نفساني - عرض مشاركة واحدة

21-06-2006, 05:02 AM

جراح العمر تؤلمني
و صد الدهر يخنقني
تفتق جرحي الدامي
على وديان أكلامي
و سالت فوق أوتار الهوى دفقاً،
وإحراقاً..
دماء لونها قاني
تجَاوَز حرقها قلبي.. إلى روحي
إلى أحزان أحزاني
إلى نومي..
إلى صحوي..
إلى حلمي ويقضاني
و جفّت من جروحي كل قافيةٍ
وأقلامي جفاها منبع الأحبار في أنواءِ نيساني.
ألم يأنِ
لهذا العمر أن يقضي ، و ينسى هذه الدنيا
و ينساني ؟!

ألَم يأنِ
لهذا القلب أن يعلا
ولا يبلى بسفساف الهوى المضني ؟
فحلمي فوق أن أغدو أسير الهمّ و الحزنِ
وأن أشقى بما لا يرتقي يوما إلى نجمي.

دعاني الشعر يوماً كي أنادمه
فقلت كفاك ما قد ضاع من عمري
نعم ! قد كنت بستاني
وأحضاني و أحزاني
وكنت العمر في قلبي، دماً يجري
ولكن ، لم أعد أهوى ، ولا أقوى
و غدر الدهر في صدري
و لا أدري!
فهل يبقى مع الأيام شيءٌ من دِما صبري !

...تقبّل شـاكراً..عــــــذري
أَلم يــأنِ
لهذا القلب أن يصبو إلى العلياء من شأني؟

ألَم يأنِ..
لهذي النفس أن تصفو
و أدعوا الرب أن يعفوا
وأن ألقي حمولاً تثقل ( الأحــلام)
تهدم كل ما أبني

و ما بال القصيد اليوم يجفوني
و لا ألقاه في عوني إذا ما الشوق ناداني

إذا لم ينحني شعري لخلاقي
يسبح باسم رزاقي
ويرنو ا للسما ليلي واشراقي
يمجد رب هذا الكون تمجيداً ، و توحيدا
معلمنا وملهمنا
ويعلم كل ما نخفي ، رفيع الشأن والباقي
فما لي في الهوى قصدٌ ولا سهمٌ
ولن أجني سوى رايات إخفاقي

ضميري كان محبرتي
وكان السيل في حرثي
و مبراةٌ لأقلامي
و كان الصدق و الأخلاق أوراقي و إلهامي
عجبت لمن يسقّي حرثه وحلاً و قطراناً
و أوساخاً
و ما يجني!
يقول كلوا ، فهذا طيب الثمرِ
فما شأني بهذا الشعر إن لم يرتقي يوما بأخلاقي

ألم يأنِ
لهذا الشعر أن يرقى على أشلاء لذاتي؟
فما في مدح غانية
ولا في لثم ساريةٍ على باب الملوك سوى منازلة عن الذاتِ
فهل ألقى كتابي يوم ألقاه بِيُمنَى
أم... بِـعـــــَبراتي !

جراح العمر تؤلمني
و صد الدهر يخنقني
و جفّت من جروحي كل قافيةٍ
وأقلامي جفاها منبع الأحبار في أنواءِ نيساني.
ألم يأنِ..
لهذا العمر أن يمضي
و ينسى هذه الدنيا ....و ينساني !

المصدر: نفساني