موضوع الدراسة ودرجة السعادة
كشفت دراسة جديدة أن الموضوع الذي يدرسه الطالب في الجامعة يمكن أن يترك تأثيرا كبيرا على سعادة الشخص في عمله.
وأظهرت الدراسة أن أكثر الأشخاص سعادة بعملهم هم الذين اختاروا الطب أو الزراعة. أما أكثر الأشخاص تعاسة فهم الذين اختاروا فن العمارة.
ويقول الأكاديميان في جامعة ووريك، ري ليدون وأندرو أوزولد، إن السبب يعود إلى القيود التي تضعها دراسة موضوع معين على خيارات الطالب المتعلقة بحياته المهنية لاحقا.
وقال ري ليدون لبي بي سي أولاين إن الطالب إذا ما درس فن العمارة واكتشف فيما بعد أنه لا يحب هذه المهنة فإنه يحتاج إلى دراسة أخرى كي يتعلم تخطيط المدن على سبيل المثال الذي يفترض به أن يكون قريبا من العمارة.
وأضاف أن فريق البحث وجد أن الأشخاص الذين درسوا مواضيع واسعة لها تطبيقات أوسع في الحياة المهنية فإنهم أصبحوا أكثر سعادة.
وقال الأكاديميان بدراسة عشرة آلاف طالب في بريطانيا، من الذين تخرجوا في منتصف الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
وقد طُلب إلى الخريجين أن يرتبوا سعادتهم بما درسوا من مواضيع حسب تسلسل معين.
ويقول ليدون إنه يعتقد أن الطلاب الذين درسوا علم الزراعة كانوا سعداء لأن بإمكانهم أن يعملوا في العديد من الوظائف المتنوعة، مثل العمل في زراعة الأرض أو في صناعة الأغذية وغيرها.
وقام الأكاديميان إن المعلمين والمدرسين كانوا من الأشخاص الذين أظهروا درجة أقل من السعادة في العمل، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين درسوا اللغات الأجنبية والعلوم الحياتية وإدارة الأعمال.
ويضيفان " إن المشكلة تكمن في أن يمضي الطالب في دراسة التعليم على سبيل المثال سنينا طويلة ليكتشف فيما بعد أن المجال ليس محببا لديه، فماذا يفعل عندئذ؟
لكن بعض فروع التعليم مثل الرياضيات والكمبيوتر على سبيل المثال، تفتح مجالا آخر لدارسيها غير التدريس.
كما وجد الباحثون مستوى أكبر من السعادة في العمل بين الخريجين من الجامعات التقليدية العريقة مما هو عليه في الجامعات الجديدة. ويقول ري ليدون إن السبب في ذلك لأن التخرج من هذه الجامعات يسهل الحصول على وظيفة أفضل وراتب أكبر.
غير أن الجامعات الحديثة أصبحت مقبولة بمرور الوقت خصوصا بين الطلاب الشباب.
ويختتم ليدون بالقول إن هذه الدراسة سوف تترك أثرا على خيارات الطلاب لمواضيع الدراسة في المستقبل
|