نفساني - عرض مشاركة واحدة - عانيت من الوسواس عشر سنين ثم شفيت بحمد الله فهاكم تجربتي!

21-06-2006, 07:24 AM

الأخ الفاضل .. بقعة ضوء ،،

.....................

أختي الفاضلة .. رفه ،،

هذا هو ردي على الأخت أم عزام أتمنى ان تنتفعي به :

في البداية لا بد أن تعلمي أن جميع الأشياء التي تدور في نفسك وعقلك إنما هي من الشيطان وأنت لست مسئولة عنها أبدا مادام هذا الأمر يأتي بغير إرادتك لا سيما وأنت تحاولين دفعه بكل ما تستطيعين .
أنا أعلم أنك غير مقتنعة بهذه الأفكار وتعلمين أنها من الوسواس بل وتحاربينها وتحاولين إقناع نفسك بتفاهتها وعدم مصداقيتها !! ولكن !

لماذا هي مستمرة بالورود عليك أليس هذا هو ما تحدثي به نفسك دائما ؟؟!

السبب هو لأن الموسوس يتعامل مع هذه الأفكار بالطريقة الخطأ بل إنه وللأسف يتعامل معها بما يزيدها لا بما ينهيها .

فالأفكار الوسواسية كلما حزن الموسوس بسببها زادت !!
وكلما انفعل بسببها تضاعفت !!
وإذا ضرب رأسه بالجدار أو حاول إيذاء نفسه بسببها تضاعفت أكثر وأكثر !!

لأن الشيطان لم يوسوس للإنسان إلا لكي يحصل منه على نفس النتيجة التي فعلها الموسوس وهي ( ( الحزن والضيق والانفعال ) ) وإن استطاع أن يوصل الموسوس إلى مرحلة الإيذاء الجسدي فهذا هو قمة النصر بالنسبة له ، ولهذا فلا يستغرب المريض عندما تستمر الأفكار معه مهما حاول دفعها أو إيقافها .

ولكن لو فرضنا أن مريض الوسواس لم ينفعل ولم يحزن ولم يضرب رأسه بالجدار ولكنه بدأ كما في حالتك أنت يا أم عزام :
باتهام نفسه بالأنانية أو بسواد القلب أو بالنفاق بسبب ما يتوارد في ذهنه من سب للآخرين !!
فهل ستزول هذه الأفكار ؟!!

بالطبع لا ، لأن الشيطان استطاع أن يحصل منك على نتيجة جيدة وهي اتهام نفسك بالنفاق والأنانية !!

ولهذا تزيد الأفكار أكثر لأن الشيطان سعيد بما وصلت إليه حالتك .

طيب افرضي أنك يا أم عزام لم تنفعلي ولم تحزني ولم تضربي رأسك بالجدار وكذلك لم تتهمي نفسك بالنفاق ولا بالأنانية .
ولكنك كنت هادئة جدا وبدأت بمحاولة إقناع نفسك بتفاهة الفكرة وإثبات أنك تحبين هذه المرأة ولا تبغضيها وأن ما يصدر منك إنما هو رغما عنك !.

فهل ستزول هذه الأفكار يا ترى ؟!!

الجواب :

مستحيل أن تزول هذه الأفكار !!
لأنك لا تزالين تثبتين للشيطان أنك متأثرة بما يأتيك من أفكار ولهذا فلا تستغربي أن يستمر معك إلى أن يوصلك لمرحلة أكبر من التأثر ألا ( ( وهي اتهام نفسك بالنفاق والأنانية ) ) .
وإذا وصلت لهذه المرحلة فلا تستغربي إذا استمر لكي يوصلك إلى مرحلة ( ( الحزن والانفعال) ) وإذا وصلت إلى هذه المرحلة فلا تستغربي أيضا إذا استمر حتى تصلي إلى مرحلة :
( ( ضرب الرأس بالجدار ) ) ثم استمراره إلى أن ( ( تقفزي من شباك الغرفة وتنتحري ) ) لا قدر الله !!

فهذه هي طريقة الشيطان يستمر بالوسوسة حتى يصل إلى مبتغاه !
فأقل شيء يريده هو ( ( التأثر ) ) .
وأعلاه هو ( ( إيذاء النفس أو الانتحار ) ) لا قدر الله .
ولا يمكن أن يتوقف الوسواس عند حد ما دام الإنسان يُظهِر التأثر بسبب هذه الأفكار
الوسواسية .

بعد أن فهمت هذا الأمر فما هو العمل الذي به تستطيعين إيقاف هذه الأفكار ؟؟

العمل يا أختي الفاضلة .. هو أن لا تظهري النتيجة التي يريدها الشيطان منك بسبب هذه الأفكار :
فلا تتأثري !
ولا تحزني !
ولا تنفعلي !
ولا تضربي رأسك بالجدار !
ولا تشتكي لأحد مما تجديه في نفسك إلا لمن وثقت أن العلاج لديه بعد توفيق الله .

قد تقولين : لا أستطيع !!
فأقول : بل تستطيعين ولو على أقل تقدير تستطيعين أن تخفي التأثر بهذه الأفكار بحيث لا يظهر ذلك على تعابير وجهك أو على مظهرك .
لأن الشيطان لا يعلم الغيب بل إنه يلقي الأفكار ثم ينتظر النتيجة بناء على ما يظهر عليك فإن كنت هادئة مبتسمة ضاحكة مشغولة مع من حولك بالكلام وغيره .
عندها يفهم الشيطان أن الأفكار لم تؤثر فيك فيبدأ بالانهيار شيئا فشيئا ولكنه لن يتوقف من أول مرة تطبقين فيه العلاج بل ستستمر هذه الأفكار وسيبذل الشيطان المحاولات تلو المحاولات لعل وعسى فإن فعلت ما يريد مثل :
( الحزن ، الانفعال ، تغير تعابير الوجه ، كثرة الشكوى للآخرين ) .
عندها سينشط أكثر وأكثر ولكن إن استمر التجاهل التام وعدم الاهتمام سيزداد انهياره وضعفه وخلال أيام سيتوقف بإذن الله تعالى .

في الكلام السابق قمت بشرح الوسواس وطريقته في التعامل مع الإنسان الموسوس وبينت أيضا كيفية التعامل الصحيح مع هذه الأفكار .
والآن سأعطيك بعض التنبيهات والتوجيهات التي تساعدك على الشفاء بإذن الله .
1/ إياك والحزن بسبب هذه الأفكار بل يجب أن تكثري من الابتسامة والضحك حتى ولو كانت مصطنعة .
2/ إياك والانفعال فهو أخطر من الحزن والتأثر .
3/ إياك وظهور التأثر بهذه الأفكار السخيفة كالسكوت فجأة أثناء الكلام بسبب فكرة وسواسية أو كثرة الهواجس والسرحان فهذه كلها دلائل على التأثر بالفكرة والشيطان يفهمها جيدا .
4/ إياك ومحاولة إقناع نفسك بتفاهة الفكرة ومحاولة إثبات أنها غير صحيحة فهذه الطريقة تزيد الوسواس ولا توقفه .
5/ إذا جاءتك فكرة وسواسية كشعورك مثلا بأنك تسبين زميلة لك أو تدعين عليها ونحو ذلك تجاهلي الفكرة تماما وكأنها لم تأتك واستمري بنفس العمل الذي كنت تقومين به فلو كنت تتكلمين معها استمري بالكلام وأظهري الابتسامة لها وحاولي أن تزيدي من درجة الاحترام والتوقير لها دون أن تتأثري بما يدور في ذهنك واستمري على ذلك .
6/ إياك والإصغاء للوساوس وتذكري أنك بمجرد الإصغاء لها والاهتمام بها يؤدي بالتالي إلى زيادتها .
7/ حاولي أن تتصرفي مع هذه الأفكار بهدوء ودون انفعال أو توتر بل خذي الأمر بكل بساطة فليس هناك ما يدعو للخوف أو التوتر .

أكتفي بهذا الأمر سائلا الله عز وجل لك الشفاء واتمنى ان توافيني بحالتك أولا بأول .

أخوك ومحب الخير لك
الخبير النفسي2