عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2006, 10:30 PM   #2
يسموني القمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية يسموني القمر
يسموني القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3256
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 20-09-2012 (02:24 PM)
 المشاركات : 377 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


التابع

ينبوع الخير

أخذت السيدة حليمة السعدية النبي صلى الله عليه وسلم تقول: فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة الرضاعة من والد المولود. وكان يتيماً، فكنا نقول: ما عسى أن تصنع أمة أو جده، حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبياً غيري، فكرهت أن أرجع ولم أخذ شيئاً وقد أخذت صويحباتي، فقلت لزوجي، والله لأرجعن إلى ذلك الغلام فآخذه، فأتيته فأخذته فرجعت إلى رجلي فقال زوجي: قد أخذتيه؟ فقلت نعم.. قال قد أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيراً.

قالت: فوالله ما إن حملته في حجري حتى أقبل على ثديي يأخذ ما شاء من اللبن فشرب حتى ارتوى وشرب ابني حتى روى وإنا لنعجب والله ما كنت أستطيع أن أرضع ابني قبلها، شرب حتى وصلنا إلى ديارنا ليلاً فأخذته فأقبل على ثديي فشرب حتى روى وشرب ابني حتى روى فنمنا بخير ليلة فلما أصبحنا قال زوجي والله يا حليمة ما أراك إلا أصبت نسمة مباركة.

تقول وكان ذلك الوقت أسوأ وقت في أرضنا، فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون بأغنامهم إذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح أغنامهم بطالاً، أما أغنامي فترجع وقد شربت وارتوت وامتلأت، وترجع أغنام صويحباتي جياعاً هالكة، ما بها من لبن.

فنشرب كل ليلة ونشبع حتى صار الرعاة يقولون اسرحوا حيث يسرح راعي حليمة فيسرحون خلفي.

تقول حليمة: وكان يحدث شيء عجيب، كان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر،ويشب في شهر شباب الصبي في سنة.

أي أنه صلى الله عليه وسلم بدأ يتكلم قبل أقرانه، ويمشي أسرع منهم ويفهم ما لا يفهمونه، ويعرض أفكاراً أكبر من سنة.

وكان النبي وفياً لحليمة بعد ما أرضعته قال له الصحابة بعد فتح مكة: هذه مرضعتك يا رسول الله؟ وكان في الستين من عمره تقريبا – فتلقاها هاتفاً بها: "أمي ثم خلع عباءته وفرشها لها على الأرض وظل ينظر إليها بحنان.

وكان للنبي صلى الله عليه وسلم أخ في الرضاعة من قبيلة هوازن، وحين انتصر النبي صلى الله عليه وسلم على هوازن في غزوة حنين كان له عم في الرضاعة موجود في هوازن، ولأجل هذا العم في الرضاعة يقف النبي فارزا الأصوات ويقول للمسلمين: هل تشفعون أن نرد إليهم السبى؟.. أي هل تسمحون أن نعيد لهم السبايا من النساء والأطفال؟ قالوا: ولم يا رسول الله؟
قال: فيهم أخي من الرضاعة، فقالوا: أتذكره يا رسول الله؟ قال: وفاء له ولأمه حليمة، بعضهم وافق والبعض قال لا، فبدأ النبي يأخذ من أمواله ومن أموال من يستطيع أن يقرضه ليفك أسر السبايا إكراماً لأخيه في الرضاعة.


 

رد مع اقتباس