لرباب فقيهي
متلازمان ....لا يفترقان ....بل لا يلتقيان
عجبا لست أعلم
فمنذ صغري وأنا أراقبها ولم أعرف نهايتها..
فضول الطفولة كان يدفعني بعد منتصف الليل
لاسترق النظر من نافذتي لأراقبه نعم أراقبه
فقد كان يزورها كل مساء وكانت ترتدي حللا
كالفسيفساء كل ليله يزورها يتوشح عباءة
بيضاء اما هي فتفوح رائحتها بعطر الصفاء
كل ليله منذ غروب الشمس إلى مشرقها وهما يتبادلان
النظرات دون أن يرمش لهما جفن
يحوم حولها فلا تجد له فرارا
فاستسلمت وسلمت فكان ذلك قرارا
اختارها خليلة من بين تسع أخوات
رغم انها تكبره كما ذكرت العمات
قد كان يتدلى حولها سواد طويل تراقصه النسمات
عبث طفولي دفعني يوما لامسك ذلك السواد
لأقرب المسافة بينهما.......ولكن
تلاشي ذلك السواد في يدي
أراه فلا استطيع به امساكا
أذهلتني تلك المعشوقة بكبريائها وصمودها
ادهشني ذاك العاشق باكتفاءه بالنظر إليها
عجبت لذلك الحب الصامت والكبرياء الصامد
تتسرب المعاني بينهما دون كلمات
وبلا شفاة ترسل لها القبلات
عذرا اعترف اني مازلت اراقبها
فمن كبريائها استمد قوتي اما هو
فجماله يقتلني وشغفه لمحبوبته ياسرني
ليتني افقه لغة حواره أو املك إن ابقي ليله بجواره
فهنئا لك أيتها الأرض.... بعاشق القمر..