ابتسامة متفائل

بيانات اضافيه [ + ]

رقم العضوية : 3417  تاريخ التسجيل :  01 2003  أخر زيارة : 10-05-2010 (08:14 AM)  المشاركات : 888 [ + ]  التقييم :  10

لوني المفضل : Cadetblue

لهــــذا يتــــابعون المسلسلات..!!

العقول الكبيرة تناقش المبادئ والأفكار, والعقول المتوسطة تناقش الواقع والأحداث, أما العقول الصغيرة فتناقش أمور الناس..
مثل صيني.

ومن هنا ينطلق أصحاب العقول الصغيرة في نهمهم في معرفة أحداث المسلسل التي تدور في داخل البيوت, ويعرض أصغر شؤون الأشخاص, ويدقق في تفاصيل كلماتهم, وملبسهم, ومظهر شعرهم, وأسرارهم, وعواطفهم...الخ

إذاً فما الذي يدفع بملايين الناس أن يتابعوا برنامجاً أشبه بالمسلسل يدعى (أكاديمية الشيطان)..؟!
وهذا بالإضافة إلى الوقت الذي يقضونه في الحديث الذي يسمح به وقت انقطاع البرنامج في ما يحصل وحصل, وأن فلانا كان على حق, وفلانة أجمل, ويعجبني خيط حذاء فلانة الذي ارتدته يوم كذا الساعة كذا ومشت به إلى...

عذرا..!

ألهذا الحد نلغي عقولنا..؟!
ألهذا الحد لم يعد لدينا هم غير متابعة الناس وما قالوا وما فعلوا..؟!

كفى..!

فمن لديه هم أكبر لن يتابع مثل هذه التفاهات. فهل رأيتم عالماً أو مفكراً أو مبدعاً متكأً ليتابع مسلسلاً, مهما كانت أغراضه..!

كفى..!
كفاك أخي أخيتي إهداراً لوقتك, وجهدك, وعقلك, وطاقاتك.

هل تعلم قدر الوقت المهدر والجهد الذهني الذي تدمره مثل تلك المسلسلات..؟!

إنها تضيع من يومك على الأقل ساعة في متابعتها, ولا تظن أن تلك الساعة هي وقت للراحة, بل إنها تستنزف جهداً ذهنياً في توقع الأحداث القادمة وربطها بما مضى, مما يجعل العقل مشغولاً قبل وأثناء وبعد المسلسل, إذا لم يكن اليوم كاملاً وذلك بعد البتر اليومي المحبط لأحداثه التي تشدك.

ليس هذا فحسب!

بل إنها تبرمج العقل الباطن على ما يعرض فيها من مواقف وقصص وردود أفعال وأخلاق وأفكار هدامة -وهذا خطر جدا على تربية الأطفال فضلا عن الكبار- إذ أن الطفل يتعلم أن الحل هو أن يضرب الزوج زوجته عند حدوث أي مشكلة, ويطبق ذلك لدى كبره, وأنه لابد أن يعمل كما عمل هذا البطل عندما يعرض له مثل هذا الأمر, وهو لا يعي صحة أو خطأ مثل هذا التصرف. وقليل من المسلسلات التي تعرض الأنموذج الصحي للتعامل, فضلا عن أنها تنشر غسيل المجتمعات.

فمن كان يعرف عن كل هذه المشاكل في المجتمع الخليجي قبل سيل هذه المسلسلات الرمضانية المجحفة واللاواعية..؟!

وأما من يدعي أنها تسعى لإصلاح المجتمع فقد غالط نفسه, لأن من يريد الإصلاح لا يعرض أباً يعيش في حالة سكر طوال يومه, وزوج يضرب زوجته لأدنى سبب, وأخ متسلط على أخواته وأهله, وفقر مدقع يجر البنات إلى العمل في مساقط الرذيلة, والثري الكبير في السن يجلب الغانيات ليرقصن أمام مرأى أبنائه... والكثير الكثير مما لا يمت لمجتمعاتنا بصلة, وإن حصل فهو الشاذ الذي لا حكم له.

ثم تتسابق هذه المسلسلات في أيها يبكي أكبر قدر من الجمهور الذي تسمر أمام الشاشة لمتابعة مأساة قد تنفك في الحلقة الأخيرة.

فمن يدعي أنه يريد إصلاح المجتمع وحل مشاكله بهذا الأسلوب, فالمجتمع غني عنه وعن جهوده, وإذا كان عازماً فليعرض لنا النماذج المشرفة في المجتمع ليقتدى بها وليدع عنه النقاط السوداء في صفحة مجتمعنا التي تشع بالبياض.

أنا لم أبالغ في كلامي, فهذا مما رأيت وسمعت ومن يتابع يعرف أكثر من ذلك, ولكن ليعلم هؤلاء كم تؤثر عليهم من حيث لايدرون, ولم تكن غايتي سوى أن يعود الجميع فيرون الحق فيتبعونه..؟!


فعودوا أحبتي إلى رشدكم, ودعوا المسلسلات لأصحاب العقول الصغيرة, فهمّكم أكبر, وعلمكم أغزر, وأنتم على فعل ذلك أحرص وأقدر.

المصدر: نفساني