: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَ
بالمختصر المفيد يا عزيزي القحطاني هذه الآية أجمع آية في كتاب الله ، أو قال : من أجمع آية في كتاب الله ، وما ذاك إلا لأن الله رتب عليها خير الدنيا والآخرة ،وعلاج من كل الأمراض الضاهرة والباطنة والله أعلم} فمن اتقى الله جعل له مخرجا من مضائق الدنيا ومضائق الآخرة ، والإنسان في أشد الحاجة ، بل في أشد الضرورة إلى الأسباب التي تخلصه من المضائق في الدنيا والآخرة ، ولكنه في الآخرة أشد حاجة وأعظم ضرورة ، وأعطكم الكربات وأعظم المضائق كربات يوم القيامة ، وشدائدها ، فمن اتقى الله في هذه الدار فرج الله عنه كربات يوم القيامة ، وفاز بالسعادة والنجاة في ذلك اليوم العظيم العصيب ، فمن وقع في كربة من الكربات فعليه أن يتقي الله في جميع الأمور ، حتى يفوز بالفرج والتيسير ، فالتقوى باب لتفريج كربة العسر وكربة الفقر وكربة الظلم وكربة الجهل وكربة السيئات والمعاصي وكربة الشرك والكفر إلى غير ذلك ، فدواء هذه الأمور وغيرها أن يتقي الله بترك الأمور التي حرمها الله ورسوله ، وبالتعلم والتفقه في الدين حتى يسلم من داء الجهل ، وبالحذر من المعاصي والسيئات حتى يسلم من عواقبها في الدنيا والآخرة ، فالسيئات لها عواقب في الدنيا من عقوبات قدرية ، أو عقوبات شرعية ، من الحدود والتعزيرات والقصاص ، ولها عقوبات في الآخرة ، أولها عذاب القبر ، ثم بعد الخروج من المقابر بعد البعث والنشور عقوبات وشدائد يوم القيامة ، ومن عقوباتها أيضا أن ، لإنسان يخف ميزانه بسبب إضاعة التقوى ويرجح ميزانه بسبب استقامته على التقوى ، ويعطى كتابه بيمينه إذا استقام على التقوى ، وبشماله إذا انحرف عن التقوى ، ويدعي إلى الجنة إذا استقام على التقوى ، ويساق إلى النار إذا ضيع التقوى ، وخالف التقوى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
|