الأخـت دمـع الـقـمـر .. مـع الـتـحـيــة
أختي الصغيرة دمع القمر .. صباح الخير
قرأتُ لكِ موضوعا قبل فترة طويلة وأظنه بعنوان : نفتقدكم ...
وقد جاء فيه أسم أبو مروان في أول الأسماء التي تعتقدين أنكِ تفتقدين أحرفهم ..
ولم يكن لي شرف الرد في ذلك الوقت لبعض الظروف .. وأجد نفسي اليوم وأنا في أردن الهاشميين أشم عبق الحب في أزقتها واسواقها وناسها الطيبيين أن أكتب ردا على موضوعكِ الرائع ولكن أسمحي لي أن يكون موضوعا وليس ردا ..
،، حقيقة أجد نفسي مقصراً في الكتابة هنا في - نفساني - وهناك في موقعكم - المسنين - ولكن ليس لي من بد سوى أن أكتب وما ذاك إلا لمقدار منزلتكم وتقديركم عندي - أكتب وأنا متأكد أن الجميع من الإخوة والأخوات يتمنون أن يقرأون موضوعا مفيدا لهم - ليس كهذا الموضوع - ولكن لايمنع أن اكتب - وددتُ أن أكتب ما أراه أنه مناسبا للكتابة ليس لأنني لم أعد قادرا على الكتابة ولكن لأنني لن أستطع أن أعبّر مثلما يعتقد الآخرون فلملمت شيئا من جديد تقرحي وشوقي للكتابة، وأعتقد أن ما سأكتبه الآن ما هي ألا خربشةٌ لن يقرأها إلا قلة من الأعضاء ..
-------
فبعض الكتابات لديّ كآبة ..
وبعض الكتابة هرج ورتابة..
وبعض الكتابة حب وزهور سحابة..
وبعض الكتابة مهابة وجذابة..
وبعض الكتابة زهور غابة ..
وبعض الكتابة حروف كذابة ..
وبعض الكتابة شهادة..
**** ------ ****
وهكذا كتاباتي يا دمع مزيج من هذه وتلك ..وهناك مثل فارسي قديم يقول : الله يعرف طبع الحمار .. لذلك لم يخلق له قرونا ..
**** ----- ****
حيـن يـحين وقت الوداع في أي زمان أو مكان ..
وتدقُ طبولُ الرحِيـل في رأس الأنسان ..
أفارقُ مكاناً قضيتُ فيهِ أجمل أيام حياتي ..
وأودعُ عُمراً قضيتهُ مع أهلي وأصحابي وأحبابي
و أبتعدُ بعيداً عن إطلالةِ الأحبـاب حينا .. وارجع لهم حينا ..
أهجرُ زوايا الذِكرى .. وأحرف الأخوة .. وأبداعات المبدع ..
إلى ابعدِ ما يمكن أن تتصوري .. أذهبْ نحو حديقتي الخضراء ..
أقف امام وردتي الحمراء ..
أقبّل طفلتي الزهراء .. وأنام في حضن أمي ..
وقلبي يتمزق ويرتجي / يلتجئ " منيّ - إليّ " على أن أمكثَ بينكم
حينا وفي - المسنين - حينا ..
ولا أعلم هـل أنا أبتدأتُ هنا لأرحل؟
أم انتهيت هناك لأنام ؟
حروفنا يا -دمع- تاهت بين دهاليز "الشر والوهم" ..!!
مواضيعنا يا بنت القمر سبحت بين شطآن نهر .. أو أمواج بحر ..
ضاعت افكارنا بين أتهامات للنوايا .. وخلافات أخوة ..
هذا يهمز .. وهذا يسب .. وذاك يضحك .. وهذه تسفه ..
أصبح القلم في يدي - يا أختي- مضاد حيوي أستعمله في وقت نومي لأصحى به ..
ماعاد لي رجوع لساحات نفاش أو نوافذ مفتوحة .. أو مخاطبة سفيه وطائشة ..
كلما فكرت أن أكتب هنا أو هناك أتردد .. في يدي كثيرة من الحروف
و نهضت ُ لـ وضعِ النقط على الحتوفِ فما أستطعتُ ..!!
هكذا هي الحياة .. حرف ينام وحرف يمرض وحرف يموت ..
فما عاد المرض يؤلمني .. ولاعاد الموت يخيفني .. ولكنني أحب الحياة ..
أحبها لأنها من الله ولله سأعيشها ..
قلتِ : أين احرفكم ؟
فأحرفنا يا دمع تحيا وتمرض وتموت .. وهكذا هي سنة الحياة في كل حي ..
وحروفنا تشهد على حياتنا لها .. وحياتها لنا تشهد على تواجدنا بينكم خلال هذه الأعوام الخمس .. فلا تعتقدي أن البحث عن حروفنا صعب .. ولكنه سهل لمن أراد ان ينظر أليها بعين أخرى ..
أحسن الله عزاؤكم ببعض حروف الأخت أم مروان .. والتي كان تواجدها غطاء آمنا وساترا لبعض السموم المتطايرة من هنا وهناك .. ولكن خانها الأسلوب- وهكذا نحن البشر نتعرض لأنواع عديدة من الخيانات - وكان من المفترض أن تتنازل قليلا في سبيل أن تحتويكم بأمومتها وتعطيكم الجرعات اللازمة في حالة ضعفكم الثقافي والفكري .. وفي حال تعرضكم لهجوم أرهابي من بعض مرضى النفوس . ..
أما عن شراني فلا أظن أنه محتاج لمزيد من الخسائر ، لأنه قوي ببعض أطروحاته ومنازلاته .. فلعلنا نحن الثلاثة - أنا وهو وأم مروان- سنكون في يوم من الأيام من المحاربين القدامى لصالح موقع نفساني وليس ضده .. والأيام قادمة يا دمع ..

**** -------- **** أختي العزيزة - دمع القمر -
لازال في نفسي -لنفساني- الحب الكبير ولكن أحيانا تنتابنا موجات من الكبت والقهر والألم والبكاء لمواقف تمر علينا في هذه الحياة .. فما تنفع أقلامنا أن تخط حرفا أو تكتب شعرا أو نثرا في ظل مانعيشه .. وأحيانا لانحب ان نفتح النت .. وأحيانا لانحب أنفسنا ..ولكن يبقى الأمل بأننا أقوياء بأيماننا بالله وبتمسكنا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبحب الآخرين لنا وبحبنا لهم .. فنعود تضحية لغيرنا - لمن يستحق فقط-وعندما يكون في دواخلنا كثير مما نعتقد أن في كتابته فائدة للقراءة وهكذا تستمر خلجات نفوسنا نحو التطلع للتنفس أحيانا برئة واحدة ..
مادمت أستطيع الكتابة في أي مكان فهذا دليل على أنني موجود وأتنفس ولله الحمد..
للجميع الشكر ، وللأخت الصغيرة دمع القمر التحية .
أحمد
الأردن / الرابية
|