوجين ليس أوراق ملونة ومعطرة كما يتوهم بعض المراهقين إنه بيت وأولاد وتبعات وهدف سامي بل أن الزواج بحلوه ومره اجمل مما يرسمه خيال بعض الحالمين
والحب الذي اكتب عنه هو المودة بين الزوجين والتي اخبر الله عنها قال(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والمودة هي المحبة قال ابن عباس المودة هي حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء وقال ابن كثير : وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة

اوهام الحب :
الاندفاع وراء أوهام الحب أمر يجب التنبه له ولخطورته فهو خداع فني وزيف إعلامي تدغدغ به العواطف وتثار به المشاعر فالحب الحقيقي لا يمكن اكتشاف ظهوره إلا بعد الزواج حيث تتاح الفرصة الحقيقية لإظهار المودة وتبادل المنافع وترجمة الكلمات المعسولة إلى عمل والعقد الشرعي دليل على جدية هذا الحب ودليل على صدق النوايا والمشاعر والعواطف فالحب الجاد رجولة وتحمل للمسئولية أما قبل هذا كله ففي إدعاء الحب نظر فالتغني والتغزل سهل ميسر لكل مدعِ ولو أُعطي الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي فلا يصدق الحب ولا يتم إلا بعد الزواج فبه تسكن النفس من الصراع ويكف النظر عن التطلع للحرام وتطمئن العواطف فتخرج صادقة بريئة بما احل الله فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج وأما الحب الذي يصوره لنا الغناء والقصص والمسلسلات ما هو إلا نسيج أحلام تنشأ عن الأماني والتصورات ويجعل الإنسان يرى في من يحب صورة الرجل المثالي أو المرأة المثالية التي لا يمكن أن يحياها الإنسان في عالم الواقع والحقائق تقف في طريقه حجر عثرة ومن أجل ذلك كان اكثر الناس فشلا في الزواج ممن يسمون بالفنانين

هل الزواج مقبرة الحب؟

هذه مقولة لأهل الشهوات والفطر المنحرفة وهو قول مقتبس من المثل الأوروبي (أول أيام الزواج غالباً هي آخر أيام الحب) وهذا يحكي واقع المجتمعات الكافرة والفوضى الجنسية هناك وقد سار على نهجهم من تربى على أفلامهم من أبناء وبنات المسلمين بل الحق والحقيقة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لم يرى للمتحابين مثل النكاح ) أخرجه ابن ماجة
والزواج سكن نفسي وتفريغ جنسي مقترن بالحب وشعور الأمن وعدم الخوف ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل حال وفي كل وقت وإحساس بتسامي العواطف وبعدها عن الانتهازية والتزييف ولا يمكن أن يتحقق ذلك في العلاقات الفاجرة العابرة الآثمة مهما زخرفت والمودة الصادقة والحب الحقيقي يتجلى في الحياة الزوجية والبناء الشرعي فأنس الزوجة بزوجها والزوج بزوجته وراحتهما النفسية إذا وفق الله وجمع بين القلبين بخير لا يدانيه أنس بعد الأنس بالله ولا يماثله شيء حتى ولو الأنس بالأهل والاقربين لقطرة ماء حتى وإن كانت ملوثة أو قاتلة معتقداً انه سيطفئ ظمأه ولو للحظة واحدة ثم يفارق الحياة بعدها

الحب وحده لا يكفي :
هناك مجتمعات همها من الزواج فقط المتعة ولا ترى في الحياة الزوجية سوى العشق والغرام وإلا فلا تستحق تلك الحياة الاستمرار (بزعمهم) ولذا سرعان ما يغير الزوجان أو أحدهما بعاشق جديد وهكذا
أما المجتمع المسلم فلا يهمل جانب المتعة والمحبة بين الزوجين بل يؤكد عليه دائماً ولكن هناك أهداف أخرى للحياة الزوجية ومن أهمها أن نحسن تربية الأولاد وإحصان الفرج وإتمام الدين وتعارف الأسر وتقاربها وهذا مقدم على مجرد المتعة والعشق ولا تعارض بينها لكن لو لم توجد المودة والمحبة فليس هذا نهاية الحياة الزوجية وعدم نجاح الزواج ويتضح هذا في قول الله عز وجل : (وجعل بينكم مودة ورحمة ) فقد بنى الله العلاقة بين الزوجين على أساسين المودة والرحمة فالمودة = المحبة .. إذا نمت بين الزوجين تمت السعادة واكتمل التوافق فإن الحب يقضي على كل نقص ويغطي كل عيب وإذا نقصت المودة ـ لم يكن هناك حب ـ أو ضعفت فإن شيئا آخر يحفظ الحياة الزوجية ويسيرها ويكون السبب في بقاء العشرة وسلامتها وهو الرحمة فالله لم يقل سبحانه محبة فقط بل قال ورحمة ..قال ابن كثير رحمه الله : ورحمة . وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها أن يكون له منها ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق .
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن البيوت لم تبنى كلها على المودة وقد بني كثير منها على الستر والتذمم.
وبعض البيوت لا يوجد فيها حب ولا كره فهي قائمة بالمعروف وحسن المعاشرة (( وعاشروهن بالمعروف ))
يقول الطنطاوي رحمه الله : والحب عاطفة عابرة تدوم مادامت الرغبة والامتناع فإن زاال أحدهما زالت... فإن كان اللقاء لم يبقى الحب.. لأنه يختنق تحت اللحاف ومن هنا يستبين أن الزواج إن بني على الحب وحده لم يكن فيه خير ولو أن المجنون تزوج ليلى زواج عاطفة فقط بلا مراعاة مصلحة ولا نظر في كفاءة لكان بينهما بعد ثلاث سنين دعوى تفريق ..
وقد جاء في بعض الإحصائيات أن الزيجات التي تبنى على الميل العاطفي (الحب) انتهت بالطلاق .. والسبب أن من يحب لا يقيم الأخر بل ينظر إليه بعين العاطفة والميل الشديد إليه ولا ينظر إليه بعين العقل والتروي والتثبت وبعد الزواج وبعد هدوء العاطفة ينكشف الغطاء وتتلاشى الأحلام بعكس الزواج الأخر حيث التثبت والسؤال وجمع المعلومات والمشاركة من قبل الأهل والإخوان في تقييم هذا الشخص أي كان رجلا كان أو امرأة .. فلا يكفي الحب وحده لضمان الزواج الناجح كما انه من الممكن أن ينج الزواج ولو لم يكن هناك حب إذا كان هناك رحمة واحترام وتقدير .. كما قال الله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة ) وهذا من رحمة الله جل في علاه
بالمودة والمحبة والتفاهم يكون التعاون بين الزوجين على الصلاح والطاعة الخير فالمودة بين الزوجين صلة بين مختلفين ليتكاملا به فيغدوا بالحب كالكائن الواحد فالحياة الزوجية كائن حي يولد ويحيى ويموت وهذا الكائن يعيش ويتغذى من تفاهم عقلين وتعاطف قلبين وتجتذب جسمين

مدي يديك لمجنة مشتاق ...........مازال يرسم لوحة الأشواق
لا تتركيه على الشواطئ حائرا...... والموج يسحبه إلى الأعماق
عودي إليه فإن حبك لهفة............ مغروسة في قلبه الخفاق
تسقى بماء العفاف وحولها.......... بنيت قلاع تقارب وتلاقي
مدي إليه يداً تداوي جرحه ......... وتريه في الرمضاء بسمة ساق
لا تتركيه يعيش في دوامة ......... تبني له في الوهم عشر طباق
ريحانة القلب ما سطرت .......... أقلام أحزاني على أحدقي
وارعي مواثيق المودة إنما ....... طبع الوفي رعاية الميثاق
ليس الخلاف هو النهاية بيننا ......... كم من خلاف كان درب وفاق

( المودة والمحبة بين الزوجين)

وغياب هذا الأمر أو فتوره سبب رئيس للفتور والملل في الحياة الزوجية ويزيد الطين بلة والأمر علة أننا نعيش عصر جنون الإعلام بوسائله وسعار الجنس والشهوة وأفلام الحب والعشق والغرام .


 

رد مع اقتباس