عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-2006, 10:14 AM   #14
مفتاحة
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مفتاحة
مفتاحة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9633
 تاريخ التسجيل :  09 2005
 أخر زيارة : 15-09-2024 (01:07 PM)
 المشاركات : 3,640 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بدأ صوت سارة يتقطع .. وكأنها تدافع عبراتها .. وتتخيل نساء المسلمين العفيفات حفيدات الصحابة وهن يمشين سافرات بتخطيط من ثلة اجتمعت في كنيسة ..
سكتت سارة وجعلت تردد : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قالت أريج : طيب أين العلماء ..!! أين المصلحون !! أين الدعاة والخطباء !! لماذا لم ينقذوا السفينة من الغرق !!
يا ليتهم تحركوا بالقوة التي تحرك بها أولئك .. أنا أعلم أن أولئك مدعومين مادياً ومعنوياً .. وعندهم أموال يطبعون بها ما شاءوا وينشرون ما شاءوا .. لكن كذلك كان ينبغي أن يوجد رجل رشيد يقود السفينة إلى بر الأمان ..
سكتت سارة .. وأكملت القراءة :
جعلت الوجوه المكشوفة تكثر في الشوارع .. والمفسدون يحاربون الحجاب بكل سبيل .. يساند هذا الهجوم المنظم أمران :
الأمر الأول : ضعف مقاومة المصلحين لهم بالقلم واللسان ، والسكوت عن فحشهم ، ونشر الفاحشة ، ومن تكلم من المصلحين أسكتوه .. ومن كتب مقالاً لم ينشر مقاله ، وإلصاق تُهم التطرف والرجعية بكل من يعارض كشف الوجه ..
وهكذا صارت البداية المشؤومة للسفور في هذه الأمة بنـزع الحجاب عن الوجه ، ثم أخذت تدب في العالم الإسلامي في ظرف سنوات قلائل ، كالنار الموقدة في الهشيم ، حتى صدرت القوانين الملزمة بالسفور ..
ففي تركيا أصدر الملحد أتاتورك قانوناً بنزع الحجاب سنة 1920م ..
وفي إيران أصدر رضا بهلوي قانوناً بنزع الحجاب سنة 1926م ..
وفي أفغانستان أصدر محمد أمان قراراً بإلغاء الحجاب ..
وفي ألبانيا أصدر أحمد زوغوا قانوناً بإلغاء الحجاب ..
وفي تونس أصدر أبو رقيبة قانوناً بمنع الحجاب وتجريم تعدد الزوجات ..
وفي العراق تولى المناداة بنزع الحجاب الزهاوي والرُّصافي ..


في كل بلد جُرح

وبدأت قصص التحلل ونزع الحجاب تنتشر في بلاد المسلمين ..
ففي الجزائر مثلاً .. لنزع الحجاب قصة تتقطع منها النفس حَسَرات ..
ذلك أنه تم إغراء أحد خطباء الجمع .. ودفع الهدايا إليه .. وتغيير قناعاته .. لينادي في خطبته بنزع الحجاب ، ففعل المبتلى ، وبعدها قامت فتاة جزائرية معها مكبر صوت ونادت بخلع الحجاب .. فخلعت حجابها ورمت به .. وتبعها فتيات منظمات لهذا الغرض .. نزعن الحجاب ورمين به .. فصفق المخططون والمسَخَّرون ..
ومثله حصل في جزيرة وهران، ومثله حصر في عاصمة الجزائر: الجزائر، والصحافة من وراء هذا إشاعة، وتأييداً ..
وإذا نظرت في كتابات هؤلاء الشهوانيين وبرامجهم .. وجدتيهم يدبجون المقالات في كل شيء يخص جمال المرأة .. وإظهار وجهها .. لكن لا يكتبون أبداً في : في أمومتها وفطرتها ، وحراسة فضيلتها ، وحماية عواطفها ، وعبث الشباب بالفتيات ، أو المطالبة بحقوق الأرامل والمطلقات والمعوقات ..
بل هي كتابات مستميتة لإقناع المرأة بإزالة قطعة القماش عن وجهها !!


وانتشرت النار

وهكذا لما بدأ كشف الوجه ينتشر .. بشعارات عديدة : تحرير المرأة .. الحرية .. المساواة ..
بدأت مبادئ المسلمة تتحطم ..
فباسم الحرية والمساواة : أخرجت المسلمة من بيتها لتزاحم الرجال سافرة ضاحكة ..
واشتغلت المرأة عاملة في المطار .. وساقية في البار .. ونادلة في مطعم .. ومضيفة في طائرة .. وإن حاول زوجها أو أبوها منعها قالوا : مقتضى الحرية أن لا يكون له سلطة عليك .. فصاروا يتجارون بعرضها دون رقيب عليها .. ورفعوا حواجز منع الاختلاط والخلوة ..
وليت الأمر توقف على كشف وجه المرأة .. لا ..
بل تصاعدت القضية من قضية إفساد المرأة إلى قضية إفساد العالم الإسلامي ، حتى آلت الحال -واحسرتاه- إلى واقع شُرعت فيه أبواب بيوت الدعارة ودور البِغاء بأذون رسمية ، في بلاد المسلمين !! وعمرت خشبات المسارح بالفن الهابط من الغِناء والرقص والتمثيل .. وسُنّت القوانين بإسقاط حد الزنا .. ما دام أن الطرفين راضيان !!
وعلموا أن المرأة إذا فسدت أماً وأختاً وزوجة وبنتاً .. فسد المجتمع .. فهي الملكة إن سقطت سقط الناس وراءها ..
ذكر أصحاب السير :
أن اليهود كانوا يساكنون المسلمين في المدينة ..
وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب .. وتسترُ المسلمات .. ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات .. فما استطاعوا ..
وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ..
وكانت عفيفة متسترة .. فجلست إلى صائغ هناك منهم ..
فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها .. وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها .. أو لمسِها والعبثِ بها .. كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام .. فجعلوا يريدونها على كشف وجهها .. ويغرونها لتنزع حجابها .. فأبت .. وتمنعت .. فغافلها الصائغ وهي جالسة .. وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ..
فلما قامت .. ارتفع ثوبها من ورائها .. وانكشفت سوأتها .. فضحك اليهود منها..
فصاحت المسلمة العفيفة .. وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها ..
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين .. سلَّ سيفه .. ووثب على الصائغ فقتله ..فشد اليهود على المسلم فقتلوه ..
فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .. وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات .. حاصرهم .. حتى استسلموا ونزلوا على حكمه ..
فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكل بهم .. ويثأر لعرض المسلمة العفيفة ..
قام إليه جندي من جند الشيطان ..
الذين لا يهمهم عرض المسلمات .. ولا صيانة المكرمات ..
وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ..
قام رأس المنافقين .. عبد الله بن أبي ابن سلول ..
فقال : يا محمد أحسن في موالي اليهود وكانوا أنصاره في الجاهلية ..
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. وأبى ..
إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..فقام المنافق مرة أخرى .. وقال : يا محمد أحسن إليهم .. فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. صيانة لعرض المسلمات .. وغيرة على العفيفات ..
فغضب ذلك المنافق .. وأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم .. وجرَّه وهو يردد : أحسن إلى مواليّ .. أحسن إلى مواليّ ..
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم والتفت إليه وصاح به وقال : أرسلني ..
فأبى المنافق .. وأخذ يناشد النبي صلى الله عليه وسلم العدول عن قتلهم ..
فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هم لك ..
ثم عدل عن قتلهم .. لكنه صلى الله عليه وسلم أخرجهم من المدينة .. وطرَّدهم من ديارهم ..


واتسع الخرق على الراقع

توقفت سارة قليلاً .. وجعلت تنظر إلى ساعتها ..
ثم نظرت في الكتاب وقالت : هنا في ص56 كلام جميل مختصر حول أساليب أصحاب الشهوات لإفساد العالم الإسلامي من خلال استغلال المرأة .. ما رأيكما أن أقرأه على عجل ..
أريج : رائع .. ما دام المسألة فيها عشاء على حسابك .. تدرين نحن في مطعم .. وأنت كريمة ونحن نستاهل !!
تبسمت سارة وقالت : عشاء إيش ؟!! والدي يبدو أنه قريب الوصول ..
قالت مها : أنت يا أريج منذ أن جلسنا وضرسك لم يقف من تتابع الطعام عليه .. كعك .. بسكويت .. فطائر .. وأنا أيضاً ما قصرت .. والمسكينة سارة تقرأ ونحن نأكل ..
تبسمت سارة وقالت : هنيئاً مريئاً .. الله يجعل فيه العافية ..
لكن لا بد أن نفهم طرق هؤلاء .. لأننا قد نستعمل لتحقيق مآربهم ونحن لا نعلم ..
ثم بدأت القراءة :


 

رد مع اقتباس