14-01-2006, 04:10 PM
|
#68
|
مراقب سابق
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10061
|
تاريخ التسجيل : 09 2005
|
أخر زيارة : 19-09-2015 (02:31 AM)
|
المشاركات :
4,186 [
+
] |
التقييم : 74
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام و انتم بخير
وجدت هذا المقال اليوم بتاريخ 14-1-2006 و خاص بنفس الموضوع في جريدة الاهرام
و هو كالتالي
مأزق الفتاة.. الجريئة!
تحقيق: إيناس عبد الغني
جاءت تسأل بعد مرورها بتجربة فاشلة إن كانت قد أخطأت في حق نفسها إذ واجهت الشاب الذي اختاره قلبها بحقيقة مشاعرها تجاهه طالبة منه الزواج لانها نشأت علي الصراحة والمواجهة.. أم أنها كانت صائبة والمشكلة كانت في الطرف الآخر وفي طريقة تنشئته في مجتمع يرفض الفتاة التي تصرح بمشاعرها ويعتبر ذلك جرأة تخدش حياءها وتسيء اليها.
للاجابة علي تساؤل هذه الفتاة عرضنا الامر علي علماء الدين والمتخصصين في علم النفس والاجتماع للتعرف علي رأيهم في هذه القضية وهل مجتمعنا الشرقي يقبل جرأة الفتاة بان تصارح الشاب بانها ترغب في الارتباط به, وهل هذا الشاب سيعتبر سلوك هذه الفتاة في هذه الحالة من الامور المألوفة, ويتقبلها شريكة له في الحياة ؟
أم انه يتردد في ذلك رافضا الارتباط بفتاة تتصرف بجرأة ويخشي الفشل بعد الزواج.
* عن رأي الدين في هذه القضية يقول فضيلة الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الاوقاف الاسبق ان هذه الفتاة أخطأت الطريق لانها نسيت اننا في مجتمع شرقي له تقاليده وعاداته, وخدعتها المظاهر الغربية وبلعت الطعم الذي أساء الي مشاعرها وهز كيانها, ولو كان عندها معرفة بالتاريخ الاسلامي لعرفت كيف تتصرف لكنها للاسف لم تقرأ ولم تستشر أحدا ولم تسمع بمقولة لا خاب من استخار ولا ندم من استشار..
فلو قرأت التاريخ لعرفت ان السيدة خديجة رضي الله عنها وهي امرأة ذات مال وجمال يذهب إليها الخطاب ويطرق بابها الامراء والزعماء ومشايخ القبائل لكنها لم تجد بغيتها في احد منهم ورأت محمدا بن عبد الله الذي عرف في المجتمع العربي بالصادق الأمين فابصرت فيه القيم الاخلاقية النبيلة وشاهدت فيه كل جميل ونبيل فمال قلبها إليه لكنها عرفت انها في مجتمع عربي له تقاليده, فاستدعت شخصية نسائية قريبة لها وأفهمتها أنها احبت محمدا وطلبت منها النصيحة فاشارت عليها هذه الشخصية برأي يحفظ لها كرامتها ويحقق امنيتها في الاقتران بمحمد وحين قالت لها سأكون أنا رسولتك اليه وبالفعل ذهبت إلي محمد وقالت له لماذا لا تتزوج ؟! فقال لها من أين؟
فقالت له إذا قمت بإرشادك إلي امرأة جميلة غنية هل تتزوجها ؟!
قال ومن هي ؟ قالت له خديجة بنت خويلد: قال لها وهل هي تقبل إن الخطاب علي بابها كثيرون وانا رجل فقير فقالت له هل تسمح لي ان اكون رسولك إليها فقال لا مانع وذهبت المرأة مسرعة الي خديجة وزفت إليها البشري بقبول محمد ثم رجعت الي محمد وزفت إليه البشري بقبول خديجة..أرأيت كيف تتصرف المرأة العاقلة وهذا يأتي من سعة الفكر وبعد النظر وحسن التصرف.. في التاريخ الاسلامي حدث آخر عندما ترملت حفصة ابنة عمر بن الخطاب فذهب عمر بعد ان اتمت حفصة عدتها من زوجها الذي توفي عنها وقال لأبي بكر هل تريد ان تتزوج ؟ قال نعم قال أزوجك حافصة ابنتي فسكت ابو بكر: وذهب عمر الي عثمان وحدث معه ما حدث مع أبي بكر وسكت عثمان فغضب عمر وذهب الي رسول الله صلي الله عليه وسلم يشكو من ابي بكر ومن عثمان فقال الرسول عليه الصلاة والسلام يتزوج ابنتك من هو خير من عثمان: وفرح عمر لانه عرف ان الرسول عليه الصلاة والسلام سيتزوج بابنته حفصة وعمر فعل ذلك من منطلق: اخطب لبنتك ولا تخطب لولدك.
وهكذا كان يجب علي هذه الفتاة ان تعلم انها تعيش في مجتمع شرقي يتمسك بالتقاليد الاجتماعية الاصلية.
وإذا كانت قد أخطأت فليس عيب ان يخطيء الانسان مادامت نيتها كانت حسنة ولم تخطيء معه, وعليها الآن ان تبتعد عن هذا الشخص لأنه فهم قصدها علي غير ما أرادت وسوف يعتبرها سلعة رخيصة وينظر إليها علي انها عرضت نفسها عليها فأصبح يتعالي عليها خوفا من مستقبل لا تحمد عقباه, فعليها ان تقطع صلتها به وتتجه الي دراستها أو الي القراءة في كتب التاريخ الاسلامي وسوف تجد فيها مثل هذه القصص الكثير وتتعلم من الدرس فإن أحبت شخصا ومال قلبها اليه فعليها بإرسال امرأة ذكية تجذب قلبه اليها وتحرك عواطفه نحوها حتي يكون الزواج علي كتاب الله وهدي رسوله صلي الله عليه وسلم مع حفظ كرامتها وحتي تكون جوهرة ثمينة غالية لها قدرها ووزنها في عيني من يحظي بها.
* ولعلماء الاجتماع رأي آخر توضحه لنا الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس قائلة: تكمن آفة المجتمعات العربية ان سلطان الموروث من عادات وتقاليد وقيم يتفوق علي كل ماعداه فيما يخص العلاقات الاجتماعية وخاصة العلاقة بين الرجل والمرأة حتي أن تأثيره يفوق سلطان الدين.. فبينما لا يحرم الدين ان تظهر المرأة مشاعرها لخطيبها أو زوجها فإن ذلك يتعارض مع العادات والتقاليد والقيم فالتنشئة الإجتماعية تجعل الآباء والأمهات يربون الاطفال علي عدم إظهار مشاعرهم فتنصح الام ابنها الا يظهر مشاعره حتي نحو زوجته لكي لا تتدلل عليه كما تنبه الام ابنتها بعدم إظهار مشاعرها نحو زوجها حتي لا يظن انها( مرمية عليه), إذا نحن أمام تربية تمنع الرجل والمرأة منذ صغرهما من البوح بمشاعرهما ويكبر ذلك معهما فتشكوا المرأة من ان زوجها لا يظهر لها اية مشاعر حانية لا في الصحة ولا في المرض ويشكو الزوج من برودة زوجته وعدم تجاوبها معه والطفل العربي تربي علي انه رجل منذ طفولته من سن3 او4 سنوات ويأخذه والده للمناسبات الإجتماعية ويمنعه من البكاء ويقضي علي مشاعره تماما. مجتمعنا يكمم مشاعر الرجال بينما يبيح للنساء البكاء في كل مراحل حياتهن لحل مشاكلهن لانه المنفذ الوحيد آمامهن لإظهار مشاعر الآلم او للهروب من موقف مؤلم او مشكلة أو مأزق, إذا فالبنت مدربة علي البكاء فهو وسيلتها المشروعة امام المجتمع للدفاع عن نفسها ولكن هذه ليست مشاعرها العاطفية تجاه الاخر كما ان الرجل لم يرب هو الآخر في مجتمعنا علي إظهار مشاعره. فالمشكلة إذا هي مشكلة تنشئة اجتماعية وتربية فمازال مجتمعنا يعتبر من تجاهر بمشاعرها بحجة وجريئة.. وتري ود.سامية الساعاتي ان اهالي الريف اكثر نضجا تجاه هذه المشاعر فهم يقولون: اخطب لابنتك ولا تخطب لابنك,( جوز بنتك اللي عينها منه) اي التي تعجب به فهم يخشون من ان تؤدي عدم استجابتهم لرغبة الفتاة الي وقوع ما لا تحمد عقباه كان تهرب الفتاة مع حبيبها أو ترفض فكرة الزواج.. أما أهل الحضر فهم لا يدركون حقائق الحياة كما يدركها اهل الريف.
تري الدكتورة هبة عيسوي استاذة الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس: ان فكرة إظهار الفتاة لمشاعرها تجاه من تعجب به او من تبادله عاطفة الحب إحساس مقبول ويساعد الفتاة علي اظهار مشاعرها ولا عجب في ذلك.. لأن لغة الحب هي اللغة المتفاهم عليها او المتعارف عليها بين المحبين.. لكن اذا تطورت المشاعر ووصلت الي طلب الزواج وهو التطور الطبيعي لعلاقة عاطفية ناحجة نجد ان تقدم الفتاة لخطبة الفتي تعتبر في الظاهر مقبولة ولكن من الناحية النفسية نجد لها سلبيات واضحة تؤثر علي العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة فيما بعد, فالزوج الذي تتقدم فتاة لخطبته يقبل هذا في البداية لانه يشعر بالزهو والفخر لان الانسانة التي أحبها بادرت وتقدمت وطلبته للزواج فهذا يرضي غروره الرجولي ولكن سرعان ما يتبدد هذا الغرور لان الرجل الشرقي اعتاد وتعود علي المبادرة في طلب الزواج من الفتاة التي يرغب الارتباط بها وبعد الزواج سيظل لديه احساس بأن زوجته مختلفة عن بنات جيرانها وسيجد صعوبة في التعامل معها ويفترض في كل تصرفاتها الجراءة مما يجعله يخشاها.
وتؤكد د. هبة عيسوي علي هذه الشخصية غالبا ما تتعرض لكثير من القهر المعنوي من قبل زوجها بسبب استعادة الزوج الذكرياته القديمة حين تقدمت له لطلب يده وجعلته مختلفا عن كل من حوله من الرجال مما يشعره بالنقص في رجولته
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة جانين ; 15-01-2006 الساعة 12:00 PM
|