عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-2002, 01:08 PM   #5
shrani
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية shrani
shrani غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 727
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 22-06-2014 (09:55 AM)
 المشاركات : 3,190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لننتقل إلى شخص آخر وليكن "عمرو"، ولنطلب من عمرو أن يخبرنا عن رؤيته لنفسه في هذا الجانب مثلا، أى جانب المورد المالي. سيجد عمرو في رؤيته لنفسه انه إنسان ميسور الحال، لديه ما يكفيه من الموارد المالية وزيادة. وسنجد البصمة في عقله اللاواعي تقول بان موارده المالية جيدة، وانه ميسور الحال. أى أن عقله اللاواعي سوف يأخذ هذه الحقيقة ويعمل بموجبها. وسنجد انه يوفر لعمرو من الأفكار، والأعمال، والمشاريع، والابتكار، و"الشطارة" ما يجعله فعلا ميسور الحال وذا موارد مالية جيدة.

وقد يتبادر إلى ذهنك استنتاج خاطئ وهو: أن عمرو كان ميسور الحال وذا مال فنتج عنه أنه رأى نفسه كذلك. أى أن واقع الحال لعمرو هو الذي كان سببا في أن يرى نفسه كذلك. استنتاج خاطئ مائة في المائة.

أولا إن عمرو لم يكن غنيا بل انه لم يكن لديه أى مال عندما نشأ وكان شابا يافعا. وبالتالي فإن المال والثروة كان قد حققها هو بعد أن بدأ يزاول عمله وليس قبل ذلك.

ثانيا، وهو الأهم، انك لو استطعت تغيير صورتك في نفسك، لاستطعت أن تصل إلى أى مستوى مالي تطلبه.

ولكن كيف تستطيع أن تغير رؤيتك لنفسك؟ سأخبرك بالطرق والوسائل لتحقيق ذلك. ولكن المهم الآن أن تقتنع معي بان الأمر هو كما ذكرته لك، وليس كما تفترضه أو تستنتجه خطأ.

إذا لم تقتنع بهذا الذي أقوله لك فلا نستطيع أن نتقدم خطوة أخرى في طريق الوصول إلى استخدام عقلك اللاواعي لتغيير حياتك، أو على الأقل لزيادة مواردك المالية إلى المستوى المطلوب.

لننتقل إلى أمر آخر، غير مادي في هذه المرة، أى أمر معنوي. إذ أنك عندما نظرت إلى نفسك وجدت فيها خوفا من التحدث أمام الناس أو خوفا من الكلام أمام الجمهور. إن هذه آفة شائعة تعرف "بالخوف المسرحي". فهناك بعض الناس يخافون من الكلام أمام الجمهور.

عندما ترى في نفسك هذا النوع من الخوف، أى عندما تحس وتشعر بأنك تخاف من الكلام أمام الناس، فان هذه المعلومة سوف تطبع في عقلك اللاواعي فيقوم بالتصرف على هذا الأساس. إذ يقوم بالتحكم في عضلاتك، وفي أوتارك الصوتية، وفي نبضات قلبك، وفي درجة حرارة جسمك، وفي دورتك الدموية، فيجعلها جميعا منسجمة مع الصورة التي تراها أنت في نفسك وهي الخوف.

ولكن ماذا لو استطعت، بطريقة من الطرق، أن تزيل من نفسك، أو من صورتك في نفسك، ذلك الخوف، وتقضي عليه وتستأصله؟

ما سيحدث هو أن عقلك اللاواعي سيستلم معلومات جديدة تقول بأنك غير خائف من الكلام أمام الناس، وسيقوم تبعا لذلك في تنظيم أجهزتك الفسيولوجية من عضلات، ونبضات للقلب، ودورة دموية، بطريقة تجعلها منسجمة مع ما هو موجود في نفسك. وحيث أن ما هو موجود في نفسك ينطوي على الشجاعة والطمأنينة ورباطة الجأش والجرأة، فان أجهزة جسمك ستعمل لتحقيق هذه الحالة النفسية، فلا يزداد نبض القلب، ولا تتوتر العضلات، ولا يرتفع ضغط الدم. هل اقتنعت بذلك أم لا زال لديك شك فيه؟

أيام الطفولة الأولى

يبدأ العقل اللاواعي عمله وأداء وظيفته منذ الأشهر الأولى لولادة الإنسان وحتى نهاية حياته. ولكن العقل اللاواعي، الذي يحدد حياة الإنسان، يتشكل في السنين الخمس أو الست الأولى من عمره. ولذلك فإن لهذه الفترة من حياة الإنسان أهمية أكبر مما يتصورها البعض. فالبصمات التي تترك على عقله اللاواعي، والانطباعات التي ينطبع بها هي التي تصوغ اتجاهاته وميوله وأنشطته، وبالتالي فهي التي تحدد نجاحه وفشله، وسعادته وشقاؤه، وصحته وسقمه، بأمر الله.

---------
فيكتور هيوغو
---------------


 

رد مع اقتباس