عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-2002, 08:32 PM   #12
dania
عضو فعال


الصورة الرمزية dania
dania غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1506
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 22-02-2005 (04:49 AM)
 المشاركات : 41 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رأي في المجرم الصغير !!



بسم الله الرحمن الرحيم
********************


مثايل .. أعتقد أن جميع الأراء المطروحــــــــة .. رأي شراني واهمة وصفو ورأيك ..كلها أراء صحيحــــــــة وبعضها يكمّل بعض .. فلا يمكن القول أن السلوك العدواني المتمثل بالعنف هو نتاج عامل واحد فقط سواء قلنا أن هذا السلوك مُتعلم أياً كـــان مصــدره أو قلنــــــا أنه متعلق بطبيعة الأنســــــــان وأستعدادته.

مثايل .. وأنا أسير بين سطـــــــور أطفال ولكن مجرمين كانت ذاكراتي _ تلقائياً_ تعود بي الى الوراء فأذا بي أمام صورة لطفل لايتجاوز عمره _في تقديري _ الحادية عشرة .. هذا الطفل لم يصنعه الخيال وإنما هو حقيقــــة وواقع قُدر لي مشاهدتها والتفاعل معها في مدينة غير هذه المدينة وفي زمن غير هذا الزمن وفي بيت مقـــابل لبيتنا.. لم يكن يفصل بينهما الا شارع واحد .. ولاأبالغ لوقلت أن قدمــي هذا الطفل تجيد الركل والرفس وتعقــب الأطفال الآخرين لإخافتهم أكثر من إجادتها السير .. ولاأبالغ لو قلت أني كنت أعتقد _ في ذاك الزمن _ أن يدي هذا الطفل لاتعرف الا حمل الحجارة والحديد وكل مايقع تحت يده ليقذف به كل من يقع تحت بصره .. فضلاً عن الشتائم التي يمطر بها المارة صغاراً وكباراً .. هذا الطفل كان يجيد صناعة الخوف في قلوب أطفال الحي جميعاً وفي طليعتهم .. أنا.. كان قلبي يخفق بالرعب كلما رأيته في طريقي أثناء عودتي من المدرسة _ كنت يومها في الصف الثالث أبتدائي _ لأني أدرك أنه سيغرقني بحجارته وشتائمــــه التي تنهار أمامها كل كلمات والدي التي يظن أنها مطمئنة ! ( لما أقوله .. أبوي أخاف من فلان فيقول لاتكلمينه ولاتجــي عينك في عينـــــه وهو مـــــاراح يكلمك !!!!نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .
وفي يوم من أيام هذا الطفل المسكون بالألم والقسوة رأيته يلهو وكثيراً مايلهو بعنف !! .. أتعرفين يامثايل أسماك الساقية _ أسماك صغيرة جداً _
كان يلهو معها !! أتعرفين كيف !! .. رأيت بجانبه حوض مملوء بالماء وأسماك حية صغيرة تتقافز من يده .. بعضها ينزلق من بين أصابعه في الماء وبعضها الآخر تلقي بها يده الى الأرض ثم يضربها بالحجر ؟! وحينما رآني أنظر اليه ضحك .. ولم أضحك ! .. وكانت أول مره أرآه يضحــــك .. ولأول مرة تلتقي عيني بعينه .
وفي يوم من أيامي سمعت أبي يقول " لاحول ولاقوة ألا بالله " ..وكانت أمي هي الأخرى تحوقل وتقول " الله يرحمه هذا من دعاء الناس عليه " .. وفهمت يومها أن ذلك الصغير لن يقلق هدوء الحي بعد الآن ! .. ثم سمعت الجميع يروي كيف رحل ".ـــــ.." والله كانت نهايته مؤلمة أدمت قلبي الذي كان يخافه .. قالوا ألقت به سيارة مسرعة لأمتار وأمتار حينما كان خارجاً من صيدلية بعد أن كسّر وحطّم بعض مافيها .. خــــــرج هارباً من عصـــا الصيدلاني الذي كان يترصده منذ زمن ليقع ضحية عجلات سيارة .. وهذا قدره .. ولكن كلما تذكرته تمنيت لو أن هذا الصغير وجد في تلك الأيام من يلّم أشلاء نفسه الممزقة بالقسوة _ قسوة أبويه وأخوته _ قبل أن تُلم أشلاء جسده .. أنتهت أيامه رحمه الله .. وأعتقد أن حياتنا اليوم وغداً لاتخلو ولن تخلو من نماذج تماثل صورة هذا الطفل .. قد تكون أقل أو أكثر عنف وعدوانية ولكنها جميعاً تخضع لذات العوامل والظروف التي تساهم في خلق السلوك العدواني .. هؤلاء الأطفال ماهم ألا ضحايا بيوت غير آمنــــــه ينقصها الأمان العاطفي أوالمادي _ أحدهما أو كلاهما _ .. في مثل هذه البيوت كيف نتوقع أن يكون سلـــــوك الطفل أذا كان الأبوان لايعرفان إلا المعاملة الجافة كأسلوب لتربيته ؟! ألن يتعلم هو الاخر أن الركل والصراخ والشتم هو الأسلوب الأمثل للحصول على مايريد من هذا العالم ! .. مثل هؤلاء الأطفال من السهل التأثير عليهم من قِبل رفقاء السوء في الشوارع الخلفية البعيدة عن رقابة الوالدين وبالذات أذا كانت قيم الطفل الدينية والخُلقيـــــة ضعيفة .. فضلاً عن تأثير أفلام والعاب الطفل التي تمجد السلوك العنفي .. أضيفي اليها الثقافة المحيطة بالطفل والتي تعلمه العنف من غير قصد ! .. ألم نسمع من يقول لأبنه : ( خلك رجــــــــال .. أذا ولد فلان ضربك أضربـــــــــه و ...و....و) فيتعلم هذا الطفل أن الضرب ووووو هو الأسلــــــــوب الصحيح للتعامل مع الغير .. وأن العنف =الرجولة !! .
طبعاً نحن أمام الطفولة بكل مشاكلها البريئة نخفض زادنا العقلي الى الصفر ونُبقي تفاعلتنا القلبية لاأكثر تعاطفاً معهم كضحايا لاأكثر .. ولكن بعد أن يستطيل هذا الصغير بالطول والعرض وتستطيل مع عدوانيته وعنفه ويشغــل حيزاً في هذا العالم .. قد لايكون مجرماً خلف القضبان .. وأنما معلم أو مدير أو أب أو أخ أو حاكم دكتاتور .. هل نقدر أن نتعاطف معهم ؟!! .. يقال أن هتلر ( الطفل الذي فقد حنان ورعاية أمه ) لو أستطاع أن يضع أصابع قدميه في فمه وهو صغير لنجت البشرية من الحرب العالمية الثانية ! .

وتصبحون وتمسون على خير .


 

رد مع اقتباس