عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2006, 03:24 PM   #1
سيدة نفسي
عضو جديد


الصورة الرمزية سيدة نفسي
سيدة نفسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15014
 تاريخ التسجيل :  05 2006
 أخر زيارة : 14-06-2006 (05:00 PM)
 المشاركات : 4 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
اشكاليات حياتية .. !



أود أن انوه بأن ما تكتبه السيدة هو بقلم السيدة وهي كاتبة صحفية متمرسة ..




إشكاليات حياتية :


" ومن ءايـته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ج إن في ذلك لآيـت لقوم يتفكرون " صدق الله العظيم

الزواج كما هو متعارف بيننا سنة من السنن الحياتية في كل مذهب وعند كل جنسية ومن العليا إلى الدنيا ولكافة الطبقات الاجتماعية .. كما إنه أساس البناء والتكوين الأسري أو هدمه ويعتبر مدرسة من مدارس التربية أو الشغب الذي يمس المجتمع والعالم بأسره .

الزواج علاقة إشباع لأكثر من غريزة سواء كانت إنسانية أم حيوانية وكحال أية غريزة أخرى تكون مختلطة بعدة عوامل .. وعليها تترتب عدة مظاهر ..

فقد وصلت بنا الظروف إلى أسوء حقبة دينية واجتماعية ربما لأنني أعاصرها وأجدها أسوء من الحقب التي تسبقها حيث ظهر التمرد العلني على القيم الاجتماعية التي كانت تسود مجتمعاتنا الإسلامية قبل العربية وكأن لا مثقال لهاتين الكفتين ولا وزن لهما ، كل ذلك تحت راية التحرر والدعوة إلى الانفتاح ونبذ العقليات النائمة تحت ظلال الماضي ، ولا يعني ذلك بأن الفساد قد تفشى بمجتمعاتنا لكن الفساد قد غطى جيلا شبابيا كاملا وانزلق من بين أصابعه من استطاع الانزلاق والفرار من حكم ما نسميه بأجنبي ودخيل !

شخصيا أعتبر أنه لا يوجد شيء يعتبر دخيلا إذا كنا نحن من فتحنا الباب على مصراعيه له وحييناه بقبلة وطلبنا منه التفضل بالدخول ، فهذا إما دخيل عزيز علينا أو لص .. ولص مدلل أيضا نهوى اقترابه ونرحب به ! سأطلق عليه حكما متحررا حتى الشبع .. حتى إن الغرب المتحرر كما نراه نحن بات يخجل منه قائلين .. من أين لكم هذا ؟

أنقل قلقي الدائم حيال جيلا كاملا يبدأ من أوائل الثمانينات حتى بداية التسعينات وكيف ستنتقل القيادة الاجتماعية من أيدي جيل العمالقة وهم ( كبار السن ) آباءنا وأمهاتنا إلى أيديهم ؟

كيف سنرى الأجيال القادمة وهي شبه عارية ، عليها كتل من الألوان القوس قزحية ، خلعت رداء الحياء والالتزام ودخلت في دوامة الهوس الإغرائي وعاشت عليه حتى تجرعت الحرام رشفة رشفة .. وتفسخت من الحلال قطعة .. قطعة ! وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله " سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون على السروج كأشباه الرجال ينـزلون على أبواب المسـاجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف اِلْعَنُوهنّ فإنهن ملعونات ."

مجتمعاتنا تعاني من أمراض اجتماعية باتت مزمنة و معدية .. وعلاجها يستلزم وقتا .. فتنتقل من منزل إلى آخر لتتفاقم لدينا الجراح وتتقرح وكل ما ينزل منها هو قيء وصديد .. والذي يدفع ثمن كل ذلك نواتنا الأولى .. وكيفية صقلها .. لجعلها ملاذنا لحياة هانئة كما أراد الله لنا فتكون منزل مودة .. ونزل براعم الرحمة التي تكبر خلف هذه الأسوار الأسرية .. مع شخص يستحق أن نضع رأسنا براحة قرب رأسه .. وعلى وسادة واحدة .. !

حالنا المعقوف .. والمنكس .. والمعكوس على نفسه كسهم أضاع هدفه .. فصوبه صاحبه ، فمن غيرنا يضع العماد لبناء أجيالنا ومن غيرنا يربي هؤلاء الرضع ليروا طريق حياتهم مستقبلا ، وإن كانت كل يد ستبت وتحمل أطرافها وظلالها من على فروع التربية الصحيحة فمن سيصلح ويربي ومن سيعطي من قلبه ليعطي .

بالالتفات قليلا إلى الوراء .. والوراء أعني به بيوت الطين .. والخيام .. ، والسير على الأقدام للتنقل أو استخدام التاكسي أو الباص ، ووسائل الاتصال هي تلفون راعي البقالة او الحصول على خط شخصي داخل المنزل .. ، الاعتماد على الغوص وصيد السمك والتجارة كمصادر أساسية للرزق .. طبيعيا في مثل هذه الظروف حيث الضواحي الصغيرة والبيوت المتلاصقة وحشمة البنات وحسن تربيتهن وأمانتهن وطيب صيتهن إلا القليل منهن ومن تجرأت ان تظهر من دون " الغشاوة أو البوشية " وهو كساء الوجه يستر فتنة الفتاة ، وحتى لو كانت الفتاة لا تتجاوز السابعة عشرة والتي أصبحت تستخدم الآن من قبل النساء اللاتي يتجاوزن سن الستين ! عوامل أساسية لأن تتقدم أم الشاب وأن تخطبها لابنها الذي ربما يكون في رحلة غوص و سيعود بعد ستة أشهر .. ، الخطبة في تلك الأيام كانت " مغلقة " وأيضا واضحة ، طرفان معروفان صيتا وأخلاقا عائلتان متفقتان أو غير متفقتان حسب الظروف التي أتت ذلك الزواج بالإضافة إلى أن الشاب في ذلك الوقت إن خرج للتنزه فلا يوجد غير الديوانية أو القهوة .. أو البحر .

والفتاة إن خرجت إما للسوق الصغير في وسط الحي وهما محلان تجاريان أو أكثر أو لزيارة منزل " أم فلان " حياة ٌ بسيطة .. غير معقدة .. حتى في مراحل التعليم .. فهو محصور على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية .. وأحيانا تحرم الفتاة من هذا الحق خوفا عليها من الذهاب الإياب دون مبرر !

" منك المال ومنها العيال " هذا أول ما يقال .. ! هي تربي وهو يتعب ليحصل على المال ..
وحين تنتقل الزوجة إلى منزل زوجها .. تظل فيه إلى أن تموت .. فتدخل بالأبيض وتخرج بالأبيض وتكون قد وفت أول وآخر حقوق رجل حياتها بعد أن سميت بأم لأطفاله وسيدة المنزل الطيني إلى جانب زوج امتهن حرفة الغوص لا تراه إلا عدة مرات بالسنة ليطعمها هي وأبناءها .. فتكون رجل إلى جانب الرجل .. وامرأة في حضوره .. !

والآن .. أعلم بأن رقبتك تؤلمك من الالتفات الى الوراء .. وأعتذر عن ما سببته لك من آلام .. يمكنك أن تنظر الى الأمام أو الى أحد جانبيك .. وأهلا بك في العصر الحالي .. والمستقبل ..
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس