24-05-2006, 03:50 PM
|
#5
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 15722
|
تاريخ التسجيل : 01 2004
|
أخر زيارة : 25-05-2008 (09:06 PM)
|
المشاركات :
264 [
+
] |
التقييم : 52
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كلفتني المجلة بهذا الفصل من شهر ، فما زلت أماطل به ، والوقت يمر ، أيامه ساعات ، وساعاته دقائق ، لا أشعر بها ، ولا أنتفع منها ، فكأنها صناديق ضخمة خالية ، حتى إذا دنا الموعد ولم يبق إلا يوم واحد ، أقبلت على الوقت أنتفع به ، فكانت الدقيقة ساعة ، والساعة يومًا ، فكأنها العلب الصغيرة المترعة جوهرًا وتبرًا ، واستفدت من كل لحظة حتى لقد كتبت أكثره في محطة ( باب اللوق ) وأنا انتظر الترام في زحمة الناس ، وتدافع الركاب ، فكانت لحظة أبرك عليَّ من تلك الأيام كلها ، وأسفت على أمثالها ، فلو أني فكرت كلما وقفت أنتظر الترام بشيء أكتبه ، وأنا أقف كل يوم أكثر من ساعة متفرِّقة أجزاؤها – لربحت شيئًا كثيرًا .
.
ولقد كان الصديق الجليل الأستاذ الشيخ بهجة البيطار يتردد من سنوات بين دمشق وبيروت ، يعلم في كلية المقاصد وثانوية البنات ، فكان يتسلى في القطار بالنظر في كتاب ( قواعد التحديث ) للإمام القاسمي، فكان من ذلك تصحيحاته وتعليقاته المطبوعة مع الكتاب .
.
والعلامة ابن عابدين كان يطالع دائمًا ، حتى إنه إذا قام إلى الوضوء أو قعد للأكل أمر من يتلو عليه شيئًا من العلم فألّف ( الحاشية ).
.
والسرخسي أَمْلَى وهو محبوس في الجب ، كتابه ( المبسوط ) أَجَلّ كتب الفقه في الدنيا .
.
.
وأنا أعجب ممن يشكو ضيق الوقت ، وهل يُضَيِّق الوقت إلا الغفلة أو الفوضى ؛ انظروا كم يقرأ الطالب ليلة الامتحان ، تروا أنه لو قرأ مثله – لا أقول كل ليلة ، بل كل أسبوع مرة – لكان عَلاَّمة الدنيا ، بل انظروا إلى هؤلاء الذين ألّفوا مئات الكتب كابن الجوزي والطبري والسيوطي ، والجاحظ ، بل خذوا كتاباً واحدًا كنهاية الأرب ، أو لسان العرب ، وانظروا ، هل يستطيع واحد منكم أن يصبر على قراءته كله ، ونسخه مرة واحدة بخطه ، فضلاً عن تأليف مثله من عنده ؟
.
.
|
|
|