الاطفال والمشاركة في اتخاذ القرار
اخواني المقال المرفق كتبته يوم الجمعة 27/12/1426هـ
وارسلته الى جريدة الرياض هذا اليوم السبت
ورغبت نشره في الموقع
آمل ان يحوز على اعجابكم
وتقبلوا تحياتي
.................................................. ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الأطفال والمشاركة في اتخاذ القرار
تعد عملية اتخاذ القرار عملية هامة في حياة الإنسان حيث يبنى عليه تحديد المستقبل وتقرير المصير ، إضافة إلى تنمية حسن اتخاذ القرار والاعتماد على النفس ومن ثم تحمل النتائج المترتبة عليه .
ويخطى بعض الآباء والأمهات حيث يشعرون أن أطفالهم غير مهيئين لاتخاذ بعض القرارات في أمورهم الخاصة والتي تهمهم ، كما يجهلون الفائدة التي تعود على الأطفال ، حين يشاركون في اتخاذ تلك القرارات .
لذا فأن من المهم النظر إلى قضية مشاركة الأطفال في اتخاذ القرارات التي تتعلق بهم أو تلك التي تتعلق بحياتهم الأسرية ، وإعطاء هذا الجانب حيز من الأهمية ، وإدراك إن الأطفال ، وإن كانوا صغاراً ، وإمكاناتهم العقلية بسيطة ، إلا أن لديهم القدرة في المشاركة والمناقشة حول بعض القرارات ، فالأطفال لديهم نظرة وحس حول قضية معينة ، فتجدهم يدلون برأيهم دون أن يطلب منهم ذلك أحياناً ، والبعض منهم يجد إن مشاركته يكون لها فاعليه وإيجابية تفوق الأكبر منه سناً ، حتى لو حدث في بعض الأوقات أن كانت قراراتهم غير صائبة ، لكن تبقى المشاركة وإعطائهم الفرص في ذلك ، بل والطلب منهم المشاركة ، كل ذلك ينمي لديهم الحس التشاوري ، ويؤسس لفنون الحوار .
وحتى في خارج محيط الأسرة ، كالمدرسة مثلاً فإن عملية إشراك الأطفال في اتخاذ القرار يجعلهم يلتزمون بالتعليمات المتخذة ، لشعورهم بأنها نابعة منهم ، ولم تفرض عليهم .
ولا ننسى أن الأمم المتقدمة تحرص على مشاركة الأطفال في اتخاذ القرارات التي تمسهم وتتعلق بمستقبلهم ، لذا فإن الأم المتحضرة هي من تبنى الاستراتيجيات المتعلقة بالطفولة من خلال التشاور والمشاركة لأصحاب الشأن ، وإن كان الدور الأكبر يكون لكبار ، لكن لا بد من سماع أصوات أصحاب الشأن .
أن مشاركة الأطفال في اتخاذ القرار يعزز لدى الطفل الثقة في النفس وتقبل الرأي الأخر والإيمان بالشورى والحوار الحر بعيداً عن التعصب والتعنت .
لكن يبقى البيت هو المهد والأساس لتنمية هذه الصفة ، فإذا صودر رأيه فيه ، ولم يلتفت له ، فالنتيجة بالتأكيد ستكون سلبية ، على مستوى إذعان الطفل وتطبيق لنتائج تلك القرارات ، وكذا تأثير على نفسيته وثقته بنفسه مما سبق فإننا نصل لنتيجة واحدة تتعلق بمشاركة الأطفال في اتخاذ القرار ، وهي أن كل أمر يراد فيه اتخاذ قرار حول أمر يمس الطفل أو يهمه أو يحدد مستقبله ، لابد لأن يكون للطفل برأي فيه ، فإن كان حسن فيشكر عليه وأن كان غير ذلك فيوجه ويرشد من خلال حوار هادي وبناء حتى يقتنع بخطى ما كان يعتقده ، حتى لو أصر على رأيه ، فإن التوجيه والإرشاد المستمر ، لابد أن يؤتى ثماره أخيراً .
وبالله التوفيق ،،،
خبير طفولة
عبدالرحمن بن عبدالله الصبيحي
اللجنة الوطنية للطفولة
|