نفساني - عرض مشاركة واحدة

23-01-2006, 08:39 PM

السلام عليكم
أرجوكم ردوا على مشكلتي التي تسبب لي عذابا نفسيا مميتا ....و أرجوكم لا تحكموا علي قبل أن تكملوا القصة...
أنا كاتبة و صحفية صاعدة و قد بدأت آخذ وضعي في المجتمع و لي العديد من النشاطات التطوعية المتميزة...عمري 33 سنة...متزوجة من 14 سنة تقريب و لدي 3 أطفال ...
متدينة و منقبة و لله الحمد....منذ أن كنت مراهقة و أنا أتمتع بالعقل و الحكمة و لم أكن يوما كبقية الفتيات اللواتي ينغمسن في العلاقات المحرمة و المعاكسات....تزوجت زواجا تقليديا و أحببت زوجي جدا و هو يحبني....و لكن هناك فجوة فكرية عميقة أدركتها منذ بداية زواجي....هو إنسان مادي و سطحي جدا و إنا إنسانة روحانية و عميقة التفكير...أهوى القراءة و الكتابة أما هو فإذا قرأ الجريدة يعتبر إنجاز....ميولنا الفكرية و الدينية مختلفة جدا...أنا أيضا متدينة و أصلي و أقرا القرآن و ثقافتي الدينية عالية جدا أما هو فلا يصلي و منذ أن تزوجنا إلى الآن لم نذهب للحرم إلا مرتين و لم نحج و لا مرة!
المهم....منذ مدة قمت بالاتصال بإحدى الشخصيات المشهورة لاجراء لقاء صحفي معه....هو يعمل في مجال الدعوة و هو إنسان مثقف جدا جدا و متدين و متفتح الذهن في نفس الوقت..يصغرني بسنة ...متزوج و لديه طفل واحد... بهرني بعقله و فكره و شخصيته التي قلما نرى مثلها في شبابنا هذه الأيام....أردت أن أعرف رأيه في كتاباتي حيث أنه كاتب مشهور في مجال الدعوة....أخذنا نتبادل الإيميلات و الآراء حول ما أكتبه أنا و ما يكتبه هو.... تفاهمنا في كل الأمور...حواراتنا كانت في منتهى الرقي و الوعي...حتى خلافاتنا حول بعض الأمور كنا نديرها بأسلوب مميز و راقي.... تحدثنا في كل أمور الحياة و لم نترك جانبا ...تحدثنا بمنتهى العفوية بدون اقنعة أو اعتبارات اجتماعية ...أذهله فكري و آرائي التي قلما تتمتع بها امرأة على حسب تعبيره....و فجأة و بدون مقدمات وجدنا انفسنا في مأزق! صرح لي بانبهاره الشديد بي و بشخصيتي و قال أنه أحب كل إيميل أرسلته له و أنه ينتظر إيميلاتي يوميا على أحر من الجمر...بدأنا نتحدث في الشات و بدأ الحديث يأخذ مجرى آخر.... و لكن لأن كلانا متدين و ناضج قررنا معا أن نستفيق...ان نوقف الأمر عند حده قبل أن يتطور....هو إنسان متدين جدا لم يحاول استغلالي أو ابتزازي رغم أنه يعرف كل شيء عني و أنا أيضا لم أحاول أن أتصل بزوجته أو أؤذيه .....قررنا الانقطاع تماما و لكننا لم نستطع...فقررنا أن يكون الاتصال بيننا رسمي ....في أمور الكتابة و العمل....في تلك الفترة ازداد جنوني به و تعلقي...أصبحت أفكر فيه في كل دقيقة بدون مبالغة....أصبحت أرسل له أشعاري أبث له فيها هيامي و غرامي به و اعترافي بذنبي الشنيع بحبه الذي لا أستطيع أن أمنع نفسي منه...كان يرد أحيانا و يتجاهلني أحيانا و ينصحني أحيانا أخرى فهو في منتهى الحكمة و العقل...و بعد مدة...أرسلت له رسالة طويلة مفادها باني أتعذب بحبه و أفضل حل في رأيي هو البتر و الانقطاع التام....أيدني و لكننا ما لبثنا أن عدنا في علاقة عمل بحته....
دوره في كل تلك الفترة هو التلقي ....كان بإمكانه أن يمنعني نهائيا أن يتجاهلني و لا يرد علي و لكنه كان يرد علي في مسائل العمل...هذه العلاقة تعذبني ..علاقة عمل بحته مع إنسان أهواه و أعرف أنه يهواني حتى و إن منع نفسه بسبب اعتبارات الدين .... نحن مازلنا نعمل معا بل و توطدت اواصر العمل بيننا و لكني أكاد أجن....لا أعرف ماذا أريد...لا أريد هذه العلاقة الجافة.....خصوصا و أنه أحيانا يقول لي أبعدي عني فترة لأني في حالة ضعف....ثم ما نلبث أن نعود للعمل!
أتمنى أن أقطع هذا العمل نهائيا لكنه يفيدني جدا في مستقبلي و في نفس الوقت أعتبر نفسي خائنة لأن الخيانة عندي ليست خيانة جسد...بل خيانة فكر و انا كل ما أقوم به هو أن أفكر فيه بعقلي و قلبي....
كيف أتخلص من هذا الرجل نهائيا؟ المشكلة أنه في كل مكان لأنه مشهور و لا يمضي كم يوم إلا و أراه في التلفزيون أو أسمع عنه.....نحن لم نلتق و لا مرة....و لكن التقاء الرواح و العقول أقوى من التقاء الأجساد! و ما يثير غضبي حقا هو سلبيته...لا هو يريد الاستمرار في علاقة محرمة و لا هو يمنعني منه! أعتقد أنه يستلذ بهيامي و بعذابي به و بأشعاري التي أرسلها له!
أنا أكره نفسي و أحتقرها بشدة لفعلتي الشنيعة فالخيانة أيا كان نوعها ليس لها مبرر و لكن حبه يسيطر على عقلي قبل قلبي و حب العقل أعمق و أقوى كما تعلمون! أحب فيه تدينه و حكمته و أحب أيضا ندمه و رفضه لعلاقتنا....هل يوجد رجل في هذا الزمان يرفض أن يقيم علاقة مع امرأة جميلة تهيم به حبا و دلالا؟ أنا لا أحاول أن أجد لنفسي المبررات و لكني أحلل و أوضح لكم أسباب هيامي بهذا الرجل...أكثر ما يبهرني في الرجل هو شخصيته و أخلاقه و نبله و عدم استغلاله للوضع بأي طريقة كانت لكنه في نفس الوقت يثير حنقي بسلبيته في عدم اتخاذ خطوة قاطعة لإنهاء العلاقة للأبد!
ما أقسى أن تسقط مع من لا يريد أن يسقط! ما أقسى أن تسقط و أنت لا تريد أن تسقط! ما أقسى أن تسقط مع من تظنه سيرتقي بك للأعلى! ما أقسى السقوط مع رجل دين!

المصدر: نفساني