20-04-2002, 01:05 PM
|
#4
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 727
|
تاريخ التسجيل : 09 2001
|
أخر زيارة : 22-06-2014 (09:55 AM)
|
المشاركات :
3,190 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وقد يبدو هذا الأمر، لدى البعض على الأقل، اقرب إلى الخيال منه إلى الواقع. ولكن ليطمئن هذا البعض بان الأمر حقيقة لا خيال، وواقع وليس افتراض.
نعم يستطيع العقل اللاواعي تحقيق كل ما يريده أو يحتاجه الإنسان من الماديات وغير الماديات. والتجربة هي الفيصل في الأمر أولا وأخيرا.
فإذا كنت أيها القارئ تريد حل مشكلاتك المادية، وإذا كنت تريد الحصول على مزيد من المال، أو السكن، أو المركب، أو غير ذلك فان بإمكان عقلك اللاواعي تحقيق ذلك بطريقة مذهلة واكثر بكثير مما تتوقعه أو تتصوره.
وقد تسأل سؤالا وجيها، وهو: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يستعمل الناس هذه الطريقة ويخرجوا مما هم فيه من الشقاء والبؤس، ومن الفقر والعوز؟
والجواب بسيط جدا: إن ليس جميع الناس يعرفون أو يدركون هذا السر الكبير، سر العقل اللاواعي. ومن يعرفه منهم لا يستخدمه استخداما صحيحا، أو انه غير مقتنع به أو واثق من جدواه.
ذلك فإن الإيمان بهذه الطاقة الكامنة، وبقدرتها الكبيرة على التغيير هو شرط أساس لاستخدامها.
أما أولئك الذين عرفوا هذا الكنز الثمين، واقتنعوا به، واستخدموه بالشكل الصحيح فانهم محققون ما يرونه بإذن الله. وهؤلاء هم الرجال الناجحون في الحياة، سواء كان مقياس النجاح هو الغنى والثروة، أم القيادة والزعامة، أم الإبداع والابتكار، أم البطولة الفذة، أم السعادة الغامرة، أم الصحة الوافرة، أم الاحترام والحب والتقدير من الآخرين. فكل ذلك نجاح. وأولويات كل إنسان تختلف عن أولويات غيره. فأقصى ما يتمناه الرياضي هو أن يحقق سبقا رياضيا، أو رقما قياسيا، وأقصى ما يريده رجل الأعمال هو أن تكون صفقاته ناجحة مربحة، وأقصى ما يهدف إليه المهندس المعماري هو أن يصمم عمارة جميلة يشار إليها بالبنان، وهكذا.
مفهوم الغنى والثروة
الغنى مفهوم نسبي، وكذلك الثروة. أما المال فهو وسيلة وليس غاية. ومن حقك أن تكون غنيا، وان تكون ثريا، وان تكون ذا مال. لا عيب في ذلك. فالحصول على المال والثروة بالطرق المشروعة هو هدف مشروع، والتمتع بالمال والثروة على الوجه الصحيح هو أمر مشروع أيضا.
ولكن العيب هو في إساءة الفهم للغنى والثروة والمال. ويجب أن يكون معلوما أن من شروط السعادة الإنسانية أن تكون أهدافك المادية والمعنوية منسجمة مع بعضها البعض. وفي هذا الانسجام معان دقيقة قد تغيب عن البعض. ومن ذلك أن الأهداف المعنوية تدور على الفضائل الإنسانية: الشجاعة، والكرم، والتواضع، والنبل، والشرف، والأمانة، والعفة، والصدق، والإخلاص، والإيثار، وحب الخير، وغوث الملهوف، ومساعدة الفقير والمحتاج ...
وقد تستغرب إذا قلت لك أن من متطلبات الغنى والثراء أن تكون كريما سخيا معطاء، وبقدر ما يكون كرمك وسخاؤك وعطاؤك، يكون قربك من الغنى والثراء. حتى أن واحدا من أعلام المستشارين الغربيين اشترط لمن يريد تحقيق الثروة والمال والسعادة أن ينفق 10% من دخله الشهري على الفقراء والمحتاجين. وقد جاء في الحديث الشريف "ما نقص مال من صدقة". أما الطمع والجشع والشح والإثرة فإنها عوائق وجدران سميكة في طريق النجاح والتفوق.
التسويق
هنالك أموال طائلة تصرف على عملية التسويق للمنتجات والخدمات والأفكار. وتشترك في هذه العملية وسائل الدعاية والإعلان من صحف ومجلات وراديو وتلفزيون، ومعارض، وعلاقات عامة، وغير ذلك.
وتمثل شركات التسويق ووسائل التسويق قطاعا هاما من قطاع الخدمات. وكلها تهدف إلى إقناع الزبون بشراء منتج معين، أو خدمة معينة، أو قبول فكرة بذاتها دون سواها.
وكان فن التسويق، وإلى سنوات قليلة مضت يعتمد على القدرة الإبداعية في الإعلان والعرض. إلا أن آخر ما وصل إليه فن التسويق هو ما يعرف بالموضعة Positioning ( من وضع الشىء)، حيث أحدثت فكرة الموضعة تطورا كبيرا في مجال التسويق عصف بالأفكار القديمة التي تركز على المنتج ذاته، أو على الإبداع في الإعلان نفسه.
تتلخص فكرة الموضعة في أن المهم في التسويق ليس هو المنتج نفسه، وإنما هو فكرة الزبون عن المنتج. وبالتالي فان الهدف من كل جهد تسويقي هو التأثير في فكر الزبون، أى إيجاد "موضع"، أو "موقع" للمنتج في ذهنه. ومن هنا كانت التسمية. فليس شكل المنتج، ولا جودته، ولا حجمه، ولا لونه هو المهم، وإنما صورته في ذهن الزبون هي التي تجعله يتقبل هذا المنتج أو يرفضه.
فإذا استطاعت رسالة التسويق (الإعلان، الصورة، الكلمات) أن تغير من قناعة الزبون، وان تؤثر في فكره، فإنها تكون قد نجحت في أداء مهمتها. وتبدو أهمية هذا الأمر في حالة وجود منافسة من عدد من المنتجات المتشابهة. فإذا كان أمام الزبون خمس ماركات من منتج معين، فما الذي يجعل البعض يختار الماركة الثانية، والآخر يختار الثالثة، وهكذا. لابد إذن أن الأمر يتعلق بقناعة الأشخاص وإلا لتوجه الجميع إلى منتج واحد بعينه.
ولعل خير من أوضح نظرية الموضعة في التسويق هما أليس وتروت في كتابهما "الموضعة"، إذ أوردا فيه كثيرا من الشواهد والأمثلة لإثبات نجاح النظرية. ولكنهما لم يذكرا أى شئ عن علاقة الموضعة بالعقل اللاواعي.
ويمكن فهم الموضعة وتفسيرها تفسيرا واضحا ومقنعا على أنها تأثير في العقل اللاواعي للزبون. وكان نجاح مبيعات سيارات الفولكس واكن الصغيرة، في أمريكا معتمدا على إقناع الناس بان هناك حاجة للسيارات الصغيرة في حجمها، الاقتصادية في استهلاكها للوقود، كما هي الحاجة إلى السيارات الكبيرة الفارهة.
وبفهم نظرية الموضعة على انه تأثير في العقل اللاواعي للزبون يمكن لفن التسويق والدعاية والإعلان أن يقفز خطوة أخرى في طريق فعاليته وتحقيقه لهدفه. إذ يكون هدف التسويق كله هو التأثير في العقل اللاواعي للآخرين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن التسويق والدعاية والإعلان لا تقتصر على المنتجات والخدمات التجارية فحسب، وإنما تشمل كذلك تسويق الأفكار، والأشخاص كذلك. ففي الدعاية الانتخابية يكون الهدف هو التأثير في العقل اللاواعي للناخبين. وفي التقدم لطلب وظيفة، يكون هدف المتقدم هو التأثير في العقل اللاواعي للمسئولين عن المقابلة الذين يقررون التعيين.
من أين نبدأ
إذا أردت أن تستكشف هذا السر العظيم، وان تضع يدك على هذا الكنز الثمين، وتستخدم الطاقة المذهلة للعقل اللاواعي، فيجب عليك أولا أن تفهم ماهية هذا العقل وطبيعته، وان تؤمن بحقيقته وإمكاناته الهائلة. وقد أوضحت لك ذلك وبينت لك الفرق بينه وبين العقل الواعي، وأشرت إلى طبيعة كل منهما، وذكرت العلاقة بينهما.
ولا باس من التذكير هنا مرة أخرى بان الطاقة الهائلة للعقل اللاواعي موجودة لدى كل إنسان، وأنها طاقة محايدة لا تعرف الخير والشر، ولا تميز بين الخطأ والصواب، وأنها تتعلق بالعالم الداخلي للإنسان، أى تتعلق بذاته، وأنها هي التي تصوغ حياته ومشاعره، وأنها تعمل في حال اليقظة والمنام، وتتحكم بالأفعال الإرادية وغير الإرادية لدى الإنسان.
وذكرت لك بان العقل اللاواعي هو خادم للعقل الواعي ومنفذ له، وأنه يرتبط بالإيمان والاعتقاد أشد ارتباط، بل انه هو الإيمان نفسه. وان العقل الواعي هو الذي يفرق بين الحسن والسيئ، ويميز بين الصواب والخطأ، وهو الذي يتقبل الفكرة أو يرفضها.
وبعد قبول العقل الواعي للفكرة فانه يضع بصماته على العقل اللاواعي فتكون هذه البصمات أو الانطباعات (جمع انطباع) ثابتة راسخة في العقل اللاواعي.
ومهمة العقل الواعي هنا هي حماية العقل اللاواعي من الانطباعات المغلوطة أو الخاطئة أو السيئة. أى انه يقوم بدور الحارس الذي يقبل بعض الأفكار، ويرفض بعضها.
وقلت لك كذلك بأننا يمكننا الوصول إلى العقل اللاواعي والتأثير فيه عن طريق العقل الواعي، أى طريق التفكير. فإذا وضعنا في تفكيرنا أفكارا جيدة، واقتنعنا بها حتى تصبح إيمانا لا يشوبه شك، ويقينا لا يعتريه ريب، فإن هذه الأفكار ستطبع في العقل اللاواعي. وبالتالي سيقوم هذا العقل اللاواعي بتنفيذ هذه الأفكار والانطباعات مستخدما طاقته الهائلة، والتي لا يقف أمامها عائق، ولا يحول بينها وبين النجاح شئ.
وللتوصل إلى تحقيق هذه العملية. أى إيجاد الأفكار المناسبة، أو الأفكار البناءة، ثم حث العقل الواعي على هضمها واستيعابها، ثم الإيمان بها حتى يحصل ذلك الانطباع في العقل اللاواعي. للتوصل إلى هذا كله، يجب أولا أن تتوقف أمام نفسك لتراها على حقيقتها.
إنك تستطيع أن ترى صورتك الجسمية في المرآة. ولكن مطلوب منك الآن أن تتخيل مرآة من نوع آخر لترى صورتك النفسية فيها. لترى جوانب القوة والضعف في شخصيتك، ولترى العناصر السلبية والإيجابية فيها. لأنك بدون أن يرى نفسك رؤية أمينة صادقة لا يمكنك التقدم في برنامجك للوصول إلى القرارات العظيمة لعقلك اللاواعي.
كيف ترى نفسك
إن حياتك التي تحياها بحلوها ومرها، بسعادتها وشقائها، بنجاحها وفشلها، هي تعبير صادق عن رؤيتك لنفسك، أى هي تعبير عن صورتك في المرآة النفسية التي تخيلتها. فمثلا، إذا كنت ترى في نفسك أنك إنسان فاشل في عمل ما، فان هذا الفشل سيكون حقيقة واقعة في حياتك. أى ما دمت مقتنعا بأنك فاشل في أداء ذلك العمل، أو انك لا تستطيع أداؤه، فان الواقع سيكون كذلك.
أما إذا اقتنعت بأنك تستطيع تغيير صورتك في نفسك، أى أن ترى نفسك انك قادر على النجاح، وانك مؤمن بالنجاح، بل انك ناجح فعلا، فان حياتك ستتغير من الفشل في ذلك العمل إلى النجاح فيه. وبقدر ما تستطيع إصلاح صورتك في نفسك، أى رؤيتك لنفسك، بقدر ما تستطيع تغيير حياتك في الواقع.
إذن تتلخص القضية الآن في السؤال التالي: كيف أرى نفسي؟ هل هي طبيعية خالية من العيوب، أم أنها ضعيفة وفيها عيوب وثغرات؟
هل ترى في نفسك نجاحا وشجاعة واطمئنانا وغنى وقوة وحبا واحتراما وصحة؟ أم ترى في نفسك فشلا وخوفا وقلقا وفقرا وضعفا وتخلفا وبغضا وقلة احترام وغضب ومرض؟
اجبني عن هذا السؤال ... أستطيع أن اصف لك حياتك، ومكانتك الاجتماعية، ومركزك المالي، وشجاعتك، واحترام الآخرين لك، وثقتهم بك، وإنجازاتك، ومختلف شؤون حياتك. أستطيع أن أصف لك ذلك كله دون أن أعرفك أو أن التقي بك.
هذه هي الخطوة الأولى والخطوة الحاسمة على طريق استثمار الطاقة الكبيرة لعقلك اللاواعي لتغيير نمط حياتك وإصلاحها في أى مجال من المجالات، تغييرا حقيقيا ماديا ومعنويا.
إذا كانت لديك مشكلات في حياتك، أيا كان نوع هذه المشكلات فانك سوف تجد نسخا منها مطبوعة في نفسك. وإذا كنت تشتكي من مرض فستجد صورة لذلك المرض معششة في نفسك، أى أن عقلك اللاواعي سيكون مطبوعا بختم يحمل اسم ذلك المرض. سيتصرف عقلك اللاواعي تبعا لذلك، وسوف يوجه أجهزة جسمك لجعل ذلك المرض حقيقة محسوسة تشعر بها وتعاني منها.
وإذا كانت مواردك المالية قليلة، فستجد في صورة نفسك شيئا اسمه قلة المورد المالي. بكلمة أخرى ستجد نفسك مقتنعا بان موردك المالي قليل لا يكفي. فتكون هذه القناعة بصمة في عقلك اللاواعي الذي سيستجيب بتوقفه عن العمل على زيادة موردك المالي. الست أنت الذي تقول بان موردك المالي قليل، فليكن كذلك إذن. ذلك أن العقل اللاواعي لا يفهم غير هذه اللغة.
يتبع
|
|
|