أرخص سلعة
إن النصائح المجانية والانتقادات هي أرخص السلع في عالمنا، وكل شخص لا يجد ما يفعله يمكنه ببساطة أن يشنّف مسامعك لساعات بعيوبك وأخطائك، ويحذرك من هذا الأمر وينهاك عن آخر.
ولقد كان من الممكن أن يختلف الأمر، أو أن يكون أقل خطورة لو أن العقل الواعي هو الذي يتعامل مع هكذا آراء وأحاديث، لكن مكمن الخطورة هو أن العقل الباطن -وهو كالمغناطيس- هو الذي يستقبل كل تلك الإشارات، وهي -للأسف- سلبية 100%.
إن العقل الباطن "بليد" -إن جاز لنا القول- وهو يلتهم كل ما يجد في طريقه، وإن أنت سيطرت على بعض ما اكتسبه جاءك بأشياء أخرى لم تلتفت إليها فجعلها مسيطرة عليك.
ولنا في هذا مثال لا أفضل منه، وهي نصيحة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لنا بالتزام الصحبة الصالحة.
كما رُوي في الأثر يُروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ". رواه أحمد والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فَلِمَ تجنب رفاق السوء إن كانت عقيدة المرء قوية؟ أوَليس الخوف هنا هو ذاك التأثير اللاملحوظ من طرف المتلقي؟ ولن نكون مبالغين لو قلنا: إن مرافقة أصحاب السوء لا تختلف كثيراً عن معاشرة الأشخاص المحبطين والمتشائمين دائماً.. فالفريقان معا يؤديان إلى نتيجة واحدة: الإخفاق في الحياة.
....................................
صدقت فالنصيحه فن لا يتقنه الكثير ....وجزاك الله خير