نفساني - عرض مشاركة واحدة

31-01-2006, 05:22 AM

عظيم فعلا هذا المتنفس البسيط للتقارب والتواصل الانساني والوجداني ..
قرأت جيدا مقالك يا أخي ,وأفهم لحد بعيد هذا الشعور المضني الذي تتحدث عنه ومدي قسوته الهائلة وأثره النفسي السلبي البالغ ..وبشكل خاص أعني النموذج الأول الذي ذكرته في مقالتك لألم الصمت ,وهو الناتج عن كبت الحزن والغضب لاساءة ما من مقرب اليك مع تجاهل وتناسي من هذا المقرب لاساءته _ربما لايشعر بتقديمه لاساءة مؤلمة أصلا_ ,وأسوأما في الأمر هو أنك قد تعجز _بمعني الكلمة _عن مصارحته ,هوأوغيره بماقدمه من سوء وما ولد ذلك لديك من عذابات وآلام.
وأذكر أني تعرضت في مرات عديدة لمواقف جارحة أو مهينة من حتي أقرب الأقرباء ,ومن غيرهم ممن أعتبرهم أعز الأصدقاء .. وتمثلت هذه الاهانات ـ بدون تفصيلات ـ في التجاهل أومخالفة وعود واتفاقات مسبقة,وربماوصلت أحيانا لاحتقار شخصي و فكري بشكل غير مباشر .
وبرغم أن هذه الاساءات كانت تأتي غالبا بشكل غير متعمد ومقصود للاساءة من هذه الأشخاص الاأنها كانت تولد لدي احساسا رهيبا بالاهانة وجرح الكرامة والاحتقار .. المهم أني كنت أبتلع مشاعر الغضب والحزن لحظتها وأعجز تماما عن التعبير عنها أواظهارها في حينها ,ثم أعود لأقضي ليلتي وحيدا.. أفكر وأرسم الخطط وأنظم الحروف والكلمات التي سأقولها غداأوبعد غد لهذا الانسان الجارح .أبين له مكمن خطأه وما نجم عنه من الألم والضيق لي وأرجوه أن يكون حذرا من الوقوع فيه مرة أخري, وبذلك ألفظ هذا الألم عن صدري وأريح نفسي من الوقوع بين أنيابه تارة أخري..
المفجع أنه ساعة العتاب المرتقبة ـ الذي أرهقنى التحضير له ليلة أو ليالي ـ تتوه الكلمات تماما من علي لساني وتضيع الأفكار من مخيلتي وربما اندمجت معه في الحديث والوئام , خاصةاذاكان علي سجيته المحببة الي في العادة ولم يلحظ اطلاقا ما اقترفه في حقي بالأمس .
أكون قد عجزت ـ أوقل ضعفت وتتخاذلت أوربماجبنت ـ عن الافصاح عما يجول بنفسي ويعصف بمشاعري تجاه هذا الشخص (المقرب) لأعود بعد هذا لأقاسي وحدي مرارة الاهانة وعذاب الألم والوحدة ,وربما زاد الأمرسوءا تكرار هذه الاساءة ـ بدون قصد ـ من الشخص ذاته وتكرار محاولتى للمصارحة وتكرار الفشل فيها ,مما يعمق من مشاعري السلبية وربما توطدت ـ دون سيطرةمني ـ مشاعر الكراهية والنفورمن هذا الانسان .
وفي تصوري يا أخي أن منشأ هذه الحال من ألم الصمت والعجز أوالخوف أوالضعف عن البوح به عند بعض الأشخاص عائد في الأساس الي سوء الاستجابة لهمومهم ومشاكلهم وعدم مراعاة احتياجاتهم العاطفية والنفسية في طفولتهم من قبل أهليهم أو القائمين علي شئونهم وتربيتهم .
لقد قوبلت مشاكل الاشخاص ـ أو الأطفال فى الأصح ـ واحتياجاتهم الانسانية والعاطفية للحوار والاحتواء والتواصل اما بالعنف أو بالسخرية والتجاهل أو بالاهانةوالتجريح أو بعدم التقدير لمتطلباتهم المعنوية كأطفال ومعاملتهم معاملة الكبار من قبل ذويهم وأهليهم أوربما غيرهم من أفراد المجتمع
أتصور أن هذا خلق لديهم جدارا منيعا من الشك والقلق وعدم الثقة في رد الغعل من اظهار مشاعرهم الحقيقية ومجابهة الأخرين بها .. ناهيك عن شعورالذنب ولوم النفس علي ايذاء الاخرين واستثارتهم بابداء المخاوف والهموم (اذ أن ردود الأفعال المتوقعة منهم سلبية).ولم يزل هذا الجدار الراسخ مع مرور السنين والنضج العقلى والجسمي وحتي مع غياب المعاملة التى وضعت أساسه قديما.
وهذا فقط مجرد رأي عن تجربة واستنتاج شخصيين (قديكون صوابا أوخطأ)لا عن خبرة أو استشارة في مجال علوم النفس ..
ربما هذا ما يدفعني للاحتفاظ بآلامي وكبتها في صدرى وربما اجترارها واستعذابها أحيانا(استعذاب خفي لايصل بالقطع لدرجة مرضية).. تصديقا علي مقولة الأخت أعلاه.
وعن كيفية مقاومة هذا الطبع ومغالبته , أحاول أن أغلب خجلي وضعفي بنفسي .. فأكن أكثر تماسكا ,أكثر وضوحا وصدقا ,أكثر عزيمةو اصرارا علي توضيح الحقائق وابداء رأيي وشعورى بجلاء ,
وأضع دائما نصب عيني أن هذا هوالأهم والأضمن لبقاء علاقتي وطيدة بهذا الانسان العزيز , لا تشوبها الشوائب ولاتعكرها الحوادث العارضة والاقتلها الصمت والسكوت قتلا ,حتى لو تأثر قليلا ..لا
يهم فهو أفضل وأسلم لي وله .وقد أستعمل أي وسيلة اذا لمست من نفسي ضعفا في البدء ,
حتي ولو كانت ارسال خطاب مثلا .. ربما أكسر بذلك هذاالجدار العتيد من القلق والتردد والاحساس بالذنب والخوف من أو علي الغير .
أخيرا وهو الأهم : لابد لي من تنمية مهارة الحوار والتواصل مع الأخرين ..ولابد ,أقول لاااابد لي من التعرف الي صديق أومستمع يكون علي درجة من التفاهم والتناغم معي ,والقرب الي مايجعله أقرب مني الي نفسي وعقلي ,وما يجعلني أنفض لديه كل ما يؤرق بالي ويعذب فؤادي في أي وقت وحين .. و أرجو أن يكون في هذا شئ من العزاء والنصح والتوجيه المفيد لمن لديهم نفس المشكلة
وأخيرا .... أعتذر بشدة للاطالة وأتمني للجميع أوقاتا طيبة.[/font][/size][/color]